يجب إعادة النّظر في مبدأ المحاصصة والنّسبة المئويّة في تمثيل المرأة بالمؤتمر
نارين عمر
بداية أشكر كلّ القائمين على موقع (Welatê me) على جهودهم الكبيرة في تقديم ملفاتٍ مفيدة للقرّاء ومن ضمنهم هذا الملفّ القيّم.
أودّ أن أركّزَ في هذا الملفّ على موضوع مشاركةِ المرأة في المؤتمر والنّسبة المئويّة التي تشكّلها أو التي يحدّدها لها أولو الأمر والمعروف من القائمين على إدارةِ المؤتمر وعلى وضع شكله بكلّ مقاييسه وعلى تدوين مضمونه بكلّ بنوده ونصوصه.
أوّل ما أودّ الحديث عنه هو أنّ المرأة لا تريدُ الاعتماد على مبدأ المحاصصة والمخاصصة بالنّسبةِ إلى مشاركتها في المؤتمر وفي تمثيلها فيه, لأنّ ذلك يعدّ انتقاصاً من قدراتها وإمكاناتها الفكرية والإبداعيّة الزّاخرةِ بالعطاءِ والسّخاء, فالمطلوب النّظر إلى الإنسان ككائن حيّ مالكٍ للعقل والإدراك بالإضافة إلى العواطف بما تحملُ من أحاسيس ومشاعر بغضّ النّظرِ إلى جنسه (ذكراً كان أم أنثى), والمرأة وعبر العصور والأزمنة أثبتت حضورها المتميّز في مختلف المجالات التي تساهمُ فيها وخاصة تلك التي كانت وما تزالُ حكراً على الرّجل, والرّجل فقط كمجال الاقتصاد والسّياسة والفكر والعلوم المختلفة, وأنّها قادرة على التّوفيق بين واجباتها كامرأةٍ وأمّ وربّة منزل ومربيّة وبين المساهمة في مختلف تلك المجالات.
بالنّسبة إلى المرأة الكرديّة ومدى قدرتها على المشاركة في المجلس الوطنيّ الكرديّ في دورته الثّانية, المفروض عدم الّلجوءِ إلى مبدأ النّسبةِ المئويّة لها لأنّها وخلال الدّورة الأولى وعلى الرّغم من النّسبة الضّئيلة التي مُنِحَتْ لها فإنّ مَنْ كانت جديرة بتمثيل المجلس والتي لم تشارك فيه اعتماداً على بعض الاعتبارات أثبتت قدرتها على المساهمة بفعالية وجدّية, وتركتْ بصمتها الواضحة كسياسيّة أو مستقلّة.
السّؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو:
-هل المرأة الحزبيّة تختلفُ في طرقِ وطقوس ممارستها للسّياسة عن الرّجل الحزبيّ؟ هل الرّجل أكثر قدرة منها على خدمةِ قضايا الشّعبِ الكرديّ وعلى طرح آمال وآلام الأمّةِ الكرديّة أكثر من المرأة؟ إذاً لماذا تصرّ بعض الأطرافِ الكرديّة على إبراز بطاقةِ النّسبةِ المئويّة بحقّ المرأة كشرطٍ أساسيّ على قبولها أو عدم قبولها في المجلس أو في الأحزاب أو في أيّ تنظيم سياسيّ أو رسميّ؟!
ألا تتنفّسُ كالرّجل بالحسّ الوطنيّ؟ ألا تنبض بعشقِ أرض الوطن وترابه؟ ألا تتناغمُ مع الوترِ القوميّ؟! أما آن الأوان ليُنظّرَ إلى المرأة كشخص ذي كيان مستقلّ قادرٍ على صنع الحياةِ وهي صانعة للحياةِ أصلاً, وخالقة لمسبّبات الكينونة الإنسانيّةِ والاستمراريّة البشريّة!
ربّما يرى البعضُ في ذلك مبالغة أو إغراقاً في يمّ الخيال أو تطاولاً على حرمةِ الطّموحات, ويقول البعض الآخر إنّ مثل هذا الكلام لم يحدث بعد حتّى في أكثر المجتمعات رقيّاً وتقدّماً, ولكن لماذا لا يفعل الكرد ذلك في ظلّ هذه المتغيّرات
والتّطوّرات والأحداث المتسارعة التي تعتمد على مبدأ المفاجأة واللامتوقع؟ ولماذا لا يكونُ الشّعب الكرديّ هو السّبّاق إلى الاعتمادِ على النّسبةِ المئويّة القائمة على مدى قدرةِ أيّ إنسان على العمل والعطاءِ والخدمة الفعليّة لا على الجنس والنّوع, وبذلك يدوّن الكردُ اسمهم في سجّلاتِ التّاريخ الإنسانيّ والبشريّ كشعبٍ منصفٍ للمرأة, وأمّةٍ جديرةٍ بالخلودِ والبقاءِ في الصّفوفِ الأولى للمجتمعات الرّاقيّة والمتحضّرة.
المرأة الكرديّة تطالبُ حركتها السّياسيّة وكلّ المنظّمات والهيئات المستقلّة والتي تعملُ ضمن منظومةِ المجتمع المدنيّ والشّخصيّات السّياسيّة والمستقلّة والمعنيين بشأن المؤتمر الكرديّ القادم وخاصة تلك الأحزاب والجهات والشّخصيّات التي اقترحتْ الاعتماد على مبدأ المحاصصة والنّسبة المئويّة في تمثيل المرأة بالمؤتمر ومن ثمّ في المجلس الوطنيّ الكرديّ في دورته الجديدة تطالب الجميع بإعادة النّظر في اقتراحاتها وفي مسودةِ بيانها وفسح المجال أمام المرأة لتعبّرَ عن ذاتها, ولتثبتَ وجودها, وإن لم تفلح فلتتحمّل هي عواقب فشلها أو ضعفها.
—————
كيف نسخر من شعبنا
بهروز عبدالله
مضى عام وانتهى الفطام , شعب لم يعد اخرسا فبداْ الكلام لمن ستكون الغلبة لحركتنا ومجلسنا الموقر ام لشعبِ فاق من المنام وترك الأحلام , ذاب الثلج وبان المرج الكل في خصام , في العرف الديمقراطي يحاسب المقصرين ب:لا.
نقولها لمجلسنا الموقر والقائمين على الإنتاج الجديد لا, لا عريضة فريضة لم تكونوا كما حلمنا على ارض الواقع فكل شيء معطل وفق آلية معدة سلفاً للهروب والتخفي وعلى هذا الأساس لابد من ايجاد آليةً أخرى للمجلس (الحلم الجديد).
الحمد لله الظروف مهيأة لنا نحن الكورد كي ننتخب أعضاء المجلس بالحرية والشفافية ليكونوا منتخبين مباشرةً دون رتوش وشاكوش فليكن حكمنا الصندوق بدلاً من التعين والتفنين وحتى التقنين فليختار الشعب الكوردي ممثليه كيفما يشاء دون كودا ولا أولياء لأنه ليس بشعب قاصر وطالما نستطيع الانتخاب في الهواء الطلق بعيداً عن قصف الطائرات والمدافع وأزيز الرصاص لم النقاط وتوزيع البركات فليكن هناك قوائم انتخابية وتحالفات بالشكل واللون والطعم الكوردي السوري عندها يكون الفائز هو الشعب الكوردي وليس هذا وذاك من التنظيمات والأفراد, نحن أكثر الناس حاجة إلى التغيير والتعبير يلزمنا الشجاعة والإرادة كي نقفز بقضيتنا قفزة نوعية حقيقية وليست قفزة هوائية استعراضية نسخر بها من شعبنا وقدراته على امتلاك زمام مصيره بنفسه وبقده وقديده , يجب علينا التنافس على من يخدم هذا الشعب الصامد المغلوب على أمره وليس من يسلب إرادته وقراره , بوصلة الشعوب لا تخطئ أبدا عندما يختار يكون هذا الاختيار هو الضمان لنا وللأجيال القادمة لان أمامنا فرصة تاريخية لنثبت للآخرين إننا شعب جدير نستحق نكون أحرارا بين الآخرين , عندها سيكون مجلساً وطنياً منتخباً من الشعب لا اعتراض عليه ولا وصاية ستكون قوة فعالة وجبارة بيد الكورد في معاركه القادمة وهي كثيرة ومتعددة بلا شك….
الشعب الكوردي شعب حي قادر على إنتاج قادته وممثليه وإعادة بناء نفسه وفق متطلبات المرحلة مهما كانت صعبة وحساسة دون وصاية ولا منة من احد……
————–
ألية تنظيم المؤتمر الوطني الكردي
أمين عثمان
أثبت التجارب العملية للحركة السياسية الكردية على صواب حكمتها وحنكتها ولعب دورا أساسيا ومتوازنا في الثورة السورية بسلميتها وعدم جر المنطقة الكردية الى الحرب الطائفية وحافظت على السلم الاهلي رغم التوازنات الاقليمية والدولية والضغوطات الكثيرة .
أن المجلس الوطني الكردي هو العمود الفقري للحركة السياسية الكردية التي تلتف حولها الجميع والتي أخذت شرعيتها دوليا .
وفي الوقت الذي لعب المثقفون الكرد دورا سلبيا في هذه المرحلة ودورا انتهازيا أثر سلبا على القضية الكردية .
في حين حركة الشباب هي حركة عفوية غير تنظيمية وتحتاج الى الخبرة والتوجيه والحنكة .
والمرأة التي كانت تحركاتها خجولة بالنسبة لقوتها الكامنة والتي تفتقر الى قيادة نسائية .
حول ألية التنضيم لمؤتمر الوطني الكردي في هذه المرحلة المصيرية والحساسة لاختيار أعضاء ذو كفاءة وخبرة اقترح مايلي :
*- تقييم عمل أعضاء المجلس فردا فردا
*- تشكيل لجنة لدراسة اعضاء المؤتمر القدامى والمرشحين الجدد
*- نسبة الاحزاب 60% والمجتمع المدني 40%
*- على ان يكون لزاما ضمن نسبة المرشحين للاحزاب ان تضم امراءة وشابا لكل حزب
*- أما بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني التي تضم 40%
على ان تكون 20% للمثقفين والحقوقيين والاعلاميين والفنانيين و10% للشباب و10% للمرأة
*- أن لايتم ترشيح أكثر من شخص من عائلة واحدة
————-
آلية انتخاب أعضاء المؤتمر الثاني للمجلس الوطني الكردي
المهندس وليد مراد
لكن قبل الإجابة على هذا السؤال ألا يحق لنا أيضاً السؤال كي نفهم هل حقا هذا المجلس تشكل لتكون هيئة تمثل طموحات الشعب الكردي في سوريا وتضع مصلحة الشعب الكردي الذي هو جزء من الشعب السوري في سلم أولوياتها أم هو مجلس حزبي بإمتياز و الحديث عن المستقلين ما هو إلا تحصيل حاصل وهي أيضا حسب أجندات حزبية ضيقة .
أظن إن الإجابة على السؤال يقودنا لمراجعة تاريخية وتقيمية لحقبة زمنية تمتد لنصف قرن من الصراع السلبي الضار و المؤذي للشعب الكردي و اللذي هو يعتبر من العوامل الهامة الرئيسية و اللتي لا يمكن نسيانها وسببت أيضا في تأخر القضية الكردية في سوريا و عدم حصول الكرد لحقوقهم لغاية الساعة.
إن غايتي في الإشارة لهذا الموضوع هو أنني أود أن أذكر الجميع بإن حقوق الشعب الكردي أكبر من أي مجلس أو حزب و أفراد مستقلون و إن الذاكرة السياسية للشعب الكردي ليست معطوبة لهذه الدرجة كي تجعل من أبنائه شهود زور في تجريده من حق الإختيار و الإنتخاب لمن يمثله.
لذا في رأيي المتواضع أرى أن المجلس الحالي بتركيبته و شكله الحالي لم يعبر و لو الواحد في المئة من طموحات الشعب الكردي و أغلب جهوده إنصبت على أمور ثانوية ليس للشعب الكردي فيه أية مصلحة بل على العكس كان تصرفاته في مراحل مفصلية سلبية للغاية و إنعكست سلبا على مكانة الشعب الكردي كما حصل في مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة وبناءا عليه أرى أن يقع الإختيار على مجموعة من الأكاديميين المتخصصين في مجال القانون الدولي و حق الشعوب في تقرير مصيرها من الأكاديمين الكرد و كذلك من الخبراء الأجانب المتخصصين في إعداد الوثائق اللازمة لتصبح القضية الكردية من إهتمامات منظمة الأمم المتحدة و تجيز بموجبها تنظيم إستفتاء في المناطق الكردية حتى يتمكن الشعب الكردي من إختيار ممثليه الحقيقين لأي برلمان سواءا كان محليا أو سوريا و وطنيا و بموجب هذه النتائج يمكن الحديث عن لجان و حوار و مفاوضات مع الأطراف السورية المختلفة.
أما كل ما يجري حاليا من جهود حثيثة لتكريث أمر واقع يفتح الطريق لفئات وجماعات محددة كي تتلاعب بمصير الشعب الكردي و التحكم به مما يدخله في أتون صراعات مدمرة و متخلفة عن صفات العصر الحالي و سوف يؤخرنا لمئات من السنين الأخرى للإلتحاق بالأمم المتحضرة و المستقرة.
مع إحترامي لكل من أدلى بدلوه في هذا الموضوع أرى أن توزيع نسب التمثيل على الأحزاب والمستقلين و الفئات الأخرى قد تعبر في ظاهرها توزيعاً عادلاً و لكنها تفتقد لأي مدلول سياسي وديمقرطي و لا تخدم بأي حال من الأحوال قضيةالشعب فأغلب الأحزاب و الجماعات المتداولة أسماءها لا تطرح برامج واضحة وأغلبها غارقة حتى العظم في الصراعات الحزبية و التنظيمية و لا تقدم حلول عملية للتخفيف من معانات الشعب الكردي .
لذا ففي هذا الظرف الصعب و الحديث عن توزيع المناصب و المقاعد على الأحزاب ليكونوا ممثلين للشعب دون أن نفرق من يعمل من أجل الشعب و من يريد أن يتسلق و يحقق مكاسب فئوية و عائلية و الذي كان معيقاً طوال تاريخه سيبقى كذلك.