في البداية لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لدولة قطر حكومة وشعباً على استضافتها لأعمال هذا الاجتماع التشاوري الموسع للمعارضة السورية ، متمنياً لأعماله كل التوفيق والنجاح ، وأن يتكلل بتوحيد صفوف القوى الثورية والمعارضة السورية من أجل مواجهة التحديات التي تواجه سوريا وطناً وشعباً ، حيث لا يزال النظام الاستبدادي الدموي المجرم في دمشق يواجه الشعب السوري بآلته القمعية ويرتكب بحقه أبشع أنواع الجرائم والمجازر التي ترقى بدون أدنى شك إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية ، ويمارس التخريب والدمار والفساد في جميع البلدات والمدن والقرى على امتداد مساحة سوريا ، رغم من كل المبادرات والنداءات العربية والإقليمية والدولية ، بوقف حربه المجنونة تلك ووضع حد لسفك دماء السوريين.
مما لا شك فيه أيها الأخوة أن توحيد المعارضة السورية سيؤدي إلى التعجيل بإسقاط نظام القمع والاستبداد ، ومن ثم التأسيس لبناء سوريا جديدة خالية من كل أنواع الظلم والاضطهاد والتفرقة والتمييز ، دولة قائمة على أسس الديمقراطية والتعددية والتشاركية والعدالة والتسامح ، وطناً يتسع لجميع السوريين ، وباعتقادي أنه لا بد من التوصل معاً لرؤى وتفاهمات مشتركة حول جميع القضايا والمشاكل التي عانت وتعاني منها سوريا ، ومن أهمها على الإطلاق : قضية القوميات والأقليات القومية المتعايشة تاريخياً ، وبشكل خاص قضية الشعب الكردي في سوريا ، والإقرار بوجوده كشعب يقيم على أرضه التاريخية وبحقوقه القومية المشروعة في الوثائق المختلفة التي ستصدر عن المؤتمر ، وكذلك الإقرار بحقوق القوميات الأخرى في البلاد مثل : السريان الكلدو آشور والتركمان والشركس وغيرهم.
ختاماً ، أتمنى مرة أخرى النجاح والتوفيق لأعمال هذا المؤتمر ، وأن نعمل جميعاً وبروح الفريق الواحد من أجل بناء سورية ديمقراطية تعددية لامركزية قوية ومزدهرة ، قائمة على أسس ومبادئ الحق والقانون والمؤسسات.
مع فائق الشكر والتقدير لكم جميعاً
8 / 11 / 2012
* سكرتير حزب أزادي الكردي في سوريا وعضو مكتب الأمانة في المجلس الوطني الكردي