بافي ژيـــن)
bavejin@hotmail.com
لقد طال التغيير جوانب أساسية للعديد من النظم والفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية, في دول العالم خاصة بعيد انهيار المنظومة الاشتراكية؛ بقيادة الاتحاد السوفيتي/1989/ حيث سارعت إلى إجراء مراجعات نقدية شاملة, شملت مختلف الجوانب والبنى الفوقية والتحتية لتفعيل برامجها, وآليات عملها لمواكبة حالة التغيير, واللحاق بركب التقدم والتطور الجارية وإيقاعاته السريعة, والسؤال المطروح أين قادة الحركة السياسية الكردية في سوريا, من هذه المتغيرات الكونية المتسارعة؟ وهل تأثرت الحركة الكردية برياح التغيير الكوني التي اشتدت أوارها منذ أوائل التسعينات من القرن المنصرم ؟ وما مدى قوة التغيير, وملامسته للبنى الفكرية والسياسية والتنظيمية للفصائل السياسية الكردية ؟ ثم هل المشروع المفترض(التجديد والتغيير) بات من أولويات ساسة الكرد, كحل ناجع لحركة تعاني الوهن والضعف والتفكك وأزمات مستعصية ؟ وهل التغيير سيبدأ من داخل التنظيم, أم من خارجه؟ وما سبل النجاح للخروج من حالة السكون, وتجاوز النمطية المستدامة في كيان الحركة السياسية الكردية التقليدية اليوم ؟
إنصافا للحقيقة يمكن القول: أن بعض الفصائل سارعت ولو بخطوات خجولة نحو التغيير, بعد تحرير العراق وانتفاضة آذار عام/2004/, ولكنها لم ترتقِ إلى مستوى التجديد البنيوي الشامل, كونها لم تتجاوز بعض المسائل النظرية والشكلانية, كإطلاق موجة من الشعارات البراقة, حيث تراقص البعض على أنغامه حيناً, ثم خلدوا إلى نوم عميق ولم يستفيقوا من نشوة السكرة بعد…!! كون التغيير أو التجديد يكمن في القدرة على تأمين مستلزمات نواة حزب مؤسساتي ديمقراطي تخصصي قادر على قيادة الجماهير, في ظل أصعب الظروف, والبحث الجاد والمستمر لتأمين الحاضنة الاقتصادية المتينة, لتغدوا سنداً قوياً للحراك اليومي (السياسي, المدني), لذا وبعد مرور أكثر من نصف قرن على تأسيس الحركة السياسية الكردية في سوريا, ألم يحن الوقت المناسب لتقييم الذات, بعيداً عن جلده, وتقويم الأداء النضالي للمشهد السياسي الكردي وأساليب العمل الديمقراطي للحركة السياسية الكردية وقادتها المفترضين بعيداً عن التشهير والتخوين ؟ وهل سيتمكن الذين يأبون التغيير, ويسيرون عكس تياراته الجارفة, من المسؤولين التقليديين في الحركة السياسية الكردية حتى النهاية, من مواجهة ثورات التغيير في المنطقة؟ أم سينجحون كما في كل مرة, للتغلب على رياح التغيير الجارية اليوم, والتي جرفت النظم الأكثر الدموية في المنطقة, بدءا من النظام التونسي, ومروراً بالليبي والمصري واليمني وأخيراً وليس آخراً النظام السوري…؟! اعتقد أن التغيير الذي أجبر الطغاة على الرحيل, والاختباء في الجحور والمجارير, سيعانق قامة الذين اختزلوا الحركة السياسية الكردية (سياسياً, اقتصادياً, واجتماعيا, ثقافياً…الخ ) في ذاتهم بدلالة القائد الواحد الأحد الذي يصلح لكل زمان ومكان .!!
* يصدرها الإعلام المركزي لحزب آزادي الكردي في سوريا