خذلتم الكرد مرة أخرى يا سيادة المجلسين …!!!

خليل كالو

عراقة في تقاليد الخذلان ومهنية عالية في دق الخوازيق وتقويض مننهج  للثقة والمصداقية ..بعد انتظار طويل  لما سوف يصل إليه النخب الكردية المجتمعة في هوليير إلى أن خرجت النخب ببيان هزيل وصورة طبق الأصل عما سبقه وليس له معنى في هذا الزمن الصعب واتفقوا وأقسموا الطلاق بالثلاثة  بأن لا يتفقوا حتى كاد البعض من عامة وبسطاء الناس أن يستعدوا لأمر قادم جميل وتأملوا خيرا  ورسم الآخرين خطا لأحلامهم المكبوتة  في قادمات الأيام  قبل صدور البيان بساعات الاستعداد للتطوع في الجيش الكردي الموحد المنشود  دون أن تفكر بطبيعة الفكر والثقافة وروح الإقدام السائد للمجتمعين بأنها متناقضة والمسافات بينهم متباعدة كبعد هوليير وقامشلو .

كما نسينا نحن من نشوة الفرحة بأن الفالج لا يعالج ..
ثقوا أن أحدا بمفرده لا يستطيع قيادة مركبة الكرد إلى بر الأمان في عباب بحر متلاطم الأمواج إلا من كان قبطان بحر ماهر ولا يقل طاقمه منه رجولة وإقداما  علما بان حركة الشعوب في مفاصلها التاريخية جماعية وليست فردية ويستوجب ذلك .

فكيف بنا نحن الشعب الكردي الذي لا حول له ولا قوة وهو بهذا الضعف وتشتت القدرات الذي سببه الإصرار الممنهج والتعنت على طريقة القروي  من قبل نخبه مع فقدان روح التعاون وغياب المشروع السياسي والقومي الجماعي في عمل شيء يدخل التاريخ ويرضي طموحاتنا .

 لقد كان من الضرورة بمكان أن يسعى هؤلاء الكرد إلى إحداث التغيير اللازم والكافي في نظام التعاون الجماعي والمقاربة نحو الحدث وتغيير جذري في آلية التفكير والسلوك والموروث الثقافي الحزبوي نحو الأصل والابتعاد قدر الإمكان عن ثقافة الاغتراب والانسلاخ الوجداني التي حصلت للشخصية الكردية ومن تغيير في ثقافته القومية وفكره ونظرته السطحية واللامبالاة تجاه كل ما يحدث من حوله مع الإدراك والمعرفة بأن السير والحركة بالأسلوب القبلي القديم والرتيب والنمطي ذات النزعة الفردية والأنانية والغريب عن الواقع والتاريخ لن تسفر عن نتائج مرضية ومطلوبة .فرغم التجارب الطويلة والمريرة للحركة التاريخية للكرد الساعية لتأمين الحقوق السياسية والقومية لم تحقق حتى أبسطها فها هي تعلن إفلاسها وتثبت عقمها وهشاشة الموقف والثقافة التي تروج لها من جديد في هذا الظرف أيضاً باستثناء بعض الأصوات والصور التي تظهر هنا والتي هي في معظمهما لا تصنع المستقبل المنشود بمفردها .
وا أسفاه حيث التأسف على حالنا البائس .فما يعيشه الكرد اليوم أشبه بالبارحة أو كاد ومازالوا مغتربين عن الذات والهوية الثقافية والأرض  والانتماء والفكر البدائي والفرقة سيد الموقف والخلاف هو القاعدة والتضامن هو الشواذ والمجتمع يعيش فكرا وثقافة بالية تستمد جذوره من الماضي وهي مشوهة وما زال ينتظم الأفراد  ضمن قبائل وعشائر ممثلة بأحزاب وتنظيمات ذات طابع وسلوك غريب الأطوار والأهداف والثقافة وبعيدة عن الرأي العام ومبعثرة هنا وهناك على شكل جزر متناثرة حيث لكل واحدة منها مذهبا ً يقوم الفرد فيها بالولاء لشخص العشيرة العصرية مع فقدان أو ضعف فكر الكردايتي
26.11.2012

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…