تصريح و رؤية حول مؤتمر المعارضة في استانبول

   عبدالباسط حمو  

 منذا انطلاقة الثورة السورية وضعنا نصب أعيننا مصلحة وحقوق شعبنا الكوردي المضهد فوق كل الاعتبارات والاجندة الحزبية والحسابات الشخصية في كافة المؤتمرات التي حضرناه ابتداءً من أنطالية ومؤتمر الانقاذ في استانبول وكذلك في القاهرة الاول والثاني وباريس وتونس فضلا عن مؤتمر استانبول اثناء تاسيس مجلس الوطني السوري، جاء حضورنا الى هذه المحافل والمؤتمرات إيمانا منا باننا نحن الشعب الكوردي شركاء في هذا الوطن السوري الذي يجمعنا المصير المشترك والهدف الواحد هو اسقاط نظام بشار الاسد ومنظومته الامنية وفكر العنصرية البعثية نحو إقامة نظام ديمقراطي تعددي تشاركي برلماني لا مركزي ،
 وقد بذلنا جهودآ مشتركة مع إخوتنا الكورد الاخرين من احزاب ومنظمات وحراك الشبابي الكوري ومستقلين في الدفاع عن قضية شعبنا الكوردي وتثبيت حقوقه كقومية رئيسية دستوريا وكشعب أصيل يعيش على ارضه التاريخية في كل الوثائق والبيانات التي صدرت من تلك المؤتمرات , ونتيجة هذا الحراك الثوري وتنوع المؤتمرات فقد حصل التباس وتشابه مابين اسمي واسم السيد عبدالباسط سيدا في عدد من المنابر الإعلامية وحضور المؤتمرات لذا تفاديا لهذا الخلط والالتباس وتبيان الحقيقة  للراي العام, أوضح باننا لم نحضر مؤتمر المعارضة الاخير في استانبول بالرغم من توجيه الدعوة لنا من اكثر من جهة معارضة، وكما انه لابد من التذكير ايضا هنا في هذا المجال بان مايحصل الان في مؤتمر استانبول الأخير فقد جرى  تماما في مؤتمر الانقاذ في استانبول وحدوث الانسحاب من قبل الوفد الكوردي آنذاك بسب النقاش والجدل الحاد حول التمثيل الكوردي وتهميش دوره بشكل مقصود و كذلك الاختلاف حول وتسمية اسم الجمهورية السورية وكذلك التنصل من تثبيت حقوق شعبنا الكوردي بصورة واضحة وشفافة في بيان وجدول اعمال المؤتمر ، وخلال كافة المؤتمرات كانت مرجعيتنا وهدفنا حقوق شعبنا لهذا لم نسمح لأنفسنا قط في اي مؤتمر البحث عن الذات وتنفيذ إملاءات الاخر المختلف و في اعطاء الفرصة لاحد او محاولة البعض واستغلال حضورنا كجانب كوردي بهدف وظيفة ديكورية او اضفاء اللون الكوردي لمؤتمراتهم لاجندة خاصة بهم بل كنا دائماً ننطلق من ايمان عميق وارادة صادقة في نقل صوت ومعاناة وحمل هموم و مطالب شعبنا في تعبير جريء ومبدئي عن تطلعات شعبنا الكوردي المحروم من كافة حقوقه القومية والوطنية .

 وحقيقة ان ماجرى في استانبول أيضاً ليس بغريب ولم يكن مثار للدهشة بالنسبة لنا ولشعبنا وقواه النضالية والسياسية بسبب تجربتنا في الكثير من المؤتمرات وادراكنا واطلاعنا على حيثيات كواليس الاعداد والتحضير لهذا المؤتمر لذا لم نر من جدوى الحضور وستنكسر سلبيا على وحدتنا الكوردية وتنصل من حقوقنا ، لان القائمين والمشرفين على تحضير المؤتمر هم انفسهم كانوا في مؤتمر الانقاذ ، وكما انه وتاريخ الشعب الكوردي حافل بكثير من هذه التجارب   المريرة وحدوث هكذا تنصل من حقوق شعبنا وتكرار ذلك في كثير من المحطات والمشاهد والمواقف خلال التاريخ النضالي الطويل وخاصة في كوردستان العراق وفي الأجزاء الاخرى من كوردستان , ويدرك شعبنا وقواه السياسية والنضالية تماما بان انتزاع الحقوق لن تثبت ببعض كلمات معسولة وجمل ضبابية ونوايا حسنة تصدر من لدى البعض الاخوة العرب ما لم تكن هناك وحدة كوردية متماسكة وموحدة في الخطاب والرؤية واطار جامع يشمل الجميع  دون استثناء وتفرض الأجندة الكوردية ، وان التاريخ تشهد بان حقوق الشعوب المظلومة لم تنتزع بالضعف والتشتت الا عبر الوحدة وبالقوة والإصرار على احقيتها وعدالتها وفرضه على الاخر المختلف والمضطهد ، انه  ومن الخطاء والسذاجة الاعتقاد او الرهان بان يتم تغيير ذهنية البعث الشوفينية والعنصرية والإقصائية المتأصلة لدى القومية السائدة ومن لدن  القوميين المتشددين والاسلاميين العروبيين بمؤتمر او لقاء ولو حتى تغيرت الاقنعة او تبدلت الوجوه والادوار لكن تبقى تلك الثقافة و الفكر الشمولي الاستعلائي و ذلك والإرث العصبوي متجذر فيهم وان تحدثوا احيانا وبسسب الظروف الطارئة و الاستثنائية بعبارات المساوة والعدالة ودولة القانون والمواطنة , لكن ما وراء الأكمة نوايا اخرى ، اما وبخصوص انسحاب الوفد الكوردي المتمثل بالمجلس الوطني الكوردي والكتلة الكوردية في المجلس الوطني السوري واتحاد القوى الديمقراطية وحراك الشباب الكوردي بمختلف تشكيلاتها والمنظمات الحقوقية ، اننا من جانبنا كحزب يكيتي الكوردستاني وبصفتنا عضو في المجلس الوطني السوري نعتبره قرارا جريئا وصائبا ونؤكد ونعلن تضامننا مع بيان الانسحاب ونلتزم به نصا وروحا من حيث الأسلوب والموقف , وكما نجدد تأكيدنا بان حزب يكيتي الكوردستاني فهو ضمن اطار مجلس الوطني الكردي التي لابد من توسيعه وتطويره وتصعيد دوره ويشمل الجميع دون استثناء لكافة القوى والمنظمات والهيئات والاحزاب والاطر الشبابية الاخرى ، وكلنا امل ان تكون هذه الخطوة  المباركة المتماسكة ووحدة الموقف في استانبول بداية جمع شمل كل الفرقاء ويتوحدوا تحت مظلة كردية واحدة وتكون حافزا ومدخلا حقيقيا في تحمل الجميع المسؤولية كل من جانبه وتجاوز الاخطاء و التصورات السابقة في اعادة النظر في المرحلة الماضية والاستعداد لمواجهة التطورات القادمة وما تحمل من تداعيات وتحديات خطيرة واحتمالات متعددة تحدد مصير ومستقبل شعبنا وتحقيق حلمه المنشود في الحرية والكرامة، وكما في الوقت نفسه نؤكد باننا نحن مع الثورة ومع مطالبها وجزء رئيسي فيها كشعب كوردي وقوى واحزاب ومنظمات وتنسيقيات ونساند ونعمل مع الأطر الشبابية الثورية السورية من اجل سورية ديمقراطية تعددية تشاركية برلمانية لا مركزية تضمن حقوق القومية لشعبنا الكوردي وفق المواثيق والعهود الدولية وكافة القوميات والمذاهب والاديان الاخرى دون تمييز او اقصاء او انكار في الحقوق والواجبات ونعمل معا كوردا وعربا واثوريين السريان ودروز وعلويين واسماعليين وأرمن وجركس وتركمان وإسلاميين ومسيحيين ويزيدين وشيعة في سبيل اسقاط نظام بشار المجرم ومنظومته الامنية، ولتكن دماء شهدائنا في الثورة والانتفاضة ونوروز و شيخ الشهداء وكلي وثيقة عهد ونبراسا للنضال من اجل تلاحم الصف الكوردي وتحقيق وحدته.

 عبدالباسط حمو  
عضو المجلس الوطني السوري
مسؤول الاعلام في حزب يكيتي الكوردستاني في سوريا
29 – 03.

– 2012

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…

بوتان زيباري   في قلب المتغيرات العنيفة التي تعصف بجسد المنطقة، تبرز إيران ككيان يتأرجح بين ذروة النفوذ وحافة الانهيار. فبعد هجمات السابع من أكتوبر، التي مثلت زلزالًا سياسيًا أعاد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات، وجدت طهران نفسها في موقف المفترس الذي تحول إلى فريسة. لقد كانت إيران، منذ اندلاع الربيع العربي في 2011، تُحكم قبضتها على خيوط اللعبة الإقليمية،…