لا نشك في نزاهة القلم الروسي، ومدى وسع مدارك كتابها الذين تذخر المكتبات العالمية بعظمة إنتاجهم المليء بالصفحات المنددة بالاستبداد، والفاضحة لثقافة الحقد والكراهية من أمثال سلطة بشار الأسد ، هذا الذي منحت له جائزة العار..
القرار لا ينتمي إلى الثقافة الروسية النقية، ثقافة أولئك الذين كانوا رواد التنديد بطغاة العالم، ولا ينتمي إلى حقيقة الاتحاد الذي يضم أكثر من 7500 كاتب ومؤلف، بل إنه نتيجة مؤامرة سياسية خدع بها هؤلاء الكتاب مثلما غبن بها حقيقة الثورة الشبابية في سوريا ضد سلطة أبت الرحيل إلا على أجساد الآلاف من الشهداء، ورؤية مدن سورية يحيط بها الدمار.
هؤلاء الذين منحوا جائزة مغلفة بالنفاق السياسي، ترعرعوا في أروقة الخبث والنفاق السياسي، والمصالح الاقتصادية الدنيئة، قاموا بتقديمها من يد دكتاتور إلى شبيهه المميز ” بشار الأسد ” وذلك لصموده ليس فى مقاومة الهيمنة العالمية بل في مجابهة صرخة الحرية ونداء الديمقراطية ومسيرات الشباب الطالبة بالعدالة وإسقاط سلطته الطاغية.
المبدعون فى حقول الكتابة والأدب والشعر والموسيقا والفن، في روسيا يدركون تماماً ما يجري في سوريا من المآسي تحت هيمنة سلطة هُجِرت فيها العقول، وأخرست الأقلام، وجردت العقول النيرة من النطق والتفكير.
وهم يملكون من القدرة على استيعاب هذه الحقائق من وراء ما يجري في أزقة موسكو الآن من الحكم “بوتين “الدكتاتوري، إلى أن حد بطاغية موسكو أجبار اتحاد كتاب روسيا على تجريده من قيمه الثقافية والإنسانية.
إننا في ” رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا ” نطالب رئيس اتحاد كتاب روسيا البروفيسور فاليرى غانيشييف العودة إلى جادة الصواب، إلى التفكير وتبني الرأي السليم والتجرد من الانتماءات الدونية والإملاءات السياسية والضغوط التي رضخ له من منافقي موسكو السياسيين، وسحب هذه الجائزة من الطاغية والاعتذار من الشعب السورى العظيم، وليعلم بأن التاريخ لا يرحم المنافقين والشعب السوري منتصر لا محالة.
منح هذه الجائزة لدكتاتور سوريا، يعد تعميقاً لثقافة الفساد التي خلقتها هذه السلطة في بلد كان حتى قبل ظهورهؤلاء الفاسدين، تسوده روح التآلف والتسامح ، وكانت الأديان تمارس بدون بغض وكراهية للآخر والتنوع القومي كان يشكل نموذجاً للتعايش والصداقة بين الشعب السوري، فأحدث التغيير والتمزيق في النسيج السوري والده الراحل ” حافظ الأسد ” وهو من بعده، ومورست جميع أنواع التهديدات والاعتداءات على سوريا بشكل عام، وخص الشعب الكردي بالحصة الأفظع من إجرامهم.
بالتأكيد هذه السياسة المغرضة من قبل السلطة الروسية لا تدعم جهود الشعب السورى فى اتجاه تحقيق الاستقرار والسلام على أرضه بل إنها تزيد بشار الأسد وحاشيته في عزمهم على الاستمرار في هذه الهجمة الشرسة على الثورة الشبابية و على المزيد من قتل الأبرياء من الشعب المسالم.
نحن على إيمان بأن الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التي أدانت جرائم هذا الطاغية وجردته من العديد من الحصانات الدولية ستدين وستشجب هؤلاء الذين أساؤوا إلى اسم إتحاد كتاب الروس، وسخروها للقيام بهذا التجارة السياسية الخسيسة.
سيرفضون أن تمنح مثل هذه الجائزة لمجرم ورئيس عصابات قامت بقتل أكثر من خمسة آلاف مواطن سوري أعزل حتى الآن، بينهم المئات من الأطفال والنساء والشيوخ، عصابات تمثل بجثث الشهداء من الرجال والنساء، والقيام بأفظع الجرائم.
المبدعون الروس هم أرفع من أن ينزلوا إلى هذا الدرك الأسفل من التفاهة والقيم الحضارية، لذا فإننا في ” رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا ” نهيب بهم أن يستيقظوا ويدينوا طاغيتهم على هذا العمل الشنيع الذي لطخ سمعة الإبداع في بلدهم الصديقt.
الإبداع هو أن يعرف صاحبه الإجرام من الإنسانية في الزمن الصعب، ومعظم أعضاء اتحاد كتاب الروس براء من هذا الانحطاط الخلقي.
الخزي والعار للذين يسخرون القلم لدناءة الغايات السياسية
الخزي والعار لدكتاتور روسيا الذي سخر كتابه ومبدعيه لتمرير مصالحه الذاتية على حساب دمار الشعب السوري.
المجد والخلود لشهداء الحرية
المجد للكلمة الصادقة الحرة
رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا