رغم إدراك الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري لأزمة المعارضة البنيوية ، و لعدم قدرتها على اجتراح منظورات عمل سياسي و ميكانزمات أداء تستجيب لمتطلبات انتصار الثورة السورية وصولا الى تحقيق سقفها باقتلاع النظام المستبد من جذوره و إسقاط المجرم بشار الأسد ، إلا انه أعلن عن دعمه للائتلاف الوطني لقوى المعارضة و الثورة مباشرة بعد تأسيسه ، و تقدم بطلب رسمي الى الانضمام إلى صفوفه ، ليس رغبة في تحقيق مكاسب سياسية ضيقة بل سعيا و دفعا صوب بلورة سياسة عملية تخدم الثورة بالمعنى العميق و الشامل ، و تخرج السياسة التي تعاطتها المعارضة منذ اشتعال الثورة السورية من حبس العجز و الهامشية والاختزال ، الى خانة الفعل و الانجاز ، ببرامج عمل و مشاريع سياسة واقعية ، توفر إن لم تكن تخلق العوامل التي تجعل من الثورة السورية عنوانا ناجحا و قاطعا مع مرحلة الاستبداد و الإجرام الاسدي،
فالسياسة وفقا لفهم الائتلاف العلماني لم تكن هزلا مزريا هدفه الدخول في حلبة الصراع على الهيمنة و كسر العظم بين أطراف تعاني انسدادات أيديولوجية و شبهات استبدادية و أنانية حزبية و عصبوية ، لم تعد خافية على احد، و لن تكون بأي حال من الأحوال مقتصرة على حضور المؤتمرات و زيارة السفارات و وزارات الخارجية و الظهور المتهافت على وسائل الإعلام .
إلا أن الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري و قبل عدة أشهر من توسيع الائتلاف الوطني الذي حصل مؤخرا في استانبول، تيقن من استحالة مقاومة نزعات التدمير الذاتي التي تنتجها مكوناته من المعارضة أثناء صراعاتها المرعبة على شغل المواقع و تحصيل المكاسب على حساب الوضع الثوري ، و أدرك أن هذا الإطار لن ينتج اي سياسة ذات صبغة عملية تضيف إيجابا للثورة ، سيما وحرصه يزادا باضطراد على الاكتفاء بلون سياسي واحد يجمع بين نوعين من المعارضة ، أحدهما تقليدي بالاضافة الى انه لم يع السياسة الا بوصفها حديث في اللغة عن الديمقراطية و نقد نظري للاستبداد ، يشترك بنيويا في الازمات المعرفية والفكرية والسياسية التي يعاني منها النظام ، وثانيهما قوامه معارضون جدد لا خبرة سياسية لديهم ، معظمهم رجال اعمال و منشقون زكتهم ودفعتهم الى شغل مواقعهم في هذا الاطار عوامل مختلفة ، ليس بينها الجدارة والفاعلية و الاحقية و لا حتى الثقة بمواقفهم و اسبقيتهم في دعم الثورة ، ليتم في المحصلة إقصاء اللون العلماني الليبرالي ذو التجربة المختلفة ، والذي نجا من انغلاقات الايدولوجيا (القومية و اليسارية و الإسلامية السياسية) و نشأ محايثا ومؤمنا بالقيم الديمقراطية التي سادت وأمست كونية ، و سنحت الفرصة لمعظم مكوناته ان تراكم وعيا سياسيا مغايرا وتختبر خطاباتها السياسية و تفتحها على الممكن العملي ، ليفقد الائتلاف العلماني وعيا بذلك ، الإرادة في العمل بين صفوف الائتلاف الوطني و الانتماء الى مكوناته ، إذ حرص على عدم الحضور و المزاحمة و النشاط في كواليس تصنيع القوائم و حشر الأسماء ، بل ثابر باحثا عن صيغ نشاط جديدة، عاقدا العزم على العمل من أجل تحقيق قيم الثورة و الدفاع عن إرادة الشعب الثائر من خارج الأطر العاجزة التي أعاقت ثورة السوريين ، و اذ يقر الائتلاف العلماني بأن إمكاناته المادية المتواضعة و الإعاقات الموضوعية التي يخلقها اعتراف العالم بالائتلاف الوطني لقوى الثورة ممثلا للشعب السوري الثائر، قد تحول دون نجاحه في تحقيق منافع إستراتيجية مهمة للثورة السورية ، إلا أنه يعاهد الشعب السوري على أن يكون صوتا لضميره و حاملا لإرادته و مدافعا عن مصالحه و حقوقه في الحياة و الحرية، دون النظر إلى اية مكاسب أو أهداف إلا تلك التي تعني الشعب السوري العظيم و تدعمه ، مؤكدا أن حمله و تمثيله للعنوان العلماني الذي خشي المأزومون المعارضون من رفعه علانية لم يكن إلا إبرازا للوجه العلماني الديمقراطي المؤمن بالإنسان ، المراهن على المساواة و العدالة الاجتماعية ، واحترام الحريات العامة و على رأسها حق الإيمان الديني وحريته و إبعاد العلاقة مع الدين عن تدنيس الساسة له تفاديا لتوظيفه من أجل النفوذ و الهيمنة .، و تمييزا له عن العلمانية المسدودة و المغلقة الاستبدادية البنية التي تتعالى على الروحي و تزدريه ، و نسفا لادعاءات علمانية النظام المجرم الذي عمل ضد التنوير في المجتمع خدمة لتسلطه و الدفاع عن مواقعه .
المجد للشعب السوري العظيم و التحقق لثورته ضربت مثالا إنسانيا رائعا عن تحدي الظلم و مواجهته في ظروف غاية بالصعوبة و التعقيد
الهيئة الرئاسية للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري
إلا أن الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري و قبل عدة أشهر من توسيع الائتلاف الوطني الذي حصل مؤخرا في استانبول، تيقن من استحالة مقاومة نزعات التدمير الذاتي التي تنتجها مكوناته من المعارضة أثناء صراعاتها المرعبة على شغل المواقع و تحصيل المكاسب على حساب الوضع الثوري ، و أدرك أن هذا الإطار لن ينتج اي سياسة ذات صبغة عملية تضيف إيجابا للثورة ، سيما وحرصه يزادا باضطراد على الاكتفاء بلون سياسي واحد يجمع بين نوعين من المعارضة ، أحدهما تقليدي بالاضافة الى انه لم يع السياسة الا بوصفها حديث في اللغة عن الديمقراطية و نقد نظري للاستبداد ، يشترك بنيويا في الازمات المعرفية والفكرية والسياسية التي يعاني منها النظام ، وثانيهما قوامه معارضون جدد لا خبرة سياسية لديهم ، معظمهم رجال اعمال و منشقون زكتهم ودفعتهم الى شغل مواقعهم في هذا الاطار عوامل مختلفة ، ليس بينها الجدارة والفاعلية و الاحقية و لا حتى الثقة بمواقفهم و اسبقيتهم في دعم الثورة ، ليتم في المحصلة إقصاء اللون العلماني الليبرالي ذو التجربة المختلفة ، والذي نجا من انغلاقات الايدولوجيا (القومية و اليسارية و الإسلامية السياسية) و نشأ محايثا ومؤمنا بالقيم الديمقراطية التي سادت وأمست كونية ، و سنحت الفرصة لمعظم مكوناته ان تراكم وعيا سياسيا مغايرا وتختبر خطاباتها السياسية و تفتحها على الممكن العملي ، ليفقد الائتلاف العلماني وعيا بذلك ، الإرادة في العمل بين صفوف الائتلاف الوطني و الانتماء الى مكوناته ، إذ حرص على عدم الحضور و المزاحمة و النشاط في كواليس تصنيع القوائم و حشر الأسماء ، بل ثابر باحثا عن صيغ نشاط جديدة، عاقدا العزم على العمل من أجل تحقيق قيم الثورة و الدفاع عن إرادة الشعب الثائر من خارج الأطر العاجزة التي أعاقت ثورة السوريين ، و اذ يقر الائتلاف العلماني بأن إمكاناته المادية المتواضعة و الإعاقات الموضوعية التي يخلقها اعتراف العالم بالائتلاف الوطني لقوى الثورة ممثلا للشعب السوري الثائر، قد تحول دون نجاحه في تحقيق منافع إستراتيجية مهمة للثورة السورية ، إلا أنه يعاهد الشعب السوري على أن يكون صوتا لضميره و حاملا لإرادته و مدافعا عن مصالحه و حقوقه في الحياة و الحرية، دون النظر إلى اية مكاسب أو أهداف إلا تلك التي تعني الشعب السوري العظيم و تدعمه ، مؤكدا أن حمله و تمثيله للعنوان العلماني الذي خشي المأزومون المعارضون من رفعه علانية لم يكن إلا إبرازا للوجه العلماني الديمقراطي المؤمن بالإنسان ، المراهن على المساواة و العدالة الاجتماعية ، واحترام الحريات العامة و على رأسها حق الإيمان الديني وحريته و إبعاد العلاقة مع الدين عن تدنيس الساسة له تفاديا لتوظيفه من أجل النفوذ و الهيمنة .، و تمييزا له عن العلمانية المسدودة و المغلقة الاستبدادية البنية التي تتعالى على الروحي و تزدريه ، و نسفا لادعاءات علمانية النظام المجرم الذي عمل ضد التنوير في المجتمع خدمة لتسلطه و الدفاع عن مواقعه .
المجد للشعب السوري العظيم و التحقق لثورته ضربت مثالا إنسانيا رائعا عن تحدي الظلم و مواجهته في ظروف غاية بالصعوبة و التعقيد
الهيئة الرئاسية للائتلاف العلماني الديمقراطي السوري
01.06.2013