شادي حاجي لايختلف عاقلان أن المواقف تختلف عند الكتابة والتحدث بسبب عوامل متعددة تتعلق بالتفكير والتركيز، والمسؤولية، والتأثيرات الاجتماعية، ورهبة الجمهور والكاميرا ، والعفوية والتأثير العاطفي. لذلك أرى أنه من المهم على من هو في موقع المسؤولية وفي مركز صناعة القرار السياسي الكردي في سوريا مهما كان موقعه ومهما علت مرتبته عند مشاركته في أي حوار أو لقاء إعلامي…
إبراهيم اليوسف ما إن تُطو صفحات المعارك الكبرى حتى يظهر للملأ أن البنادق لن تعود وحدها قادرة على صياغة العقود السياسية، لاسيما في زمن الاختصاصات الأكثر دقة، مهما بلغ رنين النصر في حناجر المنتصرين، وإن كانوا خير حماة للحقوق والمواثيق. ذلك أن التفاوض على مصائر الشعوب لا يشبه إدارة الجبهات، ولا توزيع المهمات القتالية، ولا تكفيه الكاريزما ولا يسوّغه الإجماع…
رشاد فارس أربعون سنة والعرب في سوريا والعراق يتهمون الكُرد بالخيانة، فقط لأنهم تحاوروا مع الإسرائيليين! وكأن المسكين الكردي، الذي لا يملك دولة، هو من يحدد سياسات المنطقة! والمضحك المبكي أن من كانوا يتهمون الكرد بالخيانة، هم أنفسهم من كانوا، من تحت الطاولة، يحاولون بكل الوسائل التقرب من إسرائيل! بل إن الدليل واضح: حتى الرئيس السوري الحالي صرّح علنًا قائلاً:…
أبو الزين زاهد العلواني ما بين واقعنا المُزري والنماذج العالمية. لاخلاف على أن اللامركزية أثبتت نجاحها في العديد من دول العالم، خصوصاً تلك التي خرجت من حروب مدمرة كالحرب العالمية الثانية. هذه الشعوب خرجت من أتون الموت تبحث عن السلم الأهلي والتنمية، ووجدت في اللامركزية وسيلة لتوزيع السلطة وتخفيف التوترات وتعزيز المشاركة المجتمعية، وهم شعوب، ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وتكوين سكانهم…
فيصل يوسف منذ سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تمرّ سورية في مرحلة انتقالية حاسمة، تمثّل منعطفاً تاريخياً في مسارها السياسي، وتُهيئ فرصةً لإعادة تأسيس الدولة على أسسٍ جديدة. تهدف هذه المرحلة إلى إعادة تشكيل البنية السياسية للدولة السورية وتأسيس مشروع وطني شامل يرتكز على مبادئ المشاركة الفاعلة، والعدالة الاجتماعية، والمساواة في المواطنة. إنها ليست مجرّد فترة…
إبراهيم اليوسف ما الثورة؟ من الثائر؟ ثمة سؤالان جد مهمين من ضمن أسئلة أكثر إلحاحاً، باتا يبرزان بقوة، ولم يطفئهما مرور كل هذه السنوات، ليس لأن المسميات تغيرت، بل لأن الانحرافات توالت، وصار لزاماً أن تفكك الأغبرة المتراكمة، الركامات، السخامات، بحثاً عن جذور مطمورة تحت أنقاض الحرب المدمرة، على الأصعدة كلها. إذ لم تكن لحظة خروج الناس إلى الشوارع هي…
دلدار بدرخان دائماً ما يتناهي إلى مسامعنا مقولة أن العرب السنة في سوريا قدموا مليون شهيد، وتعرضوا للقتل والتنكيل، وهُجّر الملايين منهم، ودُمّرت بيوتهم وأحياؤهم، وسُفكت دماؤهم في ساحات كثيرة من الوطن . لكن يبرز هنا سؤال مهم لا بد من التوقف عنده: هل اقتصرت المأساة السورية على العرب السنة وحدهم، أم أن نيران الحرب وبراميل الاسد لم تميز بين…
د. محمود عباس بقدر ما كانت جغرافية كوردستان مهداً للحضارات الأولى، كانت منبعاً لظهور الأديان وانتشارها، وفضاءً خصباً لتفاعل الإنسان مع الأسئلة الكونية الكبرى حول الخلق والمعنى والوجود، فالكورد شعبٌ واحد، متعدّد الأديان، موحّد الروح، لم تكن الجبال والسهول مجرد مسرح لصراع الأمم، بل كانت رحمًا خصبًا لولادة الأديان وتلاقح الأفكار، التعدد الديني في كوردستان ليس طارئًا أو عابرًا، بل…
خوشناف سليمان في المسار الكردي السوري، ثمة منعطفات لا يُجدي معها التجميل أو الهروب من مواجهة الواقع. إنها لحظات تتطلب إعادة بناء الخطاب وآليات التمثيل من جذورهما، ليس فقط على مستوى التحالفات، بل أيضاً في طبيعة الأشخاص والأفكار التي تتصدر المشهد. ففي ظل بنية تنظيمية هرمية، وإرث حزبي متقادم وعاجز عن التجدد، إلى جانب انسداد سياسي وخطاب أيديولوجي متآكل، تبرز…
حوران حم منذ طرح فكرة عقد مفاوضات في باريس بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وحكومة أحمد الشرع، بدا أنّ هذه الخطوة قد تشكّل نقطة تحوّل في مسار الصراع السوري، عبر فتح باب لتسوية سياسية جزئية أو شراكة في إدارة الشمال السوري. لكنّ هذه المفاوضات لم تُكتب لها الحياة، بعدما اصطدمت بتدخل مزدوج من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب…