أمل حسن
يعيش إقليم كوردستان لحظات قومية وتاريخية مشبعة بروح الفداء والعزة الوطنية، حيث يجسّد الشعب أسمى معاني الوفاء للوطن والانتماء الأصيل لنهجه وحزبه.
تتألق مدن وبلدات الإقليم بألوان الحزب الديمقراطي الكوردستاني العريق، بأصفره اللامع الذي يشبه الذهب، رمز الصمود والثبات. إنه حزب الشهداء الأبرار والبيشمركة الأبطال الذين قدّموا أرواحهم فداءً لتراب الوطن، حتى أوصلوا مسيرة النهج إلى قمم البناء والإصلاح والإعمار.
والأقدس من كل ذلك، تلك اللحظة التي يلتقي فيها القادة الحقيقيون بجماهيرهم وجهاً لوجه، متحدين بقلوبهم وإرادتهم في مشهد يخلّده التاريخ.
سار الرئيس مسعود بارزاني بخطوات الإيمان من هولير العاصمة إلى قضاء سيميل، ليلتقي بأمهات الشهداء، أمهات الأبطال الذين رسموا خريطة كوردستان بدمائهم الزكية.
وقف أمامهن بقلب مفعم بالفخر قائلاً:
لا أنحني إلا لله، ولكنني أنحني أمام أمهات الشهداء، لأنهن يستحقن الانحناء
ثم تابع مسيرته إلى جبهات القتال، إلى خنادق الشرف والكرامة، متفقداً أوضاع قوات البيشمركة، مؤكداً دعمه لهم، فهم الذين يزرعون بذور الحرية بدمائهم وأرواحهم.
مثلهم كمثل الأيادي التي غرست أشجار الزيتون المباركة في سهول وهضاب كوردستان؛ زيتونة تستمد نورها من الإيمان ودماء الشهداء، جذورها ضاربة في التاريخ، وأغصانها تمتد لتظلّل الأجيال بظلّ من الكرامة والسلام.
غرسها الأب الروحي الملا مصطفى البارزاني، وسقاها الأبطال بتضحياتهم، فصارت رمزًا للثبات والنور والبركة في درب الحرية.
يا لكِ من أرض عظيمة يا كوردستان! يا أرض المجد والإباء، ارتقي إلى الأعالي، فالشمس والقمر يشعان نورًا في سمائك، ويكتبان على جبينك عنوان النصر الأبدي والمجد الخالد.
لـ قائمة الأصفر التي ترمز بلونها إلى الغيرة وحب الوطن، وتحتضن بين طياتها رقم المجد – قائمة ٢٧٥ – مليون صوت من الوفاء، الصمود، العطاء، والإرادة.
قائمة الأنفال والاعتقال والقصف والتهجير، ولشعب آمن بالحرية فصنعها بدمه وإرادته.
إقليم كوردستان… أرض تمطر سماءها حبًا وتنبت عزًا وكرامة.
تزهر أشجارها، وتتفجر ينابيعها عطراً يختلط برائحة جبال جياي شيرين وزاكروس، رائحة الفخر والبطولة التي تعبق في كل شبر من ترابها.
تزقزق العصافير فرحًا، وتشدو البلابل على ضفاف دجلة والفرات، بينما تملأ زغاريد الأفراح أجواء كوردستان احتفاءً بقدوم قادتها إلى جماهيرهم ومحبيهم.
هنا، في كوردستان، تتعانق السماء والأرض كما يتعانق الأبطال مع شعبهم.
إنها الأرض التي رسم ملامحها وسقاها الأب الروحي للأمة الكردية الملا مصطفى البارزاني بدماء النضال والكرامة.
واليوم يحصد الأبناء والأحفاد، ومعهم الشعب الكردي بأسره، ثمار تلك المسيرة بيدٍ من فخرٍ ووحدةٍ وعزيمة، تحت راية الحزب الديمقراطي الكوردستاني وقيادة البارزاني الخالد.
في العاصمة هولير، من معبد الشمس ومحراب الآلهة الأربعة، دعا الزعيم الكردي مسعود بارزاني مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى الدفاع عن كل مظلوم بغض النظر عن دينه أو قوميته، مؤكدًا أن العراق دولة فيدرالية وليست مركزية بعد عام 2003.
أما الرئيس نيجيرفان بارزاني، من مدينة عقرة (Akre)، الملقّبة بعاصمة نوروز، فقال:
السلام نهجنا، والإعمار هدفنا.
وجدد دعم كوردستان لعملية السلام، مؤكدًا أن الانتخابات فرصة لتنفيذ الدستور وبدء مرحلة جديدة من الإعمار والاستقرار، مشدداً على أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو حزب التعايش والبناء، داعياً الجماهير إلى التصويت من أجل كوردستان أقوى وأكثر تقدمًا.
وفي كركوك الصامدة، افتتحت الحملة الانتخابية لمرشحي قائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني (قائمة ٢٧٥)، حيث ألقى السيد مسرور بارزاني كلمة مؤثرة تخللتها قصيدة كتبها عن كركوك، قال فيها:
> يقولون: كركوك قدس كوردستان،
ولكن أين الضمير هنا؟
ولماذا تكون القدس أعزّ وأقدس مني؟
تاريخي مليء بالقداسة والنضال،
أنا التي عشت الأنفال والاعتقال،
أُصيب أصحابي وأهلي بالتهجير،
وأُسكن الغرباء في مكاني.
لماذا تريدون أن تروني قليلةً وصغيرة؟
لماذا تدفنوني في أماكن غريبة؟
هذه هي المدينة ذات التعددية،
هذه هي مدينتي الجميلة،
التي قال عنها البارزاني: إنها قلب كوردستان.
في لحظات تغمرها الأناشيد الوطنية وزغاريد الفرح، تمتد جموع الجماهير ومحبو قائمة ٢٧٥ لرسم تاريخ جديد بمداد الأمل.
من خنادق الشرف إلى كركوك، ومن هولير إلى دهوك وآكري وزاخو وسوران ثم سيميل، تصدح الأصوات:
نعم للتصويت! نعم لقائمة الأصفر!
وهكذا، ترفع كوردستان رايات المجد، وتكتب الأقلام صفحات جديدة في سجل التاريخ.
هولير، قلعة الصمود والتحدي، تتوّج غدًا مشرقًا بنصر مبين، كما قال قادة الأمة:
الرئيس مسعود بارزاني، والرئيس نيجيرفان بارزاني، ورئيس الحكومة مسرور بارزاني.
إن قوة الحزب وانتصاره المرتقب يتجليان في أعين الجماهير الوفية وشعب كوردستان الصامد، حيث كل ذرة من ترابها تحمل حكاية نصر وتضحية خالدة.