لا حل في الشرق الأوسط دون إيجاد حل ديمقراطي شامل للقضية الكوردية في المنطقة !!.

شكري  بكر
كلنا نعلم أنه كان ولا يزال جوهر الخلاف بين تركيا والنظام البائد في سوريا ، وكذلك مع النظام الراهن في دمشق  المدار من قِبل قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع هو ملف ال pyd الجناح السوري لحزب العمال الكوردستاني الذي يهيمن على مقاليد الإدارة في المناطق الكوردية في سوريا ، أعتقد أن على إدارة دونالد ترامب الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية التخلي عن قوات سوريا الديمقراطية لطمأنة تركيا لقاء إنتشار قوات بيشمركة روچ آفا بدلا من(قسد)على مجمل مناطق كوردستان سوريا والتي سيشكل عامل الأمان والإستقرار بين كل من سوريا وتركيا والإقليم ، وقبول حزب العمال الكوردستاني بمساعي المصالحة الجارية على قدم وثاق التي تقودها حزب العدالة والتنمية الحاكم والمعارضة والتركية مع زعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله أوجلان والمسجون في سجن إمرلي منذ عام 1999 ، من منا لا يدرك أن طبيعة الصراع القائم منذ ثمانينيات القرن في المنطقة هو بسبب ترك حزب العمال الكوردستاني لساحة نضاله وتوجه قيادة حزب العمال الكوردستاني إلى العمق الكوردستاني في كل من سوريا والعراق وإيران وتدخله الغير مشروع في الشؤون  الداخلية للحركة الكوردية لدى تلك الدول ، وجعل من نفسه مصيدة في يد كل من سوريا وإيران وجعله ورقة للضغط على النظام التركي الأقرب إلى الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط ، ذات النظام الإنتخابي البرلماني على خلاف النظام القائم في سوريا ذات النظام الطائفي(العلوي) المكمل للنظام الإيراني الخاضع لولاية الفقيه ، طبيعة نظام الحكم في الدولتين أدى بهما لإستثمار حزب العمال الكوردستاني الذي قام بتصفية جميع القيادات القيادات السنية وهيمنة الطائفة العلوية من القوميتين الكوردية و التركية على مقاليد القيادة في الحزب ، والذي أصبح جزءاً من المشروع الإيراني الطامع في إقامة الهلال الشيعي ، بدءا من إيران والعراق وسوريا وتركيا مرورا بلبنان وفلسطين وينتهي في اليمن ، وعلى هذا الأساس إنخرط حزب العمال الكوردستاني في هذا المشروع لقاء السياسي ، من هنا جاء دعم كل من سوريا وإيران لحزب العمال الكوردستاني ، وجعلهما من قنديل شبكة لتهريب المخدرات والبشر معا ، ما كان يستحوذه هذا الحزب من أموال كانت يتقاسمها مع كل سوريا وإيران ، ولكون المناطق الكوردية غنية بمنابع البترول والغاز ، ولكي لا تقع  منابع البترول والغاز بيد المعارضة السورية أو قوى أخرى إقليمية أو دولية ، فقد قام النظام بتسليم تلك المناطق الكوردية في سوريا لحليفه حزب الإتحاد الديمقراطي ليمنح النظام الحصة الأكبر من أرباح البترول والغاز ، إضافة إلى وقوف حزب الإتحاد الديمقراطي إلى جانب النظام هذا الوقوف كان له سبب واحد فقط ، هو عزل الكورد والمكونات الأخرى المقيمة في تلك المنطقة على مر التاريخ إضافة لعرب الغمر  عن اللحاق بالثورة السورية التي بها يؤدي إلى ضعف الثورة ، ومن هنا جاءت فكرة تشكيل أجندة عسكرية بإسم قوات سوريا الديمقراطية التي غالبيتها من الأخوة العرب ، بالإضافة إلى الأخرى من الكورد والآشوريين والكلدان وآشوريين والتركمان  هذا الوقوف صمد النظام قرابة أربعة عشر عاما في الحكم مستخدما كافة صنوف الأسلحة بما في ذلك الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا ، والبراميل المتفجرة لقتل الأبرياء من الشعب السوري دون تمييز ، بإنقلاب حزب البعث في أواخر ستينيات القرن الماضي وإعتلائه  السلطة بالإنقلاب على رفاقه الذين وقفوا إلى جانبه بإنقلاب المشؤوم عبر مؤامرة سماها بالحركة التصحية بسبعينيات القرن الماضي ، قد أدخل سوريا في دوامة داخلية وبخلافات مع محيطه الإقليمي والدولي ، من خلال تبنيه الصراع العربي الإسرائيلي من جهة ، ومن أخرى تدخله في الشؤون الداخلية الفلسطينية الي قوبل بالرفض من قِبل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر فات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) التي كانت الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ، ولم يتوقف غليله عند التدخل بالشأن الفلسطيني ، بل أدى به للتدخل عسكريا في الشؤون الداخلية اللبنانية إبان نشوب الحرب الأهلية بين أفرقاء لبنانيين عام 1975 بدعمه لأطراف لبنانية ضد أخرى ، بعد فرض هيمنته على الساحة اللبنانية عسكريا وسياسيا ، أعلن حربه على منظمة التحرير الفلسطينية  في لبنان ، هذه الحرب هي من دفعت بمنظمة التحرير الفلسطينية بمغادرة الأراضي اللبنانية بحرا نحو تونس والجزائر ، وتقسيم الشارع الفلسطيني بين مؤيد له ومعارض .
في هذه الأثناء قام النظام السوري البائد بالتحالف مع النظام الإيراني إلى إقامة شبكة إرهابية قوامها فلسطينيين ولبنانيين وكورد سميت فيما بعد بجبهة المقاومة والممانعة محورها كان حزب الله اللبناني بدعم مباشر من محور الشر في المنطقة والعالم .
هذه السياسة هي من جاءت بإنهاء  حزب الله اللبناني عسكريا والتي كانت الأداة الفاعلة والقوية والواجهة الرئيسية لجبهة المقاومة ونفس السياسة هي من جاءت بنهاية النظام السوري عبر سقوطه على يد هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني ( أحمد الشرع ) وبإضعاف الدور الإيراني عبر قطع الأوصال بينه وبين الساحة الفلسطينية واللبنانية والسورية ، ولم يتبقى لإيران أي ذراع سوى ذراعه الكوردي المتمثلة بمنظومة حزب العمال الكوردستاني ، مع سقوط هذه المنظومة سينتهي الصراع في الشرق الأوسط ، وقريبا سيتم القضاء على هذه المنظمة إما عسكريا أو سياسيا وذلك بعودة الأمور إلى نصابها في الحل النهائي لما تبقى من صراع المنطقة ، والتي قد يدعوا الأمر لعقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط لحل مجمل قضايا الصراع في المنطقة بما فيها القضية الكوردية برمتها في المنطقة .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

منظمة حقوق الإنسان في عفرين أستُقبل وزير الثقافة في الحكومة الإنتقالية السورية محمد ياسين صالح و الوفد المرافق له في مدينة عفرين ، على أنغام الزرنة و الطبل من قبل أبناء المنطقة إلى جانب بعض من المواطنين العرب القاطنين منذ سنوات في المدينة ، وسط غياب أغلب رؤوساء البلديات و أعضاء منظمات و نشطاء المجتمع المدني و الأكاديميين الكُرد ،…

عزالدين ملا شهدت سوريا خلال العقد الماضي تحولات عميقة قلبت معالم المشهد السياسي والاجتماعي فيها رأساً على عقب، وأدت إلى تفكك بنية الدولة وفقدانها السيطرة على أجزاء واسعة من أراضيها. بعد سقوط النظام الذي حكم البلاد لعقود، توقّع الكثيرون بداية عهد جديد يعمه السلام والاستقرار، لكن سوريا دخلت في دوامة أعمق من الصراع، إذ تعقّدت الأزمة بشكل لم يسبق له…

عبدالرحمن كلو لم يكن مؤتمر قامشلو مجرّد لقاء عابر بين طرفين متخاصمين في الساحة الكوردية، بل كان خطوة نوعية تُلامس أفقًا سياسيًا أوسع بكثير من مجرد “اتفاق ثنائي”. فبرعاية أمريكية وفرنسية، وبإشراف مباشر من الرئيس مسعود البارزاني، تمكّن المؤتمر من جمع طيف متنوع من القوى، لا يقتصر على المجلس الوطني الكوردي أو الإدارة الذاتية، بل شمل شخصيات وطنية مستقلة،…

هولير (ولاتي مه) شفيق جانكير: بمناسبة مرور عشرين عاما على انطلاقة موقع “ولاتي مه”، جرى في كافتيريا “أريزونا” بهولير (أربيل) تكريم الباحث والمحلل السياسي الأستاذ عماد باجلان. وجاء هذا التكريم تقديرا لدور باجلان البارز في الساحة الإعلامية والسياسية، وجهوده المتواصلة في الدفاع عن الحقوق والقضايا العادلة للشعب الكردي، ووقوفه في مواجهة الأصوات الشوفينية والعنصرية التي تحاول إنكار حقوق الكورد أو…