في إطار الاهتمام العالمي بالقضية الكردية عامّةً، وفي سوريا على وجه الخصوص، بعد الأحداث الدامية في 12 آذار 2004م، ازداد اهتمام العواصم الأوروبية بقضيتنا الكردية؛ فأوفدتْ مندوبين عنها إلى الجزيرة من قبل الاتحاد الأوروبي والقارة الأمريكية (كندا)، وذلك للوقوف على الحقائق كما هي في أرض الواقع؛ بغية الوصول إلى رسم تصوّرٍ واضحٍ ومباشرٍ لوضع الشعب الكردي في سوريا ومعاناته الاجتماعية والثقافية والسياسية، ولا سيّما بعد الانتفاضة.
وفي هذا الإطار فقد زارَ وفدٌ مشتركٌ من السفارة النروجية والسويدية والألمانية والكندية برفقة أحد رجال الدين مشكوراً (الشيخ معشوق الخزنوي)، ممثّلي الأحزاب الكردية في قامشلي، واطلعَ على الحالة الاجتماعية والمعيشية والسياسية لشعبنا عن كثبٍ، وكذلك كان اهتمامهم بوضع المرأة الكردية، ثمّ تداعيات 12 آذار من حيث حجم الضرر الذي تعرّضَ له شعبنا من قتلٍ وجرحٍ وسجنٍ وتعذيبٍ وفصلٍ للطلاب وغير ذلك من أوجه المعاناة.
وقد فاجأنا المجتمعون من الضيوف باطلاعهم على أوضاع الشعب الكرديّ في الجزيرة والمناطق الأخرى.. وقد أعلنوا عن تضامنهم الثابت والإنساني والحضاريّ مع أبناء شعبنا على أسسٍ من الديمقراطية وحقوق الإنسان.. واستغربَ الوفد حالة التعددية في الحركة وتمنّى من الجميع الوصول إلى صيغٍ للتفاهم لتنظيم البيت الكرديّ من الداخل من أجل الوصول إلى خطابٍ موحّدٍ إزاء من يجب أنْ يتعامل معهم.
كما تابع الوفد لقاءاته مع حزبنا على حدةٍ، ومع بعض الأحزاب الكردية الشقيقة الأخرى، ودار الحديث بشفافيةٍ بين الطرفين وروحٍ من المسؤولية الوطنية والتاريخية إزاءَ شعبنا وحزبنا في سوريا ودور المنابر الديمقراطية الأوروبية؛ لإدراج قضية شعبنا في مجمل الحلول المطروحة للإصلاح والديمقراطية في المنطقة.. إضافة إلى ذلك استُكملت مهمة هذا الوفد باللقاء مع الفعاليات القومية، والمكوّنات في منطقة الجزيرة كونه قام بهذه الزيارة المهمة بموافقة وزارة الخارجية السّوريّة؛ لتلميع صورتها في الخارج.
* كاتب وسياسي