حان الوقت لتدويل رواتب موظفي الإقليم

 يونس حمد
الراتب هو الحد الأدنى الذي يحصل عليه الموظف يتقاضاها من الدولة نظير واجباته وجهوده. لذلك مع الراتب الذي يتقاضاه هذا الشخص إلى حد ما، يمكنه إعالة أسرته وأطفاله لمدة شهر وسوف يستمر هذا العمل حتى وتأتي نهاية شهر آخر ويحصل على راتب آخر أيضًا وسوف تستمر. هذا الحق لكل عامل وموظف في أي دولة، بغض النظر عن وضعه الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، في الحصول على راتبه كاملاً في الموعد المحدد. ويتحمل أصحاب العمل في القطاعين العام والخاص مسؤولية دفع رواتب موظفيهم كاملة دون أي تأخير، من خلال نظام حماية الأجور، لتجنب أي مخالفات أو غرامات. وهذا من واجب إدارة الدولة. وإذا نظرنا إلى الرفض اللاإنساني لحكومة بغداد دفع الرواتب لحكومة إقليم كردستان أو لشعب كردستان بشكل عام، فإن هذا يثير التساؤل حول سبب تعنت حكومة بغداد في عدم دفع الرواتب، فهي تثير قضية الرواتب منذ عشر سنوات، وهذا أمر لا تقبله الإنسانية، ففي أوائل عام 2014 قطعت بغداد رواتب موظفي حكومة إقليم كردستان لأسباب مختلفة بدون أي حق أو دليل واضح، مجرد حجج. ، على الرغم من أن حكومة الإقليم أوفت بكل التزاماتها. ولكنه دائماً يجد عذراً غير مناسب وهو أن الاستمرار في قطع الرواتب يشكل ضغطاً على حكومة إقليم كردستان، وهذا من العادات السياسية والدبلوماسية السيئة التي تتبعها الدول ضد شعوبها، وهذا الأسلوب في قطع رواتب الموظفين لا يتناسب مع مبادئ أي دولة، ومن الواضح أن الحكومات السابقة والحالية قمعت الكرد، وهم يفعلون ذلك في كل مرة، كل ما يهمهم هو رؤية هذا الشعب ضعيفًا وخاضعًا لهم.  وهذا ما تفعله حكومة بغداد من تصرفات غير انسانية ضد شعب ناضل وقاتل وكان سندا لمن هم في السلطة الان وهذا غير مسبوق سياسيا وانسانيا . نعم شعب كردستان عامة وموظفي الإقليم خاصة ظلوا صامدين لفترة طويلة، وهذا ما اشتهر به شعب كردستان منذ القدم في نضاله ضد الخضوع والدكتاتورية. هذا هو الشعب المقاوم، لكن حكومة بغداد تريد دائما إذلال الشعوب، وهذا حلم لم يتحقق، والتاريخ يشهد على ذلك..
التدويل قضية مهمة تتعلق بحياة المواطنين أينما كانوا، ولا بد من مناقشتها، لأن قطع الرواتب حالة غريبة بحد ذاتها بين الدول، وهذا ممكن، ولا بد من تحويل هذه القضية إلى قضية دولية، لأن حكومة بغداد لا تملك أي إشارات إيجابية تجاه الكورد، ومعارضتها لهذا الشعب مستمرة، لو كانت الانفال والاسلحة الكيماوية والمقابر الجماعية قد حدثت في الماضي فهي الان نوع اخر من الابادة وهو قطع الخبز اي اختفاء الناس عن وجه الارض ، نعم الان هو الوقت المناسب لحكومة اقليم كردستان ان تجعل قضية قطع الرواتب قضية دولية لان هذا الاجراء من قبل حكومة بغداد ضد موظفي الاقليم على وجه الخصوص غير مقبول اطلاقا!.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

زاكروس عثمان ما كاد الكورد ينتشون بهروب الرئيس السوري السابق بشار الاسد وسقوط نظام حكمه الدكتاتوري، حتى صدموا سريعا بمواقف و تصريحات مسؤولي مختلف اطراف ما كانت تسمى بالمعارضة السورية والتي غالبيتها بشكل او آخر تتبنى الموقف التركي من قضية كوردستان ڕۆژئاڤا و هو الرفض والانكار. السوريون من الدلف إلى المزراب: اذ بعد هيمنة هيئة تحرير الشام على…

شكري بكر لو أردنا أن نخوض نقاشًا مستفيضًا حول الواقع السياسي لحزب العمال الكوردستاني، يمكننا إعطاء صورة حقيقية لكل ما قام ويقوم به الحزب. سنجد أن الأمور معقدة للغاية، ومتورطة في مجموعة من الملفات الدولية والإقليمية والكوردستانية. يمكن تقريب الصورة عبر معركتي كوباني وشنكال، حيث يتضح أن “كل واحد يعمل بأصله”، دون الدخول في تفاصيل وقوع المعركة في مدينة كوباني…

في اللقاء الأول بعد سقوط الاستبداد ، والأخير للعام الجاري ، للجان تنسيق مشروع حراك ” بزاف ” لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، تم تناول التطورات السورية ، وماتوصلت اليها اللجان مع الأطراف المعنية حول المؤتمر الكردي السوري الجامع ، والواردة في الاستخلاصات التالية : أولا – تتقدم لجان تنسيق مشروع حراك ” بزاف ” بالتهاني القلبية الحارة…

بعد مرور إحدى وستِّين سنةً من استبداد نظام البعث والأسدَين: الأبِّ والابن، اجتمعت اليوم مجموعةٌ من المثقَّفين والنّشطاء وممثِّلي الفعاليات المدنيَّة الكرديَّة في مدينة «ڤوبرتال» الألمانيّة، لمناقشة واقع ومستقبل شعبنافي ظلِّ التغيُّرات السياسيّة الكُبرى التي تشهدها سوريا والمنطقة. لقد أكَّد الحاضرون أنَّ المرحلة الحاليَّة تتطلَّب توحيدالصّفوف وتعزيز العمل المشترك، بعيداً عن الخلافات الحزبية الضيِّقة. لقد توافق المجتمعون على ضرورة السّعي…