بيان مشترك حول خطف منظمة الشبيبة الثورية للقاصرين والقاصرات وتجنيدهم في مناطق الإدارة الذاتية في سوريا

نتابع، في الشبكة الكردية لحقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، بقلق بالغ تصاعد حالات اختطاف الأطفال القُصَّر، خاصة الفتيات، من قبل ما تُسمى بـ”منظمة جوانين شورشكر” أو “الشبيبة الثورية”. حيث يُنتزع هؤلاء الأطفال من أحضان عائلاتهم ويُخفَون في أماكن مجهولة، دون تقديم أية معلومات لأسرهم عن مصيرهم.

لقد حصلنا على قوائم بأسماء عدد من القاصرين والقاصرات الذين تم اختطافهم ووثّقناها، وما زال العدد الحقيقي غير معروف، نظراً لتعرّض العديد من الأهالي للتهديد في حال إعلان اختطاف أطفالهم، في حين يُخدع البعض الآخر بوعود كاذبة مفادها أن أبناءهم سيعودون بعد فترة قصيرة.

– اتفاق الجنرال مظلوم عبدي:

على الرغم من توقيع الجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، اتفاقاً مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، السيدة فيرجينيا غامبا، في 29 حزيران/يونيو 2019، والذي تضمّن خطة عمل تنصّ على تسريح الفتيان والفتيات المجنّدين، وفصلهم عن القوات المسلحة، بالإضافة إلى منع وإنهاء تجنيد من هم دون سن الثامنة عشرة، فإن هذه الجريمة لا تزال مستمرة، في خرقٍ واضح لبنود الاتفاق. ويثير استمرار هذه الانتهاكات تساؤلات جدّية حول مدى التزام الجهات العسكرية بتعهّداتها الدولية.

– استغلال الفقر والمشاكل الأسرية:

يُستغل الفقر، والحصار، والخلافات الأسرية لتجنيد الأطفال، إذ تُستخدم هذه الظروف ذريعة لإقناعهم بترك أسرهم، بادعاءات وجود مشاكل داخل البيت. ونؤكد أن حل هذه القضايا يجب أن يتم داخل الإطار الأسري أو من خلال جمعيات متخصصة وبالتنسيق مع أطباء وأخصائيي علم النفس، وبموافقة أولياء الأمور، لا عبر فصل الأطفال عن بيئتهم وتجنديهم قسراً.

– الإطار القانوني:

نُذكّر بأن هذه الممارسات تُعدّ جرائم بموجب القوانين والمواثيق الدولية، ومنها:

  1. اتفاقية حقوق الطفل (1989) – المادة (38) تحظر تجنيد الأطفال أو إشراكهم في النزاعات المسلحة.
  2. البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة (2000) – يحظر تماماً تجنيد أو استخدام من هم دون سن 18 عامًا.
  3. اتفاقيات جنيف لعام 1949 والبروتوكولان الإضافيان (1977) – تحظر تجنيد الأطفال أو استخدامهم في النزاعات.
  4. نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (1998) – يعتبر تجنيد الأطفال جريمة حرب وفق المادة (8).
  5. قرار مجلس الأمن رقم 2427 (2018) – يدعو إلى إنهاء ومنع جميع انتهاكات حقوق الأطفال في النزاعات المسلحة، بما في ذلك التجنيد القسري.
  6. الاتفاق الموقع بين قوات سوريا الديمقراطية والأمم المتحدة (29 حزيران/يونيو 2019) – يُلزم قوات سوريا الديمقراطية بوقف تجنيد الأطفال، إلا أن الانتهاكات ما زالت مستمرة.

إننا، وفي الوقت الذي نستنكر  فيه هذه الانتهاكات المستمرة بحق الأطفال، نطالب بما يلي:

  1. إعادة جميع الأطفال المختطفين إلى أسرهم فوراً، دون قيد أو شرط أو تأخير.
  2. محاسبة كل من تورّط في خطف القاصرين وتجنديهم، وتقديمهم لمحاكمات عادلة.
  3. إدانة استمرار عمليات اختطاف وتجنيد الأطفال من قبل “جوانين شورشكر” أو “الشبيبة الثورية”، واعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
  4. دعوة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية، إلى ممارسة الضغوط اللازمة لضمان احترام الالتزامات الدولية بحماية الأطفال.
  5. حثّ قوات سوريا الديمقراطية على الوفاء بتعهداتها، ومنع هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عنها.

إن حماية الأطفال وضمان حقوقهم واجبٌ إنساني وأخلاقي وقانوني. ولن نصمت عن هذه الجرائم التي تستهدف مستقبل أبنائنا.

قامشلي- سوريا

07/04/2025

المنظمات المُعدّة للبيان:

  1. الشبكة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا
  2. منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف
  3. منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سوريا (روانكه)
  4. اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا – راصد
  5. المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD)

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…

شادي حاجي في عالم يتزايد فيه الاضطراب، وتتصاعد فيه موجات النزوح القسري نتيجة الحروب والاضطهاد، تظلّ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) طوق النجاة الأخير لملايين البشر الباحثين عن الأمان. فمنظمة نشأت بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت اليوم إحدى أهم المؤسسات الإنسانية المعنية بحماية المهدَّدين في حياتهم وحقوقهم. كيف تعالج المفوضية طلبات اللجوء؟ ورغم أن الدول هي التي تمنح…