صلاح بدرالدين
لاعودة الى الوراء
محاولات ( خارجية ) لجمع أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) ، ليس تحت عنوان توحيد او إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، والخروج ببرنامج سياسي يعبر عن مصالح الكرد ، او مشروع مؤتمر كردي سوري جامع لاعادة بناء الحركة الكردية ، او خارطة طريق للانسجام مع متطلبات المرحلة الجديدة مابعد الاستبداد ، والرضرخ لاستحقاقاتها ومنها انعكاس ماحصل على الحالة الكردية الخاصة وبمعنى أوضح التشبث بالقديم الذي افرزته الأعوام العشرة الأخيرة ، فبعض ذلك القديم ذهب برحيل – الائتلاف – والبعض الآخر من المفترض ان ينتفي مع رحيل النظام ، التعامل مع الحالة الكردية السورية من جانب أي كان يجب ان لايكون بمواصفات ظروف ماقبل عقد من الزمان ، فاتفاقيات أربيل ودهوك صيغت على قاعدة – المحاصصة – في سلطة الامر الواقع ، وفي وقت كان الحكم لنظام الأسد ، ولم يكن الوطنييون المستقلون كما هم عليه الان من توسع لصفوفهم ، وتوفر مشروع متكامل ، ورؤا ، وخارطة طريق ، وموقف منسجم مع العهد الجديد بدمشق ، والان هذه السلطة الامر واقعية قيد الزوال والارتباط بحكومة المركز ، ومن جملة ما كا ن طرفا – الاستعصاء – يتنافسان حوله سابقا التقرب اكثر من نظام الاستبداد المقبور ، وهناك وثائق ، ومحاضر جلسات بهذا الخصوص لدى الإدارة الانتقالية بدمشق .
مع تسوية المسائل العسكرية لخدمة السلام المجتمعي
ماجرت حتى الان من محادثات بين ( قسد والإدارة الانتقالية بدمشق ) دارت حول مايشبه – تسوية – الأمور العسكرية ، ومسالة تسليم السلاح ، وسلطة – ب ي د – وخضوع كل المناطق للعهد الجديد ، وعملية – التسوية – من جانب المجموعات والافراد جارية على قدم وساق وبآلاف الحالات في جميع المناطق وحتى الان شملت محافظات الساحل ، وقسما من الشمال ، والقنيطرة ، وريف دمشق ، وكل ذلك لايعني كثيرا الغالبية الساحقة من الكرد السوريين ، ولايدور حول قضيتهم الرئيسية ، وحقوقهم القومية في ظل العهد الجديد سوى جانب واحد وهو إزالة السلاح ، وإلغاء العسكرة في المناطق الكردية ، وقطع الطريق على حروب جديدة ، وهذا بانتظار التئام المؤتمر الكردي السوري ، وانتخاب من يمثل الكرد في المؤسسات الوطنية لاحقا .
السيادة الكاملة لسوريا الجديدة
اما بشان ما يتردد حول استقدام – جيوش احتلال– جديدة الى الحدود الشمالية فان من مصلحة الكرد السوريين ، والسوريين جميعا مغادرة كل الاحتلالات الأجنبية ، واستعادة سيادة سوريا بعد ان انتهكها نظام الاستبداد البائد .
طوي صفحة التجارب السابقة الفاشلة
الكرد السورييون يعلمون بحكم تجربتهم الطويلة ان إرادة الاتفاق الداخلي يجب ان تنبع ذاتيا ، وجميع التجارب السابقة من ( ناوبردان الى أربيل ودهوك وبينهما ) لم تحقق الهدف بل في بعض الأحيان – زاد الطين بلة – وهناك إمكانية لتحقيق مؤتمر كردي سوري لهذه الغاية اذا توافق الفرقاء وهو الخيار الأفضل ، لان أي تدخل خارجي حتى لو اتخذ دور الوساطة لن يكون محايدا وسياخذ بعين الاعتبار المصالح الحزبية ، وسياسة المحاور بعين الاعتبار ، من جهة أخرى وبالرغم من انحسار نفوذ ايران عن سوريا الجديدة ، وتلقيها صفعة قوية الا ان ايران مازالت تشكل تهديدا للعهد الجديد في سوريا ومازالت تحتفظ باوراق ( كردية ) بل مازالت مسيطرة تماما على مصادر السلطة والقرار في كل العراق .
التحالفات السابقة قيد التبديل
ومن الناحية الخارجية فان تركيا كفاعل رئيسي بالمسالة السورية ، بدلت تحالفاتها على وقع الزحف نحو دمشق ، وبالنسبة لها حليفها السابق – الائتلاف – ليس موجودا ، ويسري ذلك على المجلس الكردي لانه جزء تابع للائتلاف ، والمحاولات التركية منذ فترة لاعادة تلميع دور زعيم – ب ك ك – بهدف إيجاد نوع من الحل ؟! للقضية الكردية في تركيا بحسب رؤية أصحاب القرار في انقرة والهدف منه هو سحب البساط من تحت ارجل مسؤولي مركز – قنديل – وفروع ب ك ك خارج تركيا وخصوصا في سوريا ، وهذا وجه من أوجه التعاون التركي – السوري في العهد الجديد .
نحو تطوير الخطاب الثقافي الكردي
مااسهل ان يختبئ أي – مثقف – كردي وراء عجزه المزمن ، واغترابه ، وعدم فهمه المعادلة الراهنة التي تتحكم بالحالة الكردية الخاصة في ظل عهد الحرية مابعد الاستبداد ، وذلك بملئ الصفحات بعبارات – المظلومية التاريخية ، والعتاب على الاخر السوري لانه غير منصف ، او يتجاهل القضية الكردية ، او يقلل من شان الحقوق ، اليس على هذا – المثقف – ان كان حريصا جدا على الشعب والقضية ان يبدأ أولا من نفسه ، بتوضيح موقفه ومع أي طرف من طرفي – الاستعصاء – يقف ، ومن أحوال حركته السياسية ، وأزمة حركته الوطنية الكردية المفككة ، والمنقسمة ، وان يخرج من العموميات الانشائية المملة ، ويشخص الداء والدواء كرديا أولا ، ويساهم فكريا ، وثقافيا بطرح ومناقشة البديل ، والخيارات الأخرى لحل الازمة ، ويحدد من يرفض عملية إعادة بناء الحركة ، ولايوافق على مشروع مطروح لتوحيد الصف والقرار ، نحن في ظروف معقدة ، ودقيقة ، وشديدة الخطورة ، ولاينفع التعميم والعموميات ، ولاوقت للمجاملات الفارغة ، وسياسة إرضاء الجميع ، وموقف ( اللاموقف ) ، نحن امام ( اللحظة التاريخية ) ان لم نتعامل معها بجدية ، وعقلانية ، ومبدئية ، وكامل المسؤولية سنلحق الأذى بشعبنا وقضيتنا ، ووطننا .
نحو بلورة المشروع الكردي للسلام
عندما نتكاتف جميعا ، ونتعاهد على المضي قدما نحو توفير شروط عقد مؤتمرنا الجامع الذي لن يستثني أحدا ، ونحقق مهامه في التوافق على المشروع الكردي للسلام ، ونختار من يكون اهلا لمواجهة كل التحديات ، حينذاك لن نسمع كثيرا استهانة الاخرين في قدراتنا ، او رفض حقوقنا ، او تجاهل وجودنا الى جانب المكونات الوطنية الأخرى ، وعند ذلك فقط لن نرى حاجة في الانشغال بالرد على هذا وذاك بل سننخرط في البناء الإيجابي القومي والوطني .