صلاح بدرالدين
تكاذب أحزاب طرفي (الاستعصاء )
كل ماقيل وتردد عن لقاءات ، وتفاهمات ، في أربيل ، والحسكة ، حول اتفاق أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) بشأن ( مؤتمر كردي ) وتشكيل وفد مشترك للذهاب الى دمشق ، كان مجرد تضليل ، وتكاذب على البعض الاخر ، فهذه الأحزاب التي تدعي تمثيل الكرد السوريين ، ماهي الا كما كانت قبل اسقاط الاستبداد ، مرتبطة باجندات خارجية ، وغير مستقلة ، ولاتستطيع تمثيل الكرد السوريين لا في دمشق ولا في أي مكان آخر ، وستتسابق سرا وعلانية منفردة ، ولاتؤمن بالعمل الكردي الجماعي ، ولايهمها مصير الكرد السوريين بقدر اهتمامها بالمصالح الحزبية الضيقة ، جماعات ب ك ك تستمر بممارساتها ، وصلاتها السرية والغامضة بعيدا عن اطلاع الجمهور الكردي ، وبمعزل عن الجهود المشتركة التي تدعيها في التصريحات ، والبيانات ، ووسائل الاعلام ، وأحزاب المجلس تسير بالنهج ذاته وتبحث فقط عن اعتراف ما بانها – الممثل الشرعي للكرد السوريين – قبل البحث عن الاعتراف بالكرد والقضية الكردية والحقوق الكردية ، والمشاركة الكردية العامة ، وهنا يمكن توصيف الكرد بضحايا أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) ومانحيها أيضا ، ولابد لهذه الضحية ان ترفع الصوت في وجه تجار القضية بكفى ، والتحرك من اجل توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري بمعزل عن المتاجرين المضللين .
كلام صريح للاشقاء باربيل
باسم طلب الخير للكرد السوريين توسطتم بين مجموعتين حزبيتين ، واشرفتم على لقاءات بينهما في أربيل ودهوك منذ عام ٢٠١٥ ، وحينها اوضحنا لكم شفاهيا وبجملة من المذكرات المكتوبة ( جميعها موثقة ومنشورة ) شكرا لكم ولكن هذه ليست الطريقة المثلى لاتفاق الكرد السوريين بل نحتاج الى مؤتمر بمشاركة الوطنيين المستقلين وكل الطاقات والفعاليات من اجل إعادة بناء الحركة بصورة ديموقراطية ، ثم اخفقتم بمسعاكم ، وبدلا من المراجعة ، والكف عن تلك الطريقة الخاطئة ، واصلتم الأسلوب ذاته ، وبشرتم الكرد السوريين بتوحيدهم من دون ان يعلموا كيف ؟ والان كل مااعلن حول لقاء السيدين مسعود بارزاني – مظلوم عبدي ، واتفاق كل الأطراف ؟! ، والوفد المشترك ذهب ادراج الرياح ، وبدأ كل طرف حزبي من طرفي ( الاستعصاء ) يعمل لنفسه ، وبمفرده ، ولم يعقد أي مؤتمر جامع ، رغم انكم تواصلون عقد اللقاءات مع مسؤولي العهد الجديد بدمشق ، فماذا يحصل ؟ وهل انتم وسطاء محايدون ؟ وهل ترغبون فعلا في اتفاق ( جميع الأطراف الكردية السورية ؟! ) ام انتم وراء حزب معين ؟ فاذا كان الامر كذلك لااعتقد بوجود جدوى لاستمرارية الوساطة أيها الاشقاء الأعزاء .
محاولة الخلط باتت مكشوفة
التوافق على تشكيلة اللجنة التحضيرية الخطوة المفتاح لنجاح المؤتمر – أيضا هناك خلط بين مؤتمر كردي سوري ، ومؤتمر وطني لشمال شرق سوريا ، ومؤتمر قومي كردستاني ، هذا الخلط اما ان يكون متعمدا ، او من قصر نظر وكلا الحالتين لاتخدمان مصالح الشعب والوطن ، وتتعارضان مع سمات مرحلة مابعد الاستبداد ، ويقطع الطريق على توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع الذي تسعى اليه الغالبية الشعبية ، ويطرحها حراك ” بزاف ” كمشروع متكامل شفاف ، خصوصا حول تشكيلة اللجنة التحضيرية التي تشرف على المؤتمر المنشود ، وطبيعتها ، وصلاحياتها ، وتركيبتها التمثيلية المانعة للثلث الحزبي المعطل .
تلاعب فرنسي بالمصير الكردي
منذ أعوام ونحن نسمع ، ونقرأ من أحزاب طرفي ( الاستعصاء ) – الاتحاد الديموقراطي ، والمجلس الكردي – عن وساطة أمريكية تارة ، وفرنسية أحيانا بينها من اجل الاتفاق ، وفي الأشهر الأخيرة مابعد اسقاط الاستبداد ، بدأنا نسمع ادعاءات عن دور فرنسي من اجل تشكيل وفد من أحزاب الطرفين – فقط – على لسان ( ممثل وزارة الخارجية الفرنسية المقيم بشمال شرق سوريا السيد ” ريمي دروين ” ومن المعلوم ان معظم هؤلاء يمثلون مؤسسات استخباراتية بتغطية دبلوماسية ) ، بداية نقول ان إصرار – دروين – ومعنى الكلمة بالكردية – كذاب – على حصر التمثيل الكردي بالطرفين الحزبيين امر مناف للحقيقة والواقع ، وتدخل سافر وبشكل سلبي في الأمور الداخلية للحركة الكردية السورية ، وحتى وجوده على الأراضي السورية غير شرعي ، وهو يستغل الكرد من اجل مصالح بلاده ، ومعروف ان فرنسا – ماكرون لم تعد تتصف بالمصداقية لدى شعوب افريقيا والعالم ، وحتى الاتحاد الاوروبي وتحشر انفها في قضايا العالم من دون الاذن حتى من أصحاب القضايا .
علاقات هشة لامبدئية
مايشاع عن علاقات – قسد ومسد – الخارجية مع إسرائيل او فرنسا ، او حتى الولايات المتحدة الامريكية ، مجرد ادعاءات من طرف واحد ، ولاتستند الى ثوابت استراتيجية موثقة كما هي متعارف عليها في العلاقات الدولية فبنهاية الامر علاقات ميليشيا آنية مع دول عظمى وكبرى قد تستخدمها وقت الحاجة ، ثم تستبدلها بغيرها ، اما علاقاتها المصلحية بعرب ومسيحيي شمال شرق سوريا مبالغ فيها ولاتشكل نموذجا للاقتداء به ، وقابلة – للانفراط – في كل لحظة ، فالمسيحييون ومنذ سقوط الاستبداد ارسلوا مبعوثيهم الى دمشق لايجاد موقع لهم ، وعدم ربط مصيرهم بسياسات – قسد ومسد – وهكذا الامر بالعلاقات التي تلوح بها في وجه العهد الجديد بدمشق عند الحاجة التكتيكية في حالة – العلوين – والدروز – الذين لديهم ظروف خاصة تختلف تماما عن طبيعة ، واهداف ، وسياسات – قسد ومسد – ، وبالاخير فان الاختباء وراء تلك العلاقات – الوهمية – والتلويحات المكشوفة النوايا يتم على حساب الكرد السوريين ، ويلحق الضرر البالغ بمساعي عقد مؤتمر كردي سوري جامع .
” المكوعون ” يضلون الطريق