م. محمد رشيد
نحاول فيما يلي توضح أبرز الحقائق عن الكورد ومواقفهم وتوجهاتهم في المرحلة الانتقالية الراهنة لإزالة الغمام والشكوك و الشبهات تجاه الخط العام والمحوري للحركة الكوردية بمكوناتها السياسية والثقافية والاجتماعية.. الفاعلة والممثلة و الشرعية للكورد بخلاف ما يروج لها هذه الأيام على وسائل الأعلام والتواصل من تحليلات وتنظيرات وتسريبات وثرثرات وترهات وخزعبلات.. كما يصرح بها ناشروها بأنها من مصادر خاصة وموثوقة، أو عن مسؤولين رفيعي المستوى، أو من جهات مغرضة ومشبوهة أو مراكز مجهولة ومزيفة…إلخ، والتي هدفها التضليل و التشويه والاساءة للكورد وحركتهم وقضاياهم القومية والوطنية بشكل أو بآخر ، بقصد أو غيره.
الكورد جزء أساسي وأصيل من النسيج الوطني و التاريخي والسياسي والاجتماعي والثقافي.. لسوريا وقد ساهموا بكفاءة وجدية واخلاص في معارك التحرير والاستقلال والبناء، فعلى سبيل الذكر لا الحصر الزعيم ابراهيم هنانو و البطل الشهيد يوسف العظمة والرؤساء علي العابد وفوزي سلو وحسني الزعيم وأديب الشيشكلي شهود وأعلام.
الكورد أكثر من عانوا الاقصاء والتهميش والتمييز والظلم والغبن والحرمان .. بسبب السياسات الشوفينية التي طبقت بحقهم وفي مناطقهم من المشاريع العنصرية والاستثنائية كالحزام العربي السيء الصيت والإحصاء الاستثنائي الجائر وغيرها من الإجراءات والقوانين بهدف التطهير العرقي والتعريب والتذويب في بوتقة العروبة..
الكورد كانوا سباقين في مقاومة الاستبداد والفساد في سوريا خلال عقود من الزمن، ومن أبرز عناوينها الهبة الشعبية ٤ آذار ٢٠٠٤، وانتفاضة مدنهم و انخراطهم المبكر في الثورة السورية ٢٠١١ فور انطلاقتها من درعا لاسقاط النظام البعثي العنصري.
الكورد هم القومية الثانية في البلاد ويسعون لإقامة شراكة حقيقية فاعلة في إطار الوطن الواحد من خلال الاعتراف بوجودهم على أرضهم التاريخية والاقرار الدستوري بحقوقهم القومية وفق العهود والمواثيق الدولية .
الكورد يناضلون ويتطلعون لبناء سورية جديدة، مدنية ديمقراطية تعددية لا مركزية، تضمن لكافة أبنائها الحرية والكرامة والعدل والمساواة …، تحترم وتصان فيها حقوق وخصوصيات جميع مكوناتها الاثنية والدينية والفكرية، دون إقصاء أو تمييز، لذلك فالكورد مستاؤون من الإعلان الدستوري ويطالبون السيد الشرع بإعادة النظر فيه وآليات صياغته وتغييره وتعديله بما يوافق آمال ورغبات وطموحات الشعب السوري.
الكورد رحبوا بالسيد أحمد الشرع رئيساً للجمهورية للمرحلة الانتقالية، ويتأملون منه استكمال الحوار تنفيذ الاتفاق الموقع مع الجنرال مظلوم عبدي على أرض الواقع بعد استكمال تفاصيله عبر اللجان الاختصاصية المشتركة، والذي يعتبرونه انجازاً وطنياً.
الكورد يرون السيد مظلوم عبدي قائداً و رمزاً قومياً و وطنياً يحابونه ويدعمونه في مبادراته وخياراته القومية والوطنية والدولية.
يستمد الكورد في سوريا من عمقهم الكوردستاني القوة من خلال التشاور والتآزر والتعاون والتنسيق لترتيب البيت الكوردي وتوحيد خطابه وحراكه وتصويب مساره وبخاصة قيادة إقليم كوردستان العراق.
الكورد يسعون ويتطلعون لتوطيد علاقات الأخوة والصداقة مع شعوب المنطقة ودول الجوار على أساس الاحترام المتبادل ولا سيما تركيا ذات الدور الفاعل والمؤثر على الساحة السورية والاقليمية.
الكورد يقدرون أهمية حضور الدول الصديقة والحليفة وفي مقدمتها الولايات المتحدة ودورها في مكافحة الإرهاب المتمثل بداعش وأخواتها واستتباب الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعمل على تعافي سوريا من أزماتها وإعادة تأهيلها لتستعيد موقعها ودورها اللائقين اقليمياً ودولياً.