كتب

– المبادئ: وأنا أدلي بشهادتي عمّا جرى في يوم الجمعة/ الثاني عشر من شهر آذار عام 2004م وفي الأيام التي تلتها، (بعد مضى 20 عاماً عليها)، أودُّ بداية أنْ أنوّه بالآتي: حينها كُنت مُدرِّساً لمادة التربية الفنية التشكيلية، وعضو اللجنة النقابية في شعبة مدينة قامشلي لنقابة المعلمين، وسبق لي (شخصياً) أنْ كُنتُ لاعب كرة قدمٍ ضمن التشكيلة الأساسية لنادي…

عندما أتذكّر انتفاضة قامشلي؛ فإنّني أتذكّر فلذة كبدي، ولدي أنس، وتدور في ذاكرتي عشرات الأحداث التي مرّ بها في حياته العملية والاجتماعية، كان أنس طيب الخلق، رقيق القلب، رحيماً، حنوناً، ويحترم الصغير والكبير، كان جريئاً وصلباً لا يهاب الموت في سبيل قضيّته الكردية، وكان له الحصّة الأكبر في أرشفة الأفلام الوثائقية في استوديو درويش ومكتب الحزب “التّقدميّ” (البيشفرو) والاحتفاظ بها…..

ما زلتُ أتذكّر ذلك اليوم الذي لا يمكن أنْ يُنسى.. وذلك عندما قمتُ بجمع عددٍ من نساء الحيّ، وتوجّهنا إلى الحيّ الغربيّ في قامشلي؛ لنجتمع عند- جامع قاسمو-، حيث سينطلق من هناك موكب- شهداء انتفاضة الثاني عشر من آذار-؛ احتجاجاً على المجزرة الرهيبة التي حدثتْ في الملعب البلديّ في قامشلي. أعدَدْنا لافتةً وكتبنا عليها عبارة: “نريد السلام” لم يكن لدينا…

كنت خلال يوم الجمعة 13/3/2004م مصاباً بكريبٍ شديدٍ، حين اتصل بي محافظ إدلب السيد حسين الهدّار رحمه الله، إذْ علم بأنّني مريضٌ، وأعلمني أنّه سيزورني في منزلي.. هيّأتُ نفسي كي أدعوه لتناول طعام العشاء في مطعم الشلال في حلب، وبينما نحن في طريقنا باتجاه المطعم، وردني اتصالٌ هاتفيٌّ من السيد سليم كبول محافظ الحسكة، رددتُ عليه، وراح يسألني الدكتور سليم:…

قبل أحداث الملعب البلدي (الدَّامية) في قامشلو (يوم الجمعة 12 آذار عام 2004م)، والتي أعقبتها مُباشرةً انتفاضةُ كرد قامشلو.. في ذلك الوقت كنتُ مُقيماً في بلدة نصيبين التركية الجارة الملاصقة لقامشلو، أمارس عملي كطبيبٍ أسنان، وكذلك كنتُ أكتب المقالات تحت اسمٍ مستعارٍ (بافي رامان)، والقلَّة من الأصدقاء كانوا يعرفونني بذلك الاسم المستعار، الذي ظلّ طي الكتمان، فقد كنتُ أبعثُ مقالاتي…

لم يخطر ببالي، يوم 12 آذار 2004م، وأنا ذاهبٌ من مدينة الحسكة إلى قامشلي؛ لحضور مباراةٍ في الدوريّ السوري لكرة القدم بين نادي الجهاد (قامشلي) ونادي الفتوة (دير الزور)، أنْ يكون يوماً تستبيح فيه أجهزة النظام السّوريّ الأمنية بالرصاص الحيّ دماء العديد من الشباب الكرد، الذين جاؤوا من مختلف مناطق المحافظة؛ للاستمتاع بأجوائها وتشجيع ناديهم المحلّيّ، بالهتافات والأهازيج والدبكات التي…

كانتِ الأعوام الأخيرة من التسعينيات أعوام محلٍ وقحطٍ، وتسبّبت في هجرة عشرات الآلاف من الكرد (شعب الله المهاجر) من مدنهم وقراهم- مرةً أخرى- نحو دمشق وحلب وغيرها من المدن، هائمين على وجوههم، تائهين يبحثون عن لقمة عيشٍ بكرامةٍ لهم ولعائلاتهم، في وطنٍ تنكّرت سلطاته المتعاقبة لكلّ أسس الشراكة، والتضحيات الجسام وحرمتهم- فقط كونهم خلقوا كرداً- من أبسط حقوقهم ومن أقلّ…

انتفاضة قامشلو 2004م وغرفة عمليات الأخبار.. (حقائق تُذكر للمرة الأولى) 1 ــ يوم الجمعة (12 آذار عام 2004م) كنتُ في مسجد الهلالية لأداء الصلاة، وبعد انتهاء خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلة الشيخ الجليل “الملا عبدالله ملا رشيد رحمه الله”، تقدّمنا (أنا وصديقي عبدالرحيم مقصود)؛ لإيصال الشيخ إلى منزله ثمّ استودعناه.. وعُدتُ إلى البيت، حينها كان أخي كرم وأحد أعمامي وبعض…

عن انتفاضة 2004 بداية أود الإشارة إلى ملاحظة مهمة وهي ان العديد ممن أجريا معهم مقابلات أو البعض ممن كتبوا عن الانتفاضة يدمجون ما بين يوم الاتفاضة، وما جرى في ملعب الجهاد الرياضي والتي جرت الانتفاضة على غرارها، المبارات كانت في 11 اذار من عام 2004 بينما الانتفاضة اندلعت في 12 آذار. لاشك تعد الانتفاضة الكوردية في 12 اذار من…

– في 12 آذار 2004م، كانت فتنة حاكها النظام في غُرَفه المظلمة، وأشعلها عندما جلب المئات من شبّيحته من محافظة ديرالزور إلى مدينة قامشلي؛ استفزازاً للجمهور الكُرديّ؛ ليتظاهروا، رافعين صور الديكتاتور صدام حسين ويشتمون زعماء الكُرد.. وسمحتْ لهم نقطة التفتيش بإدخال أسلحتهم البيضاء والسوداء معهم إلى داخل الملعب، الذي كان ينتظر مباراةً بين فريقي الجهاد والفتوة. بعد بدء المباراة واعتداء…