رشاد فارس يؤسفني أن أقول، وبكل محبة وصدق، إن أمتنا الكردية اليوم لا تُقبل على القراءة كما ينبغي. لقد غلبت الأسماء على المضامين، وأصبح اسم الكاتب هو معيار الاهتمام، لا أهمية الموضوع أو عمق الفكرة. سواء كان الطرح مهمًّا أو حتى تافهًا، فإن عدد القرّاء غالبًا ما يُحدَّد بحسب موقع الكاتب في الوسط السياسي أو العشائري، لا بحسب قيمة ما…
صديق شرنخي لطالما كانت الهوية الكردية في سوريا قضية صراع مستمر، تتأرجح بين سياسات الإنكار الممنهج من قبل الحكومات المتعاقبة وطموح شعب يتمسك بوجوده على ارضه التاريخية و بلغته وثقافته. لم يكن النضال الكردي في سوريا مقتصرًا على المطالب السياسية فحسب، بل كان في جوهره صراعًا من أجل الوجود والاعتراف بالذات، حيث شكلت الحقوق الثقافية واللغوية حجر الزاوية في هذا…
خوشناف سليمان منذ تأسيس الجمهورية السورية الحديثة، دأبت السلطات المركزية. سواء في عهد حزب البعث أو في الحقبة التالية لسقوطه. على استقطاب شخصيات دينية ذات خطاب معتدل ظاهريًا. لتقديم واجهة تصالحية تخفي البنية الأمنية العميقة للدولة. في هذا السياق الممتد. يبرز اسم حسن الدغيم كواحد من أكثر رجال الدين توظيفًا في خدمة السلطة. سواء في عهد النظام البعثي السابق أو…
خالد حسو ربما لم تكن سوريا يومًا واحدة، إلا في خرائط الذين جلسوا خلف مكاتبهم يرسمون حدودًا بمسطرة باردة، كما لو كانوا يقسمون قماشة ملونة، وفي أناشيد الذين حفظوا نصوص الوحدة عن ظهر قلب لكنهم لم يمشوا في أزقة المدن البعيدة، ولم يصعدوا جبال القرى التي لا تعرف إلا ظلالها وطقوسها. وربما كانت سوريا، قبل أن تُصاغ في خطاب الدولة،…
حوران حم لحظة الحقيقة في السياسة الأميركية تجاه سوريا بعد أكثر من ثلاثة عشر عامًا على اندلاع الثورة السورية، ما زالت واشنطن أسيرة سياسة إدارة الأزمات بدل صياغة رؤية استراتيجية متكاملة. هذه المقاربة التي بدأت مع إدارة باراك أوباما، واستمرت بأشكال مختلفة مع ترامب وبايدن، ساهمت في خلق فراغ جيوسياسي ملأته روسيا وإيران وتركيا، ودفعت ثمنه المكونات المحلية، وفي مقدمتها…
بوتان زيباري في ذلك المساء المتشظي بين رماد الساحل وحرائق البادية، لم تكن زيارة أسعد الشيباني إلى موسكو سوى نداء استغاثة مقنّع، كأنّها رسالة ألقتها سفينة تغرق، لا إلى شاطئ النجاة، بل إلى عواصفٍ أشد. لم يكن الدافع دمشق، بل أنقرة. هي التي أملَت على الشيباني خطاه، ورسمت له طريق الندم المغلّف بالتنازلات. فتركيا، وقد شعرت أن رمال الجغرافيا بدأت…
عبد العزيز قاسم ليس من المستغرب أن حكومة (الأمر الواقع)، كالحكومة السورية المؤقتة، التي أنبثقت من صلب هيئة تحرير الشام المصنف إرهابيا، ألا تُولي أي اهتمام للمشاكل الداخلية وقضايا الديمقراطية والحوار الوطني وحقوق الإنسان… لأنها لا تؤمن بالديمقراطية والعدالة والإنسانية، حتى أنها لا تؤمن بمفهوم الدولة الحديثة، وماتزال تعيش على استحضار الخلافة الإسلامية، فمن الطبيعي ألا تُولي هذه الحكومة أي…
أزاد فتحي خليل * في المشهد السوري المنهك، تتكرّر الجرائم، وتتوسّع المجازر، دون أي مؤشرات على أن هناك من يتعلم من التاريخ القريب. سوريا اليوم تعيش حالة “اللا-دولة” بامتياز، ليس فقط في غياب السلطة المركزية القادرة على حماية مواطنيها، بل أيضاً في تفكّك المنظومة الأمنية – السياسية التي كانت تدّعي الحفاظ على الاستقرار. آخر فصول هذا الانهيار هو ما جرى…
نظام مير محمدي * خلفية صناعة الأزمات للنظام الإيراني عند إجراء مراجعة متأنية للأنشطة المشبوهة التي قام بها النظام الإيراني منذ تأسيسه قبل 46 عامًا من الان، فإننا نجد أنفسنا أمام سجل طويل من عمليات الاغتيال والخطف والتفجيرات التي قام بها ليس في إيران وإنما خارج إيران سواءا في بلدان المنطقة والعالم وإستهدفت معارضين للنظام على الاغلب لکنها تجاوزت ذلك…
ياسر بادلي وسط مشهد سوري يزداد تعقيدًا وتشظّيًا، تتكشف يوماً بعد آخر محاولات مستميتة لإخفاء جرائم لم تُمحَ آثارها بعد، لا في الساحل السوري، ولا في السويداء، ولا في دمشق أو سواها من المدن التي دفعت ثمن تمسكها بهويتها وتاريخها. الانتهاكات التي طالت المكونات الأصيلة، ليست مجرّد أحداث عابرة، بل وقائع موثّقة، ستبقى وصمة في جبين كل من صمت أو…