إبراهيم محمود كانت حيلته الوحيدة في توجيه أنظار من يمكنه رؤيته ، من يمكنه نقل صورته إلى الخارج، ومن يمكنه سماع صوته المجروح حتى أعالي القلب، وقد صرَخ بأعلى صوته المجروح والمتحشرج، واستصرخ ، وربما كما يستصرخ الضمير العالمي الأخرس، تعبيراً عن هذه الشماتة الفظيعة بكل ما يخصه في كرديتيه العفرينية، أو عفرينيته الكردية، ولا فرق من الجهتين، فالعفرينية…
إن الإنسانية اليوم في سباق مع الزمن ففي كل لحظةٍ تمضِ على كتابة هذا النداء هناك أرواح مهددة بالهلاك، إذ لايزال المئات من المصابين والضحايا السوريين يئنون تحت أنقاض الزلزال المروع الذي دمر مناطق سكانية بأكملها، وبالرغم من حاجة السوريين الماسة للمساندة الأممية، إلا أنه ولغاية الآن لم ترتقَ المواقف والمبادرات الدولية إلى المستوى الإنساني المطلوب للتعامل مع حجم الكارثة…
د باسل معراوي اعتاد السوريُون على الهروب من القذائف والبراميل المتفجرة وصواريخ الطيران الروسي، بل واعتادوا على الهروب من خطوط الجوع والظٌلمة والأوحال بل وتعلّموا أساليب الوقاية من الأسلحة الكيماوية والتي اعتاد النظام السوري والعدوّ الروسي استخدامها ضد الشعب لعشرات المرات.إلاّ أنّ الهروب من الكوارث الطبيعية تكون خياراته محدودة وصعبة ولم يعتادوا عليه، وشاءت الأقدار الإلهية أن يَمسُهم الضرّ بعضاً…