كيف كانت تكون كوردستان في حالة عدم ظهور الدين الإسلامي؟
التاريخ: الجمعة 05 اب 2022
الموضوع: اخبار



مهدي كاكەيي

قبل الإسلام كان للكورد إمبراطورية واسعة يحكمونها وهي الإمبراطوريةَ الساسانية التي كانت تشمل بالإضافة الى كوردستان كلاً من بلاد فارس والعراق الحالي وأفغانستان وأجزاء من أرمينيا ومن پاكستان، حيث كان الكورد يُشكلون الغالبية العظمى من سكان كوردستان التي يمكن تقدير مساحتها آنذاك بأكثر من أربع ملايين كيلومتر مربع. كانت الكويت والبصرة والناصرية والعمارة والحلة وبغداد وتكريت والموصل وحلب ودمشق وأصفهان وهمدان وخوزستان وغيرها من المدن والمناطق، هي أراضي كوردستانية والغالبية العظمى من سكانها كانوا كورداً. من الجدير بالذكر أنّ حدود كوردستان التاريخية تمتد من البحر الأسود شمالاً الى السعودية جنوباً ومن بلاد فارس شرقاً الى البحر الأبيض المتوسط غرباً.


لولا الإحتلال العربي – الإسلامي لكوردستان، لكانت نفوس الكورد اليوم تبلغ على الأقل (300) مليون نسمة، حيث أنّ أكثرية الشعب الكوردي تمّ تعريبهم وتفريسهم وتتريكهم. بعد ظهور الإسلام غزا العرب كوردستان و إحتلوها إستيطانياً وأصبح العرب الغُزاة أصحاب كوردستان ويحكمون الكورد في وطنهم. هكذا نرى أنّه بِحُجّة نشر الإسلام، تمّ إغتصاب كوردستان وخلال فترة الإحتلال الإسلامي الذي بدأ منذ 1400 سنة تمّ تعريب وتفريس وتتريك مساحة كبيرة من كوردستان وتعريب وتفريس وتتريك عشرات الملايين من الكورد. 
لولا الإحتلال العربي – الإسلامي، لما كان اليوم يوجد شخص عربي أو تركي أو فارسي في مدينة كركوك وحلب وهمدان وڤان ولا كان هؤلاء الغرباء يتحكمون الآن بمصير الكورد في كركوك وعفرين وغيرها من المدن الكوردستانية ولَكانت بغداد عاصمة كوردستان بدلاً من عاصمة العراق المصطنع ولَكانت مدن البصرة والعمارة والناصرية والأهواز وأصفهان وهمدان ودمشق وحلب وغيرها من المدن هي مدن كوردستانية الآن ولَكانت كوردستان أعظم دولة في منطقة الشرق الأوسط. 
لولا الإسلام، لَكان العرب الآن عبارة عن شعب صحراوي صغير، قابعين في موطنهم في الجزيرة العربية وكان الكورد سادة بلادهم، لا يتحكّم بِرقابهم العرب ولا الأتراك ولا الفُرس. لولا الإسلام، لما كان الأتراك يقومون بتأسيس الإمبراطورية العثمانية التي تأسست بإسم الدين الإسلامي ولَكان الأتراك على الأرجح الآن كانوا لا يزالون يعيشون في موطنهم (طوران) الواقعة في جمهورية كازاخستان الحالية، ولَكان الفُرس لا يتبنّون المذهب الشيعي ويستخدمونه لخدمة القومية الفارسية، حيث أنّ الأتراك إحتلوا المنطقة أيضاً بإسم الإسلام ولولاه لما كانت تظهر الدولة العثمانية السُنيّة ولا الدولة الصفوية الشيعية واللتَين صراعهما قسّم كوردستان لأول مرة. لولا الإسلام لَكان على الأرجح يؤسس أبو مسلم الخراساني دولة كوردية بدلاً من إسقاط الدولة الأموية وتأسيس دولة للعباسيين الذين فيما بعد قتلوه ولَكان قائداً عظيماً مثل صلاح الدين الأيوبي لم يكن يدافع عن الخلافة العباسية العربية، بل كان يؤسس دولة لشعبه الكوردي. 
لولا الإسلام، لَكُنا الآن لا نجد العرب في كوردستان والشام ومصر والسودان وشمال أفريقيا (المغرب وليبيا وتونس والجزائر) ولَكان الكورد والأمازيغ والأقباط والنوبيون يحكمون أوطانهم. لولا الإحتلال العربي – الإسلامي، لَكانت شعوب منطقة الشرق الأوسط من كورد وأمازيغيين وبلوش وأقباط ونوبيين وغيرهم يحتفظون بِهوياتهم ولغاتهم وثقافاتهم وتراثهم وتاريخهم وأديانهم وعقائدهم وحضاراتهم، حيث أن غالبية أفراد هذه الشعوب الآن هم مستعربون ومسلمون.
لولا الإسلام، لَكانت كوردستان الآن موحدة، ولَكان الشعب الكوردي لا يتعرض للإبادات الجماعية ولعمليات الأنفال والقتل بالأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة ودفن أطفاله ونسائه وشبابه وشيوخه أحياءاً في الصحاري ولا كان يُقام الحزام العربي في إقليم غرب كوردستان وتعريب الكورد والأراضي الكوردستانية ولَكان الشعب الكوردي له لغة مشتركة وأبجدية موحدة ويستمتع بثروات بلاده، بدلاً من نهبها من قِبل المحتلين وشراء أسلحة الموت والدمار بأثمانها لإبادة الشعب الكوردي وتدمير كوردستان. 
كما أنه لولا ظهور الإسلام وغزواته وحروبه، لما كان يتم إزهاق أرواح ملايين الناس بسبب الغزوات والحروب الإسلامية والأعمال الإرهابية الإسلامية التي لا تزال طاحونة قتلها مستمرة. ملايين الكورد هم ضحايا الإحتلال العربي – الإسلامي عبر التاريخ، حيث تم قتل أعداد كبيرة منهم خلال غزو العرب لكوردستان في عهد عمر بن الخطاب وثم فقد الكثيرون من الكورد أرواحهم خلال الحروب الإسلامية في العصر الأموي والعباسي. ظهرت آفة الطائفية الإسلامية في زمن الدولة الصفوية الشيعية والعثمانية السُنيّة، حيث تسببت الطائفية الإسلامية في تقسيم الكورد طائفياً وأخذ الكورد يقتلون بعضهم البعض على أساس طائفي وهذا التقاتل كان أحد الأسباب الرئيسة لعدم نجاح الكورد في تحرير بلادهم وبناء دولتهم. 
لولا الإحتلال العربي – الإسلامي، لَكانت دول الشرق الأوسط الآن دولاً متقدمة، تضاهي الدول الغربية، ولنأخذ إسپانيا، كمثال، حيث لو أنها بقيت تحت الإحتلال العربي – الإسلامي، لكانت الآن دولة متخلفة بائسة كدول شمال أفريقيا، مثل المغرب وتونس وليبيا والجزائر، بينما نرى اليوم إسپانيا بلداً متقدماً، ذات نظام ديمقراطي. 
الإنسان الكوردي الذي يفتخر بالغزاة الذين إحتلوا كوردستان بإسم الإسلام ويقبلون إحتلال بلادهم، هم ساذجين، تمّ غسل أدمغتهم. ليت الغزو العربي – الإسلامي كان إحتلالاً، بل أنه إحتلال إستيطاني، يدّعي المحتلون أنّهم أصحاب كوردستان ويمتلكونها ويحكمون الشعب الكوردي بالحديد والنار وينهبون ثرواته. 
الطامة الكبرى هي أنّ المحتلين الإستيطانيين إستطاعوا غزو عقل الكثير من المواطنين الكورد، بحيث يدافعون عن مغتصبي وطنهم دون خجل ويُقدّسون قبور المحتلين المقتولين في كوردستان أثناء غزوهم لها ويلعنون إخوانهم الكورد الذين قاوموا المسلمين الغزاة وضحوا بِأرواحهم دفاعاً عن أرض آبائهم وأجدادهم، كوردستان، في محاولتهم لمنع تدنيسها من قِبل الغزاة. غزو عقول الكثيرين من الكورد، خلقَ إزدواجية في أفكار ومواقف هؤلاء، فمن جهة يدّعون نصرتهم لشعبهم الكوردي، ومن جهة ثانية يدافعون عن الإسلام الذي تسبّب في إحتلال بلادهم، كوردستان من قِبل العرب والأتراك والفُرس. الغزو الفكري والثقافي للعقل الكوردي هو أخطر بكثير من إحتلال الأرض الكوردستانية، بل أنه السبب الرئيسي لإستمرارية إحتلال كوردستان وإستعباد شعبها ونهب ثرواتها. يجب العمل على تحرير عقول هؤلاء الكورد من غزو المحتلين وعندئذ نضمن تحرر كوردستان وإستقلالها وتوحدها.
من صفحة الدكتور Mahdi Kakei







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=28571