في تجليات الوضع السوري كرديا - القسم (3)
التاريخ: الأربعاء 06 تموز 2022
الموضوع: اخبار



ليلى قمر / ديريك 


رغم الإلتفاف الجماهيري حول النظام في رفد الجبهات العسكرية والانضباط  الذي بات يفرض ذاته عفويا ، والمساعي المجتمعية في نمو الشعور الوطني خاصة أن النظام كان وظل يركز في معرفاته بخصوص الحرب على ان الهدف الرئيس هو تحرير الأراضي السورية التي احتلتها اسرائيل ، ويؤكد شهود عيان عاصروا تلك الفترة بأن غالبية شرائح المجتمع افرادا وجماعات تعالت على قضاياها ونزاعاتها الخاصة مع النظام واخذت تساهم في حملات الدعم للقوات المسلحة ، من جمع للتبرعات وتشكيل فصائل بديلة كالجيش الشعبي وماشابه ، وكذلك حماية المنشآت العامة ، ولكن ؟ وبكل أسف ! ومع اللحظات الاولى لقرار وقف اطلاق النار ومع هدوء جبهات القتال استمرت اجهزة النظام من جديد وبعنف اقسى ، وتيرة القبضة الحديدية للنظام والإصرار على تجاهل المطالبات بالحريات العامة ورفع الاحكام العرفية ومعها اطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، كعربون وفاء متبادل بين الشعب والنظام ،


 إلا ان النظام كان اصم ابكم تجاه هكذا مطالبات ، لابل استثمر مردودات الحرب رغم انها لم تكن مطلقا توازي حجم الخسائر ، إلا انها وكبروباغندا لملحمة نصر ما انجزت غير ابقاء النظام وبمخالب اقوى ، ولتنعكس ذلك كهالة تزيد من استبدادية النظام ، وإن أفرز بالفعل وضعا سياسيا حاول ولم يزل الخلاص من شرنقة هزيمة الخامس من حزيران سنة 1967 ، وكانت حرب تشرين 1973 الفرصة الذهبية للنظام لتصفية معارضيها العسكريبن ايضا ، وإعادة ضبضبة الجيش واستنباط قانون للطوارئ يناسب آلية الهيمنة الكلية على الشارع السياسي وتتالت الإنشقاقات الحزبية حتى ترهلت عمليا غالبية القوى ، وقد ساعدها في ذلك ووفر لها التبريرات العملية ، اندلاع الحرب الاهلية في لبنان ودخول الجيش السوري اليها عام 1976 ، ورغم كل هذا المخاض البدئي للصراع العسكري ، لم يخل الامر من ظهور قوى شبابية خاصة ممن تشبعوا بالماركسية وبتياراتها المختلفة ردا على التشظي الكبير لحركتها فظهرت تيارات وبادرت بطرح شعار اسقاط النظام والذي بدوره استهدفهم وزجهم في السجون ، ومالفت شارعنا الكردي حينها مجموعات تبنت الثوروية في طروحاتها وبعضهم اقر بحق تقرير المصير للشعب الكردي ، بما فيه الإستقلال واعلان دولة كردستان ، وباختصار : اخذ الشارع السوري يمور ، وبجانبه الصراع المذهبي ( السني والعلوي ) هذا الصراع الذي لازال غالبية السوريين يعتبرونها صفحة سوداء فشلت بالفعل ولم تستطع ان تنهض مطلقا ايضا في صراع الازمة السورية الحالية ، نعم لقد استطاع النظام التصدي للقوى اليسارية الليبرالية منذ بدايات نهوضها لانها في الأغلب اعتمدت النضال السياسي السلمي عكس التيارات الراديكالية المتطرفة والتي اتخذت اللبوس الديني المذهبي وكلفت الشعب السوري مخاضا دمويا غزيرا استمر حتى اواخر 1982 ، هذه السنوات وبكل زخم ودموية احداثها ، وايضا حالات التضاد وكبرى الإنشقاقات الحزبية وعدديتها ، كانت المناطق الكردية اكثرها هدوءا في الصراعات المسلحة ، وكذلك اوفر امانا في حالة الحرب ومواقف حركتها السياسية رفضت بالمطلق - كما الآن - الصراع الديني والمذهبي ( وكان هناك شعار اخذت القوى السياسية السورية تتناقلها نقلا عن الحركة الكردية - ان الازمات والمشاكل لا تحل بجنازير الدبابات ) وسقط كثير من الشباب الكرد ممن كانوا يؤدون الخدمة العسكرية الإجبارية شهداء ، ولم تطلق طلقة او قذيفة في اية بقعة كردية ، لان الصراع كان مذهبيا صرفا وبلسان ومفردات الطرفين المتحاربين ، ومع ذلك كانت اعين الكرد وقواها السياسية تتامل انفتاحا سياسيا عاما وبشكل اخص على الكرد ، ومن جديد كانوا يتاملون بادرة حسن النية ذاتها ، وهي اطلاق سراح كوكبة من المناضلين الكرد في سجونها ، ولكن ثبت بان ظنهم في واد والنظام في واد آخر . وفي الختام لهذا القسم وكاستخلاص للمرحلة هذه وبنتائجها وفي العودة الى الوضع السياسي ، وبالرغم من حالات الإنشقاقات والقمع العرفي للنظام تحت سقف احكامه الخاصة ، اخذ ملمح سياسي جديد يظهر كطيف واضح وكنتاج لتطور التعليم وزيادة اعداد الذين يلتحقون بالمدارس والجامعات ، فتشعبت الاطر السياسية وتشكلاتها من قومية ودينية وليبرالية وماركسية بجميع توجهاتها وباتت من جملتها الحركة الكردية وقد تشظت الى عدة احزاب ، ويمكننا التوثيق وكمثال عن الحركة الكردية في بيان الانموذج التالي : من قسمين وهما اختصارا اليمين واليسار وتيار معارض مستنكف الى ذات اليمين واليسار ومن ثم الحياد وبعدها اليسار الى عدة كتل تيار ملانيو وتيار عصمت سيدا وتيار صلاح بدرالدين ، والمعارضة التي عرفت لاحقا بجناح القيادة المرحلية او الحياد ، ومن ثم لاحقا البارتي وتعددت الإنشقاقات داخل ذات الانساق الحزبية ، سواه الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية الذي لزمه حوالي 12 سنة ليتعرض الى انشقاق بسيط وهكذا ، هذا الامر الذي ساعود اليه لاحقا ، طبعا هذه الإنشقاقات غطت الاحزاب القومية العربية والتوجهات الماركسية ايضا ، ولكن ما يهم برأيي الشخصي الوقوف عنده هو ظهور ونمو التيارات الدينية والتي سعرت التوجه المذهبي ولتدخل سوريا نفق الصراع بين النظام من جهة وتنظيم الاخوان المسلمين ومعهم منظمات جهادية صريحة وبعض القوى الماركسبة المتطرفة : حيث وكما اسلفت لاحقا فان حزب الأخوان المسلمين ومعهم تيارات راديكالية اخرى وبعض ممن تسموا بمسميات ماركسية مختلفة اتخذوا مثار الصراع المسلح وازاهم بعض الإتجاهات العلمانية - الماركسية ورغم بطش النظام في استهدافهم الا انهم اصروا على النضال السياسي ( رابطة العمل الشيوعي - حزب فيما بعد ) وبعض الثوريين الآخرين ، ورغم قمع النظام للقوى والفاعليات المدنية والممارسات العسفية فقد ظهرت بوادر لحراك مدني نقابي ساهم فيها شخصيات ثقافية واكاديمية عديدة ومن مختلف المشارب مالبث ان انضم اليهم بعض النقابات غير الخاضعة للنظام وقوى ثورية وليشهد البلد حملة اعتقالات كبيرة ضد رجالات سياسة وفكر والذي صمدوا في المعتقلات لفترات طويلة سنذكر تفاصيل اكثر في القسم القادم
يتبع







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=28490