ديريك وحلم العودة المستدام .. (23)
التاريخ: السبت 05 اذار 2022
الموضوع: اخبار



وليد حاج عبدالقادر / ديريك 
خاص لموقع ولاتي مه 

كانت إطلالتي الصباحية من نافذة غرفتي تشي حتى قبل أن أفتحها برائحة قطرات المطر والسماء خلتها في اول وهلة انه لربما الشمس لايزال يتدرج صوب غربها ، ومع اول نسمة اخترقت الفتحة الصغيرة ممزوجة بقطرات المطر ، انتبهت الى التلفاز الذي منحني التوقيت ؟ إذن هي الغيمات بقطرات مطرها ! .. يبدو أن الحمى بسعالها ونوبات هذيانها قد نالت مني ! .. كل ما أتذكره من ليلة أمس نشرة روداو والأصح مقتطفات من اسئلة دلبخوين للصديق كاميران حاجو ولعل آخر سؤال وانسجاما مع هذياني الجسدي وكلام دلبخوين عن برودة موسكو ! .. تذكرت روتيني اليومي صباحا و .. لأفتح جهازي وكعادتي حيث الفيسبوك وليتني لم أفعل ؟ ولكن وكسؤال يتخاطر لنا جميعا ؟ عجبا لو لم أفعل ؟ هل كان سيغير النتيجة ؟ بالتأكيد لا ؟ .. 


كان بوست ولدي كوران في مواجهتي وكموج بحري عاصف صرخت : سترك ولطفك وهذا الصباح .. نعم فريال ! كلنا يعرف من كنت وماذا كنت وحنينيتك كسنديانة سعيت ان تظللي حتى ممن كبرك سنا .. اجل فريال : لازالت صدى كلماتك تطن عميقا في أذني قبل شهور وانت في هولير وتلك الكلمات التي كانت تقطعها حشرجات بكائي أنوي مواساتك فإذ بك انت من أصبحت المواسية .. نعم هو الموت فريال الذي لم يتعرف على شبوبية الراحل فاروق ولا هشيار او علي وهم في كامل صحتهم فكيف بالمصاب بمرض عضال ... لك الرحمة .. الراحة الأبدية لك ديا جيان ..
فريال : أية صاعقة في هذا الصباح وقد كشر بأنيابه يجدد فينا مآسي غربة تزداد أسودادا ! .. فريال ياالمجبولة كنت ودا ، حنانا ، إنسانية ، قلب احتضن وئاما التم من حوله لابل استظل من حوله كل المتخاصمين ... فريال الغالية المبتسمة ابدا كنت توقعتك أقوى من أي مرض وان يكون الموت في أضعف حالاته يرتعب خوفا حينما يفكر الإقتراب منك .. فريال : كنت وبقيت شجرة الورد نستذكرها في الحسكة ونحن دائما الى ظلها .. فريال : ندرك أن مرضك عضال كان وغدار ، وندرك بان الموت حق ولكنه : موت عن موت يختلف ! وداعا فريال .. وداعا فريال ابنة خالتي وهي دموع ستظل تحرق فينا المآقي .. وداعا يا خالة أولادي .. لك الرحمة وعليك الرحمة وسيظل رحيلك ألما مستداما .. لك الرحمة ... 
...
لازلت محملا بأعباء ذاكرة ملؤها شجن تحولت الى أشجان وكلي كانت طاقة وهمة وقد صقلتها الحنينية بغربة قست كثيرا جدا وباتت الأقدام بكل عنفوانها كهشاشة تلك العيدان المثقلة ايضا كانت / ستون / لخيمة كأداء تتناقلها قوافل العتق من الكوجر ، أقول في أقدام لربما اخذت هشاشة عظامها تتوضح كما الذاكرة التي كانت مصممة ان تستفرغ مثل العين البكاءة شوقا فأذرفها في أزقة ديريك أجوب سوقها وبيوتاتها واتشقون كطفولتي احاول تلمس ماء الجم وأشربها تذوقا ولكنها .. رباه !! أيعقل بأنها تتملح ذاتيا وعميق المها على هذا الإستفراغ الذاتي لأبنائها المشتتين في أزلية الغربة وحدها مشاعر الإنتماء لها تتصلب ؟! .. ما فهمت حمزاتوف مطلقا الا بعد غربتها وما ابكتني اغنية إلا لطقوسها ؟ وما تحسست قلبي إلا في رحيل عزيز تشاركنا فيها الطفولة .. ورق العنب تدمع عيناي وحبات الرمان يسيل في اللعاب وقطرات المطر أخالها دموع العين ولكل يوم جمعة أنى كنت هي شجونها ديريك و : ما أحببت مطلقا هواء وان كان كانونيا إلا هوائها ... ديريك أحزانك تتراكم فينا والجسد فيه ما فيه من أثقال وأحبة أكثروا من غيبتهم الأزلية وبتنا نتحسس قوبنا ونحن نسعى لمستجداتك مارك البؤس انت احيانا و .. هي جدلية الحياة سنقولها من جديد .. محمد شريف الصديق واخو الراحل الصديق مصدق وابن الراحل خليل الكرداغي كما كنا نقوله .. صورتك بالصدرية البيج الإبتدائية لاتزال راسخة في ناظري .. انقطعت فينا السنين عكس اخيك وبقيت في الذهن للحظة قرائتي نبأ رحيلك ... لك الراحة الأبدية .. ولديريك .. نعم لديريك ستظل أنفاسي تهفو مهما وأين أودت بي الحياة او تنقل في المكان 
..
للكتابة لذة / سيركا كجا / و / حلاوا باچير / و / حليل و باستيقا / ميرديني / و / دمسا / آمدي / و / تحينا / بانه قسرا شيخ ابراهيمي حقي .. ولآلام الأصابع وجع المشي من / ديريك / حافيا / روچا زيوي / الى / باعوث / والعودة في الليالي الظلماء وقدميك يتعاركان مع الحصى وفرش الرمل الذي كان يمتد من ديريك الى عين ديوار .. بكل ثقة : ان السفر عبر هذه الفضاءات أفضل بكثير من قراءة تهييجات ممنهجة لقطيعية باتت المراييع تعف منها ؟! فهل سيشرق الشمس من الشمال او الغرب ذات يوم .. سأظل اهتف مثل سليم بركات ولكن ل / قسر دلا / و / باني شكفتا / وان كانت وستبقى ل / موسيسانا / ذلك الصدى المشرق ... هل سنعود لحنينية كورديتنا من دون / تتبيل / او / بهارات / ؟! أشك وسأشك بمن يأكل / بلوع / ويتمناها : كبة نية اورفيلية ؟! .. 
ملاحظة / بلوع / : هي أكلة عبارة عن خلطة من البقدونس والبصل وشوربة عدس على جبلة برغل خاص .. واتمنى ان تكون الوصفة صحيحة خاصة انتن الفتيات والنساء .. /
..
في إحدى المرات قدم ضيف من درعا الى ديريك وكانت له حاجة عند أحدهم في قرية مجاورة .. وعندما وصل الى القرية وجلس في بيت صاحبه الذي وجبه وأعطاه حاجته وبعد الغذاء جاء ابنه بإبريق الشاي وصب له الكاسة الاولى !! شربه الضيف ويبدو ان الشاي قد راقت له كثيرا بعد وجبة الغذاء الدسمة فناول الولد الكاسة وقال له : صب ياصباب ؟! احمر وجه الولد و .. صب له الكاسة الثانية !! و .. ايضا بعد أن شربها فعل الأمر نفسه وقال له : صب يا صباب ؟! .. وهنا لم يتمالك الولد نفسه وبأعلى صوته قال : / ت .. وصض بابي خوا صنا / ( صباب = صا + باب وتعني مايعادله بالعربي ابن الكلب بالعذر منكم ) والضيف ما استوعب الأمر وليتدخل الأب في الأمر ويشرح لولده الأمر ؟! ... والمغزى من المازة ياجماعة : لا صباب ولا إيت أوغلي إيت ولا ياصبابين الفودكا راح تنفعنا / كو أم بدستي خوا بشتا خوا نخورينن / ... جيرس بس والله تاركها شخصيا ولأسباب صحية بعيد عنكم مو عقائدية ..
....
كم هو جميل أن يمر من أمامك وانت في الغربة طفلتان لابل وردتان وتتكلمان الكردية وتقفان في الدور هنا بأبوظبي .. هل ستتمالك نفسك ولربما ستبتسم أم سيتملكك الفضول مثلما فعلت وسط دهشة مرافقيي فاندس وراءهم في الرتل وحينما أتى دورهما والبائعة تسألهما تدخلت وقلت / ها مامو ون جه دخوازن / .. كل المول ما أخجلتهم سوى كلماتي وطبعا طلبا و ... بعد لحظات كانا برفقة والديهما فنهضت صوبهما محييا بكرديتي وشهقات الفرح والبسمة سبقتنا جميعا على امل التواصل .. قال واحد من رفقائي الهنود : أتعرفهم قبلا ؟! قلت لا !! قال : إذن لما تلهفت وكيف أثارا انتباهك ؟! قلت : اللغة والإسم عندما نادت الكبيرة أختها !! قال : ألا تلاحظ حولك المئات من بني جلدتي ولا أحد منا يثير اهتمام الثاني !! ويقال ما يقال فيكم من فرقة وووو قلت : ومع هذا نبقى كردا عزيزي .. والقصة حدثت في مول مزيد في ابوظبي ... 
...







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=28176