داعش في قلب المدينة ج2
التاريخ: الأربعاء 02 شباط 2022
الموضوع: اخبار



زاكروس عثمان

مهما تكن حقيقة غزوة غويران، ان كانت من تخطيط داعش بمفرده ام بوجود شركاء داعمين له، فان التحالف الدولي لمحاربة داعش وقوات قسد يتحملان قدرا من مسؤولية حدوث هذا الخرق الامني الخطير في الحسكة، إذ ترك التحالف منذ سقوط التنظيم في معركة الباغوز ثغرات كبيرة في تعامله مع الارهابيين، حين زج أعداد كبيرة من اسرى داعش في سجون مشتركة، وجمع قرابة 60 ـ 70 الف شخص في مخيم الهول، اغلبهم نساء واطفال داعش او مناصرين له، وسلم مسؤولية تأمين هذه المراكز إلى قوات قسد رغم إدراكه ان هذه القوات لا تملك قدرات كافية لإحكام السيطرة على السجون والمخيمات، مما جعل الانظمة الامنية المتبعة فيها هشة وعرضة للاختراق،


 والغريب ان التحالف وقوات قسد تركا حيزا واسعا من الحرية والتسهيلات لهؤلاء الاسرى الخطيرين المتطرفين، إذ يمكنهم التلاقي والتجمع داخل السجن وتبادل المعلومات والتخطيط  للقيام بعمليات  الهروب او قتل عناصر الامن واشخاص اخرين، وهذا ما يحدث بالفعل، ويمكن القول ان التحالف القى العبء الاكبر على قوات قسد في حراسة السجون، في وقت الزمها بضرورة احترام الحقوق الانسانية للإرهابيين الاسرى ما رفع من معنوياتهم  وشجعهم على التمسك بأفكارهم المتطرفة والتفكير بجدية في اعادة انتاج دولة الخلافة الارهابية، وكان المفروض امام هذه المسؤوليات الكبيرة ان لا يكتفي  التحالف الدولي بتقديم دعم عسكري محدود إلى قوات قسد بل دعم هذه القوات سياسيا ـ دبلوماسيا وذلك بالاعتراف بالإدارة الذاتية ككيان قائم في شمال شرق سوريا و روزئافا، وكذلك توفير نظام حماية دولية لهذا الكيان الناشئ، لان الحماية الدولية تساعد قوات قسد على التفرغ لملاحقة الارهابيين ومنعهم من إعادة ترتيب صفوهم إلى حين الانتهاء منهم كليا.
ولكن ما يحدث على الارض هو العكس، إذ تحرص الولايات المتحدة الامريكية على تحجيم تحالفها مع قوات قسد في مقاتلة تنظيم داعش ميدانيا، في حين لم تفعل واشنطن الكثير لمساعدة  قوات قسد في مواجهة تهديدات النظام السوري وحلفائه الروس والايرانيين، وقد راينا كيف ان الادارات الامريكية المتعاقبة سمحت لتركيا  باحتلال المناطق الكورديةـ سوريا، عفرين ثم سري كانيية/ رأس العين وكري سبي / تل ابيض، وتسبب ذلك في فراغ امني نتيجة انشغال القوات الكوردية بمقاومة الغزو التركي، مما سمح بفرار عشرات الارهابيين من مراكز احتجازهم، واليوم    حولت تركيا المناطق المحتلة إلى ملاذ آمن لمختلف التنظيمات الارهابية والفصائل الاسلاموية المتطرفة، كل هذا تحت سمع وبصر واشنطن، ولا اظن ان هذه التحديات والظروف تساعد قوات قسد على محاربة الارهاب بفاعلية اكثر، ما يعني ترك الباب مفتوحا امام تنظيم داعش وداعميه للقيام بعمليات اكثر اتقانا وشراسة من غزوة غويران، تخيلوا ماذا كان سيحدث لو نجح 5000 إرهابي في الفرار والالتقاء برفاقهم في بادية الحسكة ثم التوجه إلى مخيم الهول لإطلاق عشرات الالوف من رجال ونساء وشباب واشبال داعش، اما كنا نجد انفسنا امام جيش من عتاة الارهابيين، كان سيتجه إلى احتلال مناطق الادارة الذاتية، فهل كان بمقدور قوات التحالف وقسد السيطرة على الامور بسهولة، اذا عرفنا ان إنهاء التمرد في سجن واحد استغرق 7 ـ 10ايام وتطلب تدخل سلاح جو قوات التحالف وكلف اكثر من 120 قتيل.
يتبع 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=28102