معبر سيمالكا وحصان طروادة الدخيل!
التاريخ: الأحد 26 كانون الأول 2021
الموضوع: اخبار



إبراهيم اليوسف

لقد استطاع معبر سيمالكا، وعبر حوالي عقد من الزمن، أن يكون الشريان الحيوي، والرئة، لأبناء شعبنا الكردي، في المناطق الكردية، ضمن خريطة سوريا التي لايزال معترفاً بها، دولياً، رغم ما تعرضت له من قرط، أو قرض، من قبل المحتل التركي، وبتواطىء دولي: أمريكي روسي، كاستجابة لمخطط  الأطماع التركي الذي لم يتوقف في يوم من الأيام، ومنح العمال الكردستاني أكثر من فرصة لتنفيذه، وتجلى ذلك في احتلال عفرين وسري كانيي/ رأس العين، وتل أبيض، وسال لعابه، أكثر، لابتلاع أكبر مساحة ممكنة، بذريعة وجود"  ب ك ك" الذي تم- في الأصل- نتيجة اتفاق مسبق  مع التنظيم، ومن دون أن يشكل هذا التنظيم أي خطر عليه، في واقع الأمر، برغم محاولات رفع صور السيد عبدالله أوجلان في مواجهة الأتراك، من قبل بعض المخترقين الذين خدموا المخطط التركي الأكبر لابتلاع الكرة الأرضية، برمتها، وليس كردستان الكبرى، أو الشرق الأوسط، فحسب!


لقد كسر معبر سيمالكا، سطوة الحصار الرهيب الذي لايزال مستمراً، على المناطق الكردية، منذ بداية الثورة السورية التي انحرفت بوصلتها، وتم اختراقها، وتجييرها، لتتمَ  خدمة النظام، من خلال تعزيز احتلالات كل من: تركيا- روسيا- إيران، إذ بات النظام، يصدق بينه وذاته أنه انتصر، بعد افتقاد أجزاء حيوية من خريطة سوريا ما قبل 2011،  وبات للمعبر أكثر من دلالة على اهتمام إقليم كردستان بأهلهم، على الطرف الآخر من الحدود المرسومة سايكسبيكوياً، رغم كل السياسات الزئبقية التي تمارس في الطرف الآخر، بحق الكرد، على نحو خاص، بعد أن ارتأت- قنديل- أن تجعل مما سمته" روج آفا" عبارة عن فدية. قربان. جسر، العبور من خلاله لتثبيت حضورها في كردستان باكور، مهما كانت كلفة ذلك من أرواح أبناء المكان، لطالما إنها تلجأ إلى شعارات براقة خلبية من شأنها أن تفرض على الناس رغم أنوفهم، تحت سطوة آلة القمع الرهيبة، وكان من نتائج ذلك المصير الكارثي للمنطقة التي أفرغت من أهلها الأصليين، وباتت نسبة السكان تقارب الأرقام الافتراضية المزورة والمقزَمة للوجود الكردي، كما تم الاشتغال عليه من قبل أجهزة الأمن العنصرية، تحت نير حزب البعث، والحقبة الناصرية، قبل حوالي ستة عقود ونيف من الزمن!
ثمة حقيقة، لم تعد تحت الركام، لأنها باتت تظهر للعيان، ألا وهي إن آلة قنديل التي نقف مع أقصى وكامل حقوق شعبنا المطلوبة في- باكور- كردستان الشمالية، إلا إنها ليست أكثر من محتل لكردستان الغربية، ومن أول أهدافها إطفاء أي بريق أمل سياسي، لأي جزء كردستاني، ولعل القضاء على تجربة كردستان الجنوبية في رأس أجندات عملها غير المقدس، بل المشين، فهي كانت أداة لتسليم أكثر من منطقة لأيدي من تعتبرهم أعداء: ومن بين ذلك عفرين - شنكال-  بل وكانت ضلعاً في المؤامرة على" الريفراندوم" وعاملاً مساعداً في احتلال كركوك، وإنها تلعب دوراً في الفتك بسيكولوجية الكردي، ونسف العلاقة مع المؤسسات القائمة في كل جزء من كردستان، من خلال بعض أدواتها، وتشويه صورهم، ويستوي هنا: السياسي والمدني، وحتى العسكري خارج مهمته الدفاعية عن العرض والأرض، بعد أن حاربت، بل فتكت بالطلائع الأولى من الشباب الكردي الذين سعوا لتشكيل قوة عسكرية، لتكون البديل عن مؤسسات المكان، وخلق مؤسسات صورية وحزبية تدور في فلكها!

بعبع جوانين شورشكر!
مخطىء، من ينظر إلى هذه التسمية" جوانين شورشكر" بمعزل عن-  ب ك ك- لأن كل ما يدور في هذه المؤسسة المصطنعة، إنما هو جزء من عمل هذه الآلة في كردستان سوريا، كإحدى أهم أداتين متكاملتين لممارسة الرعب: خلايا الهكر التي تحولت إلى جيش إلكتروني، و أداة تنفيذ الرعب، باعتبار هذه المؤسسة انبنت عليه، وهنا أتذكر، أن بعض هؤلاء الشباب اشتغلوا على موقع إلكتروني باسم- القوة- وهددوا عدداً من الكتاب منهم جان دوست وحسين جلبي وأنا. لا أريد أن أبدد وقت القارىء الكريم في الحديث عن هذا التنظيم الذي هو جزء من تكوين- ب ك ك- والذي سيندثر بإبعاده عن مكاننا، رغم إن التنظيم العام حاول توريط كثيرين باستدراجهم إلى معاداة شعبهم، وتنفيذ خططهم، إلا إن أوراقهم سرعان ما انكشفت، وبات كثيرون ينفضون من حولهم، وثمة أعداد من المتورطين يتواصلون على نحو مباشر أو غير مباشر، بالثقاة، المعنيين بشؤون الوطن، يسربون  الانتهاكات التي تتم على أيدي الثلة المتحكمة بهذه المؤسسة الدموية- في حدود مكاننا- أو المبنية على ثنائية الدم  والمال وعنصر الرعب.

فضيحة سيمالكا
أرسل إلي كثيرون فيديواً يظهر فيه شاب بدوي يشتم الرموز الكردية- كما يتكرر من قبل أكثر من واحد أو واحدة في أكثر من حالة- وما هؤلاء إلا مجرد ضحايا وببغاوات، يرددون ما يلقنون به، بعد أن تم استغلال حاجة الناس في ظل  حالة التجويع، مقابل رواتب جد ضئيلة، ولعل هدفاً آخر وراء هذه المسرحية الفاشلة ألا وهي مواصلة إشعال فتيل الفتنة بين مكونات المكان،  وهو ما لجأ إليه النظام، عبر عقود، وترك أثره حتى الآن، في نفوس وعقول نسبة كبيرة من الضحايا الذين تم استعداؤهم على الكرد: تستوي هنا على أعداد من النخب الثقافية والسياسية وبعض الجهلة من العوام!
وما مشهد هذا الشاب البائس، إلا صورة عن أعداد أكبر من الببغاوات الذين ظهروا- فجأة-وهم يتجاوزون الحدود الدولية بين الطرفين: شرق سيمالكا وغربها. أي بين شطري الحدود،  بعد أن أعدت لهم مخيمات، ووضعت بين أيديهم ذريعة ملفقة وهي المطالبة بأجساد عدد من الشهداء، لاستثمارها، وتسيير مظاهرات سياسية لشتم الإقليم، وقياداته" من دون أن تذكرمن هم هؤلاء الشهداء؟ ما أسماؤهم؟ وأين جثامينهم؟" وكأن  قنديل التي تسترخص أرواح الأحياء من المبتلين بها في سجونها الكبيرة أو المخفية مكترثة- أصلاً- بأبناء المكان من الشهداء الذين كانوا وقوداً في حروب ومواجهات غامضة، أو معروفة- وأستثني هنا من استشهد دفاعاً عن مكاننا- إذ إنني كنت في قامشلي بعد ربع قرن من تأسيس تجربة الإقليم، ولم أر يوماً أن  هذا التنظيم عني بالجثمان الطاهر لأحد أبناء أو إحدى بنات كردستان الغربية و سلمهما لذويهما، بل إن هناك قوائم من أسماء الشهداء لم يتم إعلام ذويهم- رسمياً- بأنباء استشهادهم إلا بعد ربع قرن- وما أكثر الحالات- بل ومتى كانت أمهات الشهداء مقدرات لدى هذا التنظيم إلا لاستثمارهن وأسرهن عند الضرورة وإلا فهاتوا أسرة شهيد واحد يعلن ذووه الذين اعتمدوا عليه في كسب لقمتهم أنهم لا يعيشون في حالة عوز، ولا أريد أن أذكر ما نقله إلينا ذوو شهداء كثيرين، وهم يتذمرون من ب ك ك  ويسعون للخلاص من جورهم وظلمهم وتجنيدهم الإجباري، ناهيك عن خطفهم للأبرياء من القصر!
ولكم أفرحني البيشمركة الأبطال على الطرف الآخر وهم يمتلكون- أعصابهم- ويتلقون شتائم هؤلاء الببغاوات، الخواة، المسيرين، وهم يشتمون قادتهم، ويرفعون صور رموزهم إلى جانب صورة أردوغان الذي لايزال قادة ب ك ك يصرحون أنهم جاهزون لمد اليد له ولنظامه، في الوقت الذي يمدون اليد لكل الدول المحتلة لكردستان: إيران- بغداد- تركيا- سوريا، بينما يسعون فعلياً، لإزالة كل الكرد من الخريطة، وإبقاء كتائب ثكنة واحدة تابعة لهذا الحزب يكون عبارة عن بائع دم، وجابي ضرائب وأتاوات وخوات وغيرذلك!

تراجيديا ابن روج آفاي كردستان
ظهرت فيديوات عديدة تتحدث عن أزمة وارتفاع حاد لأسعار المواد الاستهلاكية، والحاجات واللوازم الحياتية اليومية، في المناطق الكردية التي تعيش تحت هيمنة ب ك ك، في الوقت الذي لا يمكن لراتب أي موظف أن يكفي طعام أسرته أكثر من خمسة أيام- وأستثني هنا شركاء السلطات من التجار والمهربين واللصوص- وهو ما تم نتيجة مخطط مدروس من العقل القنديلي المتخلف الذي يظن أنه بمثل هذه الفعلة سوف يسيء لإقليم كردستان، من خلال الرهان على ابتلاع المواطن البسيط الطعم، في ظل أسطول دعايته الديماغوجية الرهيبة، من دون أن يدرك أن تسعين بالمئة من عوام المواطنين، غيرالمستفيدين من هذه الآلة لا تنطلي عليهم هذه اللعبة القذرة، وإن ب ك ك عارف أن زوال قبضة الرعب عن عوام الناس ستجعل هذا التنظيم مدركاُ أنه كان يحفر قبر صورته ووجوده  في هذا المكان، وأن لا أحد شوهه إلا سوء صنيعه، وعنفه، وإجرام عصاباته في كل المفاصل واحداً واحداً!

لغط مفتعل وخلط أوراق مفضوح
رغم أن ما تم واضح، إلا إن بعضهم، ونتيجة عدم جرأتهم على قول الحقيقة باتوا يتحدثون عن خلاف بين سلطتي روج آفا والإقليم!! إذ إن الأمر ليس هكذا، حيث لابد من تسمية الجناة، بشجاعة!، وإن ما تم هو اضطرار الإقليم لحماية أمنه وحدوده، إلا إننا ندعوه لمزيد من الصبر، رغم أنه تجاوز واستنفاد كل صبر، بعد أن أصبحت قنديل- حصان طروادة- المحتل. أي محتل، وما يحدث في شنكال ليس إلا مجرد مثال. لقد ناقشت أكثر من شخص من هذا القبيل، إلا إنهم لم يصمدوا في الحوار لأنهم تحت سطوة ديماغوجيا الدعاية الرهيبة: مسلوبي الإرادة، أو وسطيين، رماديين، وهنا أقولها وبصوت عال: لو إن إقليم كردستان احتل جزأنا، وارتكب مثل انتهاكات ب ك ك، لكان صوتنا أعلى في مواجهته، ومن هنا، فإننا مع أهلنا أبناء المكان، بكل مكوناته، وكشخص لا أقبل في ظل ظروف التجزئة أية هيمنة كردستانية- أية كانت- ولا أقبل أية شراكة ل ب ك ك في قيادة كائننا و مكاننا، بعد أن سقطت كل أوراق دعاياته ومزاعمه! 

نداء إلى إقليم كردستان
ورغم إن جميعنا يدرك أن السبب الرئيس لغلق المعبر الحدودي هو- عنجهية-  المتحكمين ب" ب ك ك" الذين لايفتؤون، وعبر أدواتهم  ينفلتون من سائر الضوابط الأخلاقية والقانونية إذا كان الأمر يتعلق بشقيق كردي- مفترض- بيد أنه- وباعترافاتهم- ظلوا ملتزمين تجاه تركيا، وأنهم لم يطلقوا رصاصة واحدة تجاههم، خلال فترة هيمنتهم على عفرين مثلاً، وقس على ذلك في: كوباني وسائر مناطق الجزيرة الحدودية، ولو أن ببغاوات المخيمات المؤتمرين بأمر قنديل تجاوزوا الحدود شبراً تجاه تركيا، لاقتلعتهم، ومن وراءهم من جذورهم!
حقيقة، إن الأمر لا يتحمل توجيه رسالة من الإقليم إلى آلة الاستبداد في- روج آفايي كردستان-  لتتجاوز جرائمها الشنيعة تجاه الإقليم. تجاه كرد روج آفاي كردستان، لأن المتضرر الوحيد هو المواطن البائس، المنتوف. وقود الحرب، المنهك، المجوع. مسروق اللقمة. المهان من قبل الطغمة الحاكمة، لذلك فإن من شأن كل المخلصين أن يوصلوا أصوات هؤلاء إلى قيادات الإقليم- و لقد فعلت من جهتي ضمن حدود إمكاناتي المتواضعة- ما يمكن، في خدمة إعادة تفعيل المعبر. الآن قبل غد، لأن الطغمة المستبدة لن تخسر البتة فكل ما هو مفقود متوافر لها، مؤمن، يصلها، عبر طائرة الهليوكوبتر ذات الأكثر من رحلة يومية ما بين قامشلي ودمشق، وهي طائرة بضائع ومعالجة بعض الجرحى ومصابي الحرب وركاب عاديين. ركاب" على الواقف" بالإضافة إلى إنه من خلالها توصل إلى دمشق حصصها من خيرات المكان، وإن ضمن سقف غير مرضي عنه من قبل آلة نظام دمشق المجرم!







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=28017