السذاجة كوردياً (القادة)
التاريخ: الأثنين 08 شباط 2021
الموضوع: اخبار



 م. نذير عجو

عبر عقود وعصور وقرون, وقادة الكورد يقعون في نفس الفخ الذي ينصب لهم بعناوين مختلفة تجعل الكورد يبدؤون بتجربة ودورة جديدة بتعابيرها ومفاهيمها وشعاراتها, ولكنها مكررة ومُقولبة بغاياتها وأهدافها من الطرف الآخر الذي يتقن اللعب في تسخير قادة الكورد ( السذج!!! ) لصالح أهدافه وغاياته الغير حميدة (واقع الشعب الكوردي يبرهن ذلك وهو ليس بإتهام ), تلك الاهداف والغايات التي تفرض على الطرف الكوردي أن يكون شاهداً أو وسيلة لوصول الآخر لسدة الحكم والتحكم بمصيره والبدئ بدورة جديدة من عدم الإعتراف والإضطهاد والقمع وصولاً للجرائم الموصوفة بالإبادة الجماعية بحق الشعب الكوردي من قبل حلفاء ومتعهدي الأمس (مصطفى كمال أتاتورك, الخميني, الأسد……).


والواقع الذي نعيشة وماتمر به منطقة الشرق الآوسط عامة  وسوريا خاصة من تغيرات تؤكد على الفرصة التاريخية للكورد للتعبير عن ذاتهم وممارسة حقهم المشروع كما كل الشعوب, أمام هذا كله ومما يبدو للعيان ويؤكد أننا أمام دورة جديدة من أن يكون الكورد مطية لإيصال الآخر لأهدافه ومبتغاه دون شروط أو مطالب منه تضمن له عدم تكرار التجارب السابقة في خروجه من المآدب السياسية ( العزائم ) دون إعتراف ( قوت ), حيث الشروط الدولية لوصول الآخر الساعي لتغيير قبطان واقع التسلط تقول أن يكون للكورد وجوداً بين مآدبهم وعزائمهم, وهذا مايدفع الآخرين بالبحث وإيجاد المخدر العاطفي الشعاراتي لإستقطاب القاة الكورد من هنا أو هناك لدعوتهم تحت شعارات ومفاهيم طلسمية لايفكها إلا أصحابها اللذين خبروا فن من أين تؤكل الكتف الكوردي .
فكان الماضي كما الحاضر أيضاً بشعارات الأمة الإسلامية ( إنما المؤمنون إخوة ) فأخذ التركي نصيبه من الإسلام بما يخدمه فكانت الدولة التركية وأخذت عشرات الدول العربية من الإسلام نصيبها فكانت الدول بأسمائها وكذلك إيران وباكستان ووووو, إلا الكوردي فتمسك بإنما المؤمنون إخوة وأصبح عبداً لهؤلاء الإخوة وحرم عليه العيش بذاك الإسم ( الكوردي ) ولن نقول حرم عليه حقه في تقرير مصيره, فكان الإنكار حتى بوجوده من قبل مايسمونهم بإخوة الإسلام والدين, وكان الإضطهاد والقتل والإبادات من نصيبة وتحت عناوين من أسماء الآيات القرأنية ( الأنفال, الفتح…. . ) .
ومر الكورد بقوادهم  بالأممية الشيوعية بتجربة جديدة بتعابيرها ومفاهيمها وشعاراتها ولكنها مكررة ومُقولبة بغاياتها وأهدافها العاطفية حيث تساوي الشعوب بحقوقهم وواجباتهم, فكان الحزب الشيوعي الروسي والصيني والفرنسي والكوبي وال…… وأخذ الروس نصيبهم من الشيوعية فكانت روسيا, وكذلك كل الدول التي إدعت الشيوعية, ومالبثت وأعلن كل شعب عن خارطتة و إبتعدت حتى عن كلمة الإتحادية فيما بين تلك الشعوب المدعية بالأممية, وذلك لتعبر عن ذاتها, إلا الكوردي فهو حتى إستكبر وجوده ككوردي بين الأحزاب الشيوعية التي كان من ضمنها وربط مصيره كشعب بمصير الشعوب المحيطة,  رغم ممارسة كل الشعوب المحيطة حقهم في تقرير مصيرهم لابل في تقرير مصير الشعب الكوردي ذاته إستعباداً .
واليوم نحن أمام تجارب ودورة جديدة من نصب الفخاخ بحق الشعب الكوردي حيث تعابير ومفاهيم قديمة جديدة من قبيل الامة الديمقراطية, والمواطنة والوطنية ( السورية ), حيث ذهاب البعض من القادة ( الكورد ) نحو فخ الأمة الديمقراطية في واقع يعلن عن ذاته الإستبدادية والتعصبة القومية والطائقية والقبلية  لدرجة التطرف لا بل الإرهاب وذهاب الآخر نحو المواطنة والوطنية المباعة في الأسواق الدولية بأبخس الأثمان من قبل محتكري مايسمى بالوطن, وفي مفهوم وطن يوصف بأكثريته النسبية العروبية ويسبح في مستنقع الصراعات والعداوات الغير منتهية وما الخراب والحرب الاهلية فيها إلا شاهداً على ذلك المستنقع.
أمام كل ماتم سرده وتفادياً من التجارب الخائبة والموصله لحالة الشعب الكوردي الذي شاءات إرادات الدول الكبرى في ضمها للخارطة السورية دون إرادة الشعب الكوردي, لابد من الإستفادة من تلك التجارب وتغيير النمطية الساذجة في التعامل مع الآخر, وفي أقله في التعبير الصريح والضامن عن الإعترافات المتبادلة للحقوق وواجبات الاطراف المتعاملة والمتواجدة على الخارطة كأنداد وليس إملاءات من طرف على حساب طرف أو إستجداءات من طرف لآخر أو تأجبلات من هذا الحق أو ذاك الواجب من هذا الطرف أو ذاك.
 أجداد الكورد لم يكونوا خائنين لشعبهم بل كانوا سذج (صادقين)  بتعاملهم مع الآخر وبعضهم أخذها كشطارة  تحت مبررات التكتيك أو البراغماتية مع الآخر المتحكم والمتسلط أو الذي عينه على السلطة مقابل عين الكوردي على التحرر من التسلط والتعبير عن الهوية والوجود, وفي أحيان أخرى ذهب الجد الكوردي بلا ضمانات أو أجل حقه المشروع لحين تسود الروح الديمقراطية !!! أو الإيمان الوطني والمواطنة الحقة!!! في المستنقع الذي يعبر عن ذاته ليلاً نهار,والذي يقول أن سوريا مقسمة  عشائرياً وعقائدياً وطائفياً وأثنياً والذي يدفع لتأكيد أنه لاحل في الإفق إلا بإعتراف وإقرار صريح من الكل بدولة إتحادية (فيدرالية) يمنع الإستبداد وتسلط أو إقرار مصير طرف على يد طرف آخر .
وقبل إستذكار القول الأخير لابد من قول ما الضير من أن يأخذ الكوردي دوره الندي ولاسيما أنه صاحب حق ويقول للآخر كما هذا حقك فهذا حقي, وكما لك هذا فلي هذا, ومن ساواك بنفسه ماظلمك وهذا مطلوب من كل الأطراف إذا كانت تبتغي الأمن والأمان والعدل والمساواة والعيش المشترك بين الأطراف وهذا كله قبل التعابير والمفاهيم المخدرة (الديمقراطية, المواطنه….).
أخيراً لابد أن نستذكر قول لا يلدغ المرء من جُحر مرتين, فمابالنا لمرات ومرات!!!. 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=27200