القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 367 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: بدايات تعريف العالم بالقضية الكردية السورية

 
الأثنين 26 كانون الأول 2022


صلاح بدرالدين

من حق شعبنا علينا وخصوصا الجيل الناشئ ان نوضح له نحن معاصرو بدايات حركتنا السياسية الحقائق بتجرد، وبكل امانة، وان نحاول وضعه في صورة طبيعة نضالنا قبل اكثر من نصف قرن، وماقدمناه في خدمة قضايانا بالرغم من صعوبة ظروف ذلك الزمان، ومخاطرها، وكيف نرى الان بعض متنفذي أحزاب طرفي الاستقطاب وهم يستهترون بالكثير مما انجزناه.
 فقد نشر رفيق الدرب – ربحان رمضان أبو جنكو – في بوسته التالي المنشور على موقع الفيسبوك (هذه الصورة عمرها حوالي خمسون عام.. ارسلها لي أخ وصديق غالي أخذناها في ملعب الشركة الخماسية لكرة القدم ومعنا صحفي فرنسي ارسله الي الرفيق الأمين العام للحزب يومها الأستاذ صلاح بدر الدين ليكتب عن وضع الشعب الكردي في سوريا، وقد تجولت معه في دمشق ثم رافقه احد رفاقنا الى القامشلي وكتب تحقيقا صحفيا عن الكرد في سوريا بحوالي 35 صفحة.).



  الصحفي الفرنسي الموما اليه والمنشورة صورته هو السيد (جيرار شاليان) الذي يتابع تطورات القضية الكردية منذ ذلك الحين، واصدر العديد من المقالات، كما شارك آخرين في اصدار كتاب حول القضية الكردية بالشرق الأوسط، وقام بزيارات عديدة الى إقليم كردستان العراق، وقد كنت قبل ذلك على تواصل مع الصحفي الفرنسي المعروف الراحل (جان بيير فينو) والتقيت به مرارا في بيروت وكان مختصا بكل من ( كردستان وبلوجستان) وكان المفترض ان يحضر هو الىى سوريا ولكن لاسباب صحية اقترح زميله – شاليان – ليحل محله وهذا ماحصل، وتابع الأخير رحلته الى كردستان العراق بعد دمشق، وعفرين، والقامشلي بمساعدة رفاقنا، اما الراحل – فينو – فقد وردني خبر وفاته ببلوجستان بسبب مرض الم به وهو برفقة الثوار البلوجيين الذين يطالبون بحق تقرير مصير شعبهم .

خطوات مستمرة في تعريف قضايانا
منذ ستينات القرن الماضي وخاصة بعد كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥، وبعد مكوثنا – الاضطراري – بلبنان، كانت احدى مهامنا الأساسية هي تعريف القضية الكردية عامة والقضية الكردية السورية على وجه الخصوص للرأي العام الوطني، والعربي، والإقليمي، والاممي، كما ساهمنا في تسهيل زيارات العشرات من الصحافيين والإعلاميين العرب، والأجانب الى مناطقنا الكردية السورية، وإقليم كردستان العراق خلال مرحلتي الثورة، وتحقيق الفدرالية، وبالإضافة الى ماتم ذكره أعلاه بخصوص – شاليان – فقد سبقته واعقبته حالات أخرى ومن ابرزها :

يفكيني بريماكوف
  التقيت به بداية الستينات في منزل الصديق اللبناني المشترك المرحوم – سهيل يموت – رئيس منظمة انصار السلام اللبنانية، وكان بزيارة الى بيروت من مقر عمله بالقاهرة حيث كان مراسلا لصحيفة – البرافدا – السوفيتية، وتبادلنا الحديث حول الشؤون الكردية بصورة مفصلة، وكما أتذكر لم يخلو حديثي من بعض العتب على – الرفاق السوفييت -، وبعد فترة وكانت ثورة أيلول ١٩٦١ مندلعة، ارسل لي انه يريد الذهاب الى كردستان العراق بمساعدتنا، وتم التنسيق ثم نقله رفاقنا من القامشلي – اوتيل هدايا – الى حقل – رميلان – القريبة من الحدود وكان يديرها الخبراء السوفييت، وقبل الموعد المقرر للبدء برحلته واجتياز نهر دجلة ارسل خبرا ان عليه العودة الى دمشق لحدوث تطورات مفاجئة حيث حدث انقلاب ضد الرئيس السوري – امين الحافظ -، ثم علمنا بعد ذلك ان – بريماكوف – زار الراحل مصطفى بارزاني عن طريق بغداد .

منظمة الميديل ايست والسيدة شيري
  في احدى زياراتي الى الولايات المتحدة الأمريكية تلبية لدعوة – المؤتمر الوطني الكردستاني – k n c - لحضور كونفرانسه السنوي الذي انعقد في – سان دييغو – بكاليفورنيا مكثت عدة أيام في – نيويورك – محطتي الأولى بهدف زيارة المركز الرئيسي لمنظمة – هيومان رايتس ووتش – وبحسب العنوان ودون موعد مسبق طرقت باب مكتب المنظمة وبعد التعريف بهويتي استقبلني مسؤول الشرق الأوسط السيد – كريستوفر – بترحاب وهو أمريكي من أصل لبناني وعقدت اجتماعا مطولا انضم اليه نائبته ومسؤولون آخرون وتم الاتفاق على زيارتهم ثانية في طريق العودة من الكونفرانس وبعد اسبوع كنت في مكتبهم مرة أخرى وعقدت معهم لقاءين آخرين وقد تمت الاستجابة المبدئية لاقتراحي في زيارة موفد أو بعثة من منظمتهم لسوريا لتقصي الحقائق واستعدادنا لتقديم المساعدة بهذا الشأن وبعد العودة الى بيروت مقر عملي استمرت المراسلة وخلال أعوام متتالية كانت السلطات السورية تمتنع عن منح الفيزا الا أن تمت المعجزة وحصلت المديرة التنفيذية الجديدة لقسم الشرق الأوسط السيدة – شيري – التي كانت نائبة للمدير خلال اللقاء الأول على الفيزا السورية وبدأ التنسيق حيث وصلت دمشق عام 1995 وبمساعدة مباشرة من رفاقنا في " الاتحاد الشعبي " آنذاك قامت بجولة شبه سرية محفوفة بالمخاطر في بعض المناطق الكردية وأجرت لقاءات مع ناشطين سياسيين وكانت حصيلة كل تلك اللقاءات والوثائق التقرير الأول حول كرد سوريا تحت عنوان : " THE SILENCED KURDS - الكرد المخروسين أو المسكوتين من تسعة وستين صفحة بتاريخ – اكتوبر – 1996 والذي سلط الضوء على الحالة الحقيقية من الجوانب الانسانية والقانونية والمظالم والتمييز والحرمان واسقاط الجنسية ومنع اللغة الكردية وتغيير الأسماء والتركيب الديموغرافي في مناطق الأكراد والاضطهاد الاجتماعي والثقافي والاقصاء السياسي والملاحقات والسجن والاعتقال لأسباب قومية وكانت المرة الأولة التي تتم فيها الكشف عن الحقيقة الكردية السورية بهذه الدرجة من الوضوح من جانب منظمة عالمية وتتالت الشهادات والأخبار والتقارير من هذه المنظمة وكذلك من منظمة العفو الدولية بصورة منتظمة بخصوص معاناة كرد سوريا حتى صدور التقرير الأخير موضوع بحثنا الذي تجاوز الأطر المنهجية المتبعة عادة في صياغة بحوث وتقارير المنظمات المعنية بحقوق الانسان ليلمس مباشرة لب المشكلة كقضية قومية وليست انسانية فحسب فبعد سرد تفاصيل المعاناة وانتهاكات حقوق الانسان الكردي في ظل الأحكام العرفية وتحكم أجهزة الأمن والمخابرات والملاحقات والاعتقالات وتقديم الناشطين الى المحاكم العسكرية والجنائية ومحكمة أمن الدولة واصدار الأحكام الجائرة والحرمان من الحقوق المدنية وحق المواطنة ومصادرة الأراضي وبعد أن يفند التقرير كل التهم المنسوبة الى الناشطين الكرد في أقبية التحقيق والمحاكم مثل " اثارة النعرات العنصرية " و " اقتطاع جزء من سوريا " و " اضعاف الشعور القومي العربي " و " تشكيل خطر على أمن الدولة " و " التعامل مع الجهات الخارجية " وبعد أن يوثق عشرات اللقاءات الحية مع المواطنين الكرد والسجناء السابقين ويضع أمام أنظار الرأي العام العالمي جوانب وأشكال محنة أبناء القومية الكردية السورية يطالب واضعوا التقريرالحكومة السورية بتشكيل لجنة تضم ممثلين عن الحركة الكردية للتحقق والمتابعة والتصدي للمظالم وانصاف المظلومين والغاء المراسيم والقوانين والسياسات المجحفة بحق الكرد بما فيها المرسوم رقم 49 وضمان حقوقهم السياسية والثقافية وحق التعبير عن آرائهم وطموحاتهم وافتتاح المدارس ذات البرامج باللغة الكردية وحرية اقامة الأحزاب السياسية الكردية في سبيل تنظيم المشاركة السياسية الفعالة في تسيير أمور البلاد ودعوة خبير الأمم المتحدة المستقل المعني بقضايا القوميات والأقليات الى زيارة سوريا ويستخلص التقرير ويثبت جملة من الحقائق للمرة الأولى تجاه الكرد ومنها الاعتراف بجغرافية ومناطق كرد سوريا في شمال وشرق البلاد وتقدير نسبتهم بنحو 10% من سكان سوريا ومخاطبة الحكومة السورية بلهجة ادانة موقفها المقاوم للتغيير ازاء تحسن معاملة الكرد في بلدان أخرى مثل العراق وتركيا وتتوجه المنظمة ذات المصداقية العالمية الى المجتمع الدولي وخاصة دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بممارسة الضغط على الحكومة السورية الى درجة مقايضة العلاقات بمدى تحسين وضع الكرد واجبار الرئيس الأسد على الاقرار بمشاركة الكرد في القرارات المؤثرة بمصيرهم وعدم عرقلة جهود الحركة السياسية الكردية لتنظيم شؤونهم والدفاع عن حقوقهم السياسية والثقافية واستخدام لغتهم علنا والاحتفال الرسمي بالعيد القومي – نوروز - .
لانبالغ اذا اعتبرنا ماجاء في التقرير متقدما بأشواط على مواقف التيارات العربية المحسوبة على المعارضة من قوموية واسلاموية ويسراوية على وجه الخصوص وأكثر دقة وتحديدا وجدية من الخطاب السياسي لبعض المجموعات الحزبية الكردية السورية وتحديدا التي لم ترد ذكر أي خبر عن نشاطاتها ومعتقليها كما المجموعات الأخرى التي ذكرت في سياق التقريروهو بكل ماجاء فيه يؤكد على استبدادية وعنصرية النظام الذي لن يجدي معه أية وسيلة سوى العمل على تغييره وهو ادانة غير مباشرة لسلوك المراهنين على اصلاحه أو – المتراكضين – لنيل رضاه وبركاته في السر . " للبحث صلة " 
 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.5
تصويتات: 8


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات