القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 548 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: تاثير التقنيات الحديثة على الفرد والاسرة

 
الأحد 23 تشرين الاول 2022


خالد بهلوي 

من الخواطر التي تشغل بال المهتم بالعلاقات الاجتماعية والقضايا الاسرية عموما والدراسات التي أنجزت في هذا المجال من باب التقييم وما يتعرض له الاسرة سلبا كان ام إيجابا فالحالة السلبية هي الغالبة وما يبدو للمراقب تفكك الاسرة نواة المجتمع لأسباب عديدة منها مباشرة ومنها غير مباشرة :لذلك لا يمكن للإنسان ان يعيش في غابة منعزلا عن الاخرين فالاختلاط لا يمكن تجاهلها ولا تجاوزها لحاجة الانسان الى مستلزمات المعيشة اليومية وحاجته للاستمرار بالحياة:
 حسب الواقع الذي نعيشه حتى الدول مهما تمايزت قدراتها وتعددت امكانياتها ستبقى عاجزة عن توفير احتياجات شعوبها بمفردها: لذلك لابد من التكامل الاقتصادي على كل المستويات : هذا ما أكده على سبيل المثال  احداث الحرب بين أوكرانيا وروسيا حيث ارتفعت أسعار المواد عالميا .واثرت على اقتصاد جميع دول العالم الغنية والفقيرة منها


سابقا اذا كان الفرد تربيته سليمة والبيئة التي تربى فيها صالحة وخالية من المشاكِل ينشأ محباّ متعاونا متسامحا مع الاخرين،
 بينما البيئة التي تفتقر إلى التربية السليمة وتفتقر في أساسها مفاهيم التعاون والاحترام، والالتزام بمبدأ الحقوق والواجبات فإنّ أفرادها في الغالب لا يتعاونون ولا يهتمون بالتواصُل مع الآخرين.
قديما كانت الحياة بسيطة وخالية من التعقيد بدون هذه التكنولوجيا المتطورة والأمثلة كثيرة فبساطة مجتمعاتنا النائية كقرانا كانوا يجتمعون في بيت كبير القرية كانت المحبة عنوانهم والصدق والتعاون هدفهم : وكانت الاسرة الواحدة تضم جميع الأولاد وزوجاتهم في بيت كبير يتسع للجميع . كان كبير الاسرة او القرية يحل المشكلات فلم يكن هناك حاجة الى مخافر ولا الى محاكم.
أهل الحي كانوا يسألون عن بعضهم البعض وإن غاب أحدهم يسارع الاخر للسؤال عنه. اما الان فالجار لا يسأل عن جاره وأحيانا يتوفى جاره وهو لا يعلم الا بعد فترة.  
كانت الحياة بسيطة والناس يعيشون حياة طبيعية ليس فيها مظاهر ولا نفاق ولا انانية مفرطة ولا احتكار للمواد ولا استغلال لحاجة الفقراء فضاقت سبل العيش عند عامة الشعب بسبب تحكم الطغاة وجشع التجار وخاصة تجار الازمات الذين استغلوا حاجة الانسان ليزيدوا من ارصدتهم بالبنوك.   
غلاء المعيشة الذي يعاني منه الكثير من الأسر جعل الأب والام منشغلان دائما لتغطية نفقات العائلة على حساب متابعتهم لأبنائهم في سلوكياتهم وهذا السعي الدائم أبعد العائلة عن الاشراف على تربية الأولاد وبدأت الأسرة تهمل عملية التربية الاسرية ولاسيما الأب الذي كان له الأثر الكبير في البيت عندما كانت الحياة بسيطة تتسم بالبساطة والعفوية.
 ارتفاع تكاليف المعيشة أدت الى عدم قدرة الشباب على الزواج وتأخر سن الزواج الذي انعكس بدوره على زيادة نسبة العنوسة وهذا بالطبع له انعكاساته الاجتماعية والاخلاقية الخطيرة على مستقبل الأجيال.  
أصبحت المظاهر المادية تطغى على علاقات الناس حتى بين افراد الاسرة الواحدة وظهرت كثير من حالات الفراق ضمن الاسرة الواحدة وتراجع مساعدة الناس لبعضهم البعض وأصبح الكل يبحث عن مصلحته وعن سبل تامين معيشته ومستقبل أولاده 
 
لم يبقى من الاسرة الا اسمها بيت خال من المشاعر لا جلسات لا مناقشات الكل منعزل عن الكل. الكل متصل مع الاخر خارج الاسرة في عالم افتراضي يعالجون هموم وينسجمون مع قصص حزينة وهمية ومشاكل الاخرين قد يكونوا وهميين ومزيفين   
الكل اصبح اسير الاعجابات والتفاعلات الاب كان يلتم حوله الاسرة تبدل دوره واصبح ضيف يدخل وبيده الموبايل يتفاعل مع احداث الأسبوع (حرب أوكرانيا مع روسيا ) وينسى ويتناسى واجبه الابوي:
 الام بعد ان كانت تملا البيت حنان وعطف أصبحت مشغولة مع عالمها الخاص وتحل مشاكل البنات وتنسى ان ابنتها قد تعاني من نفس المشكلات . لا يمر منشور والا تضع بصمتها كذلك الأولاد منغمسون في علاقات وصداقات اكثرها وهمية مزيفة تحولت علاقة الأبناء بالوالدين الى حضور وطعام ونوم لان الكل مشغول بموبايله. الجد أو الجدة الذي كان يحترمه جميع أفراد المنزل وينظر له بأنه بركة البيت   أصبح شخص غير مرغوب وجوده.  
:المحصلة انهيار القيم قيم المودة والمحبة بين افراد الاسرة الواحدة واصبح افراد الاسرة كأنهم ضيوف في بيت واحد.  اصبح طيب القلب ينعت بضعيف الشخصية بعد ان كان قدوة ومثل في المجتمع .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات