وجهاً لوجه مع نارين عمر الكاتبة والباحثة في الشؤون الاجتماعية وإلانسانية .!!
التاريخ: الثلاثاء 18 ايلول 2007
الموضوع: القسم الثقافي



حسين أحمد:
hisen65@googlemail.com

في ظل هذه التلاطمات السياسية والثقافية والاجتماعية والإنسانية الظاهرة والتي باتت لا تخفى على مخلوق في الحالة الشرقية الراهنة التي أوجدتها قوانين وأحكام ودساتير جائرة معظمها محملة بضغائن دفينة وهي تعمل باستمرار ضد إلانسان وكوامنه الروحية والأخلاقية والنفسية وفي جغرافيته التاريخية وعلى جل إمكاناته وطاقاته وحتى في حياته الشخصية , الغاية تعطيل دوره الفاعل والمنتج  نهائياً, وخاصة في شرقنا المتوحش.


مع هذا كله ثمة من يسلط الأضواء على كافة القضايا الإنسانية والحقوقية والاجتماعية والحضارية والاخلاقية سواء أن كانت من منظمات أو ربما من أفراد في تقديم الرؤية الموضوعية والشفافة عن الكرد في مساهماتهم الجليلة عبر تاريخ الشرق الطويل وخاصة في أعلاء شأن الإنسان خلال مفاهيم وتحولات ومواقف كثيرة التي تحدث هنا وهناك . وكل هذه الإشكاليات التي نحن بصدد التكلم عنها كان لابد من هذه المحاورة التي جرى وجها لوجه مع السيدة نارين عمر وهي إحدى الكاتبات والباحثات المهتمات في الشؤون الاجتماعية والإنسانية في سوريا لنقرأ في مآقيها الحزينتين الكثير من إلاشكاليات المثيرة في مشهدنا الشرقي والتي تعي قضايا الإنسانية منها قضية المرأة الكردية وما تتعرض لها من ضربات قاسية معظمها سياسية واجتماعية ودينية ونفسية والتي تستدعي منها المكاشفة الفاضحة لكي تتوضح الصورة الحقيقية أكثر وأوسع وأعمق.. لنبدأ معها بهذه السجالية الثقافية ولنقول لها .؟!
     
نارين عمر الكاتبة والباحثة في الشؤون الاجتماعية والإنسانية . ماذا تقول عن تجربتها في مجمل القضايا التي تهم الإنسانية بشكل عام والمرأة بشكل خاص ..؟!

أستاذ حسين أحمد, في البداية أودّ أن أوجّه لكَ تحيّة صادقة.أوّلاً لإتاحتكَ هذه الفرصة لي, كي أعبّرَ قليلاً عمّا تعيشه المرأة وتعانيه , وللثّقة الغالية التي منحتني إيّاها,وثانياً لاهتمامكَ الحثيثِ بالمرأةِ ومجملِ قضاياها. منذُ أن ولجتُ عالمَ الأدبِ والثقافةِ شغلتني هذه القضايا الإنسانيةِ والاجتماعيةِ وما تزالُ,لأ نّها قضايا لاتهمّ فئة دون أخرى, أو زمناً دون آخر,بل هي قضايا تهمّ البشر كلّ البشر,في كلّ زمانٍ ومكان.وستظلّ تشغلُ البشر وخاصة الملمّ منهم بالكتابةِ والثّقافةِ العامّة. فالإنسان بكلّ مراحله وأجناسه وفئاته العمرية والزّمنية يهمّنا, لأنّنا نعبّرُ عن ذاتنا بكلّ ما تحملُ من مشاعر وأحاسيس ظاهرة و باطنة. أمّا لماذا التّركيز على المرأة وقضاياها؟ فلأنّي لمستُ في نفسي بعض القدرة على التّعبير عمّا تحسّ به المرأة ماضياً وحاضراً,كوني امرأة أوّلاً , من خلال نفسي أستطيعُ التّعبيرَ عنها,وكوني مهتمة بالأدبِ والكتابة,أرى لزاماً عليّ أن أثيرَ قضايا المرأة بسلبياتها وإيجابياتها, وأعطي الصّورة الحقيقية عن المرأةِ للرّجلِ والمجتمعِ معاً,وأوضّحَ بجلاءٍ ما تريدُ المرأة من الرّجلِ,وما ترى لها من حقوقٍ عليه. فالمرأةُ تعي جيّداً أنّ الرّجل مثلها هو نسيج تراكمات المجتمع عبر العصور المختلفة بعاداته  وتقاليده وأنظمته المتعاقبة ولا تعدّه مطلقاًً المسؤول الوحيد عن الحالة التي وصلت إليها المرأة حاضراً أو ماضياً ولكنّها حين تخاطبُ الرّجل فلأنّها تعدّه قادراً بشكلٍ أو بآخر على مدّ يد العون والمساعدة لها لتتمكّن من النّهوض من سبات الكبت العميق الذي ما زالت الغالبية منهنّ تغرق فيه لأنّهما(المرأة والرّجل) يشكلان كلاً واحداً لا يمكن فكّ ارتباط أحدهما عن الآخر ولأنّ الرّجل ومن ناحية أخرى يبدو وكأنّه يتلذذ عوماً في خضمّ الحجج  والمبرّرات التي يسوّغها له المجتمع فيحاولُ أحياناً إظهار نوع من السّطوة وإبراز الذات أمام نصفه الآخر,أو يغضّ الطّرفَ عن الحلقة المفرغة التي تدورُ في رحاها وهنا تكمنُ المشكلة الحقيقية التي تُظهِر ُكليهما يبدوان وكأنّهما على طرفي نقيض من الآخر.  المطلوب هو إعادة صياغة العلاقة إن لم نقل السّعي لتأسيس علاقةٍ جديدة بين الاثنين كي يؤسّسا معاً جيلاً خالياً من عُقَدِ السّنين المتراكمة ليكون هذا الجيلُ النّواة الرّئيسة في خلق أجيالٍ قادمة.).ليقودنا هذا إلى الإقرار بأنّ عجلة الحياة لا تدور باتزان نحو التّطوّر والتّقدّم إذا  أدارها نصفٌ بشريّ دون الآخر.

ما سبب خوضك في هذين المجالين اقصد الشؤون الاجتماعية و قضايا الإنسانية..؟! وكيف جاءت نارين عمر هذه العوالم المليئة بالمشاهدات المؤلمة والموجعة . كما يبدو للكثيرين بأنها خاسرة حتماً كما هو الشرق الخاسر..؟!هل لأنها امرأة وتريد الدفاع عن مجتمعها بأنانية فاضحة في ظل المفاهيم إلانسانية أم أنها تحمل في أغوارها مشروعاً ثقافياً نهضوياً إنسانياً ومعرفياً وتريد الخوض فيه.. أين هي نارين عمر من كل هذه القوانين والدساتير الجائرة المنفذة .. بحق الإنسان عامة ..؟!بحق المرأة الكوردية خاصة... ؟!بحق الطفولة الكوردية البريئة.. ؟!بحق الطبيعة الكوردية..؟! بحق المجتمع الكوردي بجميع مكوناته الثقافية والإنسانية والأخلاقية والفنية والروحية والعاطفية..؟! إلى أين تمضي نارين عمر مع وجود كل هذه القوانين التي تتغير حسب القوة المهيمنة في كوكب الأرض سياسياً اقتصادياً اجتماعياً دينياً خاصة فيما تعني قضية المرأة وحقوقها الإنسانية والثقافية والمدنية المهدورة..؟؟ نارين عمر...!! هل أنت راضية عن جميع القوانين والدساتير المتداولة الآن بخصوص المرأة وخاصة الجانب الحقوقي لها..؟؟ وهل يا ترى بأنها منسجمة مع منزلة المرأة كإنسانة فاعلة و متفاعلة..؟! ماذا بعد هذا الجدال وهذا الاضطهاد وهذه النجاعيات وانين البراري الاوركيشية في غياب ملكها( طوب كيش ) بعد خمسة الاف سنة قبل الميلاد ..!! يا نارين عمر .؟! 

 في الحقيقةِ, هذان المجالان هما اللذانِ جعلاني أسبرُ أغوارهما بعمقٍ, وأجوبُ معهما عوالم الإنسانِ ككلّ والمرأةِ بشكلٍ خاص, لأنّني قبلَ كلّ شيء كائنٌ موجودٌ أنتمي إلى الخليّةِ البشريةِ المتميّزةِ عن سائرِ الكائناتِ الأخرى بالعقلِ والضّميرِ والعواطفِ الشّاعرةِ والمحسوسة.ولأنّ القدرَ شاءَ واختارني امرأة,خُلِقتْ في عالمٍ محاطٍ بأغلالٍ وقيود من كلّ الجهاتِ والمنافذ ِومتسربلة بزيٍّ مرصّعِ الأشكالِ والألوان يسمّى بالعاداتِ والتّقاليدِ والأعرافِ الاجتماعيةِ, أجهدتْ في سبيلِ خلقها مدارك ومفاهيم بشرية,ضمنَ منظومةٍ صارمة الحكم والقرار, يسمّى ب(المجتمع) وتتفرّعُ عنه مصابّ وأنهارٌ لا تُحصى تغمرنا بمطلقِ قرارها,وعنيفِ اضطهادها.
أخي الكريم, عندما نحاولُ الخوضَ في مثلِ هذه الأمورِ والقضايا, يغمرنا الاستغرابُ وتهدّنا الدّهشةُ من الازدواجيةِ الفاضحةِ التي نعيشها نحنُ البشر,المتقمّصة في قوقعةِ أمرينِ لا ثالثَ لهما:( القانونُ والعادات والتّقاليد).وكأنّهما ضدّان صديقانِ يتحكمانِ بنا, بل يتلاعبانِ بنا كيفما يشاءانِ!! فمعروفٌ لدينا جميعاً كبشر,القوانين والمعاهدات والاتفاقاتِ العالمية والشّخصية والرّسمية عن حقوقِ الإنسانِ ككلّ,وحقوقِ كلّ جنسِ وفئةٍ وملةٍ خصوصاً.( حقوق المرأة,حقوق الطفل,حقوق المضطهد,المغلوب على أمره,وعلى الرّغم من ذلك نحتكرُ كلّ هذه القوانين التي أبدعتها ساحة وعينا وشعورنا,نحتكرها في قوقعةِ لاشعورنا,وفي غفوةِ ضميرنا.وكذلك الأمر بالنّسبة للعاداتِ والتّقاليد,فقد أبدعنا القيّمَ والإيجابيّ منها الكثير,ولكنّنا آلينا على أنفسنا في خلقِ أضدادها,تماشياً مع مقولتنا المشهورة( الكونُ قائم على الأضداد,أو على صراع الأضداد) وكلّما حاولنا أن نصادقَ الجيّدَ منها,نفعلُ العكسَ,ومبرّراتنا جاهزة مطبوخة: المجتمع,نعم المجتمع لا يرحم, وكأنّنا جميعا لا نشكّلُ هذا مايسمّى بالمجتمع. ولاشكّ أنّنا ككرد,كشعب ينضوي تحتَ ظلالِ هذه المنظومةِ البشرية,نعاني ما يعانيه غيرنا من البشر,ولكن يبدو أنّ العناية الإنسانيةِ والبشريةِ قد وهبتنا جرعاتٍ زائدةٍ من الاضطهادِ وسوء الطالعِ ونكرانِ الحقوق,وأذاقتنا من مرارةِ الحياةِ ما يقارب من نصفها. وهناكَ أمرٌ هامّ يجب أن نتنبّه إله دائماً يتلخّصُ في اعتقادنا بأنّ جزءاً من البشر,أو بعضهم فقط يعاني من الغبن والاضطهاد الاجتماعي والفكريّ والحقوقيّ وغيره,بل نستطيع أن نتأكدَ من أنّ مجموعَ البشر,في كلّ مكانٍ وزمانٍ وأرض يعانون منها وإن بنسَبٍ متفاوتة.إذاً فالمسألة لا تتعلّقُ بقطرٍ أو دولةٍ أو فئةٍ أو مجتمع دون آخر,بل هو ظلمٌ جماعي,وغبنٌ جماعي.فالقضية عالمية بامتيازٍ. وقد أكدتُ على ذلك في مقالةٍ لي بعنوان( الأمم المتحدة والعنف ضدّ المرأة) كتبتها ردّاً على ما جاء في تقرير الأمم المتحدة لعام 2006 حول العنف العالمي ضدّها:(  أبدى الكثيرُ استغرابه ودهشته ممّا ورد في نصّ تقرير الأمم المتحدة لهذا العام حول/العنف الأسري الذي أكّدَ على تصاعد العنف ضدّ المرأة وأنّ الانتهاكات بحقّها قد وصلتْ إلى الدّرجة المئويةِ 100% كما أكّدَ على أنّ كلّ النّساء في العالم يتعرّضنَ للعنف والتّعذيب ولكن بأساليب وأشكال مختلفة ومتباينة ومن أبرز ا الأرقامِ الأخرى التي لفتت الأنظار أنّ/80% من النّساء طلبن الطّلاق ولكنّ طلبهنّ قوبل بالرّفض من قِبَل الأزواج  تلذذاً بتعذيبها وإذلالها,وأنّ/40% منهنّ يضطرّ أزواجهنّ للهجرة بغية العمل فيقمن بالأعمالِ التي كان من المفترض أن يقوم بها هم بالإضافة لقيامهنّ بالأعمال الملقاة على عاتقهنّ. وتساءلَ كلّ مَنْ أبدى استغرابا و دهشةً هل حقاً هناك عنفٌ يُمارَسُ ضدّ المرأة وهي التي باتتْ تتمتّعُ بكلّ حقوقها وفي مختلف الأصعدة؟؟وخاصة وممارسة الفتوات ولعبة العضلات عليها). أمّا إن خسرنا رهاننا معها أم لا؟؟ فأظنّ أنّ الأملَ سيظلّ يسعى لإنجاحها وتحقيقِ كلّ إيجابيّ وخيّرٍ فيها.لأنّ الشّر مهما ادعى بتغلّبهِ علينا, يظلّ الخيرُ هو المنتصرُ دوماً.بالتأكيد كامرأة لستُ راضية عن القوانين المجحفة بحقّ المرأة,وأسعى لترسيخ العادلة والإيجابية منها.

نارين عمر..؟؟ برأيك وأنت كاتبة وباحثة في المجالات الاجتماعية والإنسانية و الحقوقية معا ما هي المصاعب والمتاعب والعراقيل التي تواجه المرأة الناشطة في مجتمع ذكوري .؟! وكيف تتحركين داخل المساحة الموجودة..؟!أين هي نارين عمر من هذه القوانين الذكورية في مجتمعا ذكوريا حتى الغرق ..؟! في مجتمع تذبح فيه المراة كما تذبح الشاة في المسالخ الشرقية بدواعي الشرف والكرامة والناموس وغسل العار أين أنتِ من هذا الجرم الصارخ المفجع وهذا الهتك الفاضح للمرأة الكوردية في الراهن الكوردي..؟!

نعم أخي, المجتمعُ كان وما يزالُ للأسف الشّديدِ مجتمعاً ذكورياً ,لا يرى في المرأة إلا ما يحقّقُ له بقاءهُ كمنجبةٍ للجنسِ البشريّ, وما يحقّقُ له رخاءه وهدوءَ بالهِ,وصفوة عيشه,كمربية وعاملة نشيطة في البيتِ وخاصة في الرّكن الهامّ منه المطبخ,وما يرضي رغباته كمحتكرٍ لمعظمِ المشاعرِ والأحاسيسِ والقدراتِ العقليةِ والفكريةِ والجسدية كعاشقةٍ وزوجة.وما يتحمّلُ من هفواته وزلاتِ لسانه وقدمه,كأمّ تظلُ تدافعُ عنه وتقدّسه بكلّ طباعه وعلاته. أمّا الصّعوباتِ التي أعاني منها,فهي نفسها التي تحاصرُ تحرّكات كلّ امرأةٍ تحاولُ العملَ في دائرةِ السّعي لتغييرِ الوضعِ السيئ للمرأة,وقهرِ القوانينِ والثّوابتِ القابعةِ في ذاكرةِ العاداتِ والتّقاليدَ والمفاهيمِ المتوارثةِ والمورثّةِ كذلك,والتي تجلبُ لها الغبنَ والظّلم وتقيّدها من كلّ الجهات,وبالمقابل السّعي الحثيثِ للإبقاءِ على القيّم والنّفيسِ منها,والعمل على إيجادِ الكثيرِ الكثيرِ منها. أمّا بالنّسبةِ لمسألةِ الشّرفِ والمرأةِ وجرائم الشّرف فقد كتبتُ الكثير عنها,واسمح لي أن نستعرضَ مقاطعَ من مقالةٍ طويلة كتبتها أتحدّثُ فيها عن جرائم الشّرفِ بإسهابٍ:ما الذي جعلَ ويجعلُ الحديثَ عن جرائمِ الشّرف يشغلُ بالَ مجتمعاتنا الشّرقية, حتى باتَ الحديث الأهمّ والأوّل في وقتنا الحاضر؟ما هي العوامل المهيّأة لخلق مثلِ هذا الجوّ الغامضِ,المبهم؟والذي كان من المفترض بنا أن نكونَ قد تجاوزناه..؟! لماذا يُثارُ هذا الموضوع في هذه المرحلةِ تحديداً؟؟! من الذي يدعمها, ويغذيها؟ مَن الذي يخلقُ لها الغطاءَ الشّرعيّ والقانونيّ؟! أسئلةٌ واستفساراتٌ هامّة, يجبُ أن نتوقفَ عندها طويلاً ومطوّلاً,نناقشها,ندرسها بجدّيةٍ, نغوص إلى عمق هذه المسألة, المعقدةِ والمتشابكة كتشابكِ الأخطبوطِ ,والإجابة على مثل هذه الأسئلة والتوقف عندها, لا يتطلبانِ جهد فردِ أو أفرادٍ معيّنين, بل بحاجةٍ إلى جهودِ كلّ أفراد المجتمع القادرين,بكلّ  فئاتهم  ومستوياتهم وشرائحهم. السّؤالُ الأهمّ المطروح بقوّةٍ: ما هي الوسائل التي علينا أن نتبعها,والسّبل التي علينا أن نسلكها,لنوجدَ الغطاءَ القانونيّ والشّرعيّ للحدّ منها أوّلاً, بغية السّيطرة عليها نهائياً فيما بعد؟؟!! قبلَ الدّخول إلى صلبِ الموضوع لابدّ لنا من الوقوفِ قليلاً على لفظةِ الشّرفِ لغوياً, واصطلاحياً, وتحديداً شعبياً ومجتمعياً. الشّرف بمعناه اللغوي يعني: العلوّ والسّمو. نعم, لغة: الشّرفُ يعني الرّفعة والشّموخ عن كلّ ما هو عكس هاتين المترادفتين,وهذا يعني أنّ مَنْ سمّى المرأة شرفاً,ربّما كان يودّ أن يمنحها المكانة السّامية والعالية التي تليقُ بها,كونُها النّصف الآخر المؤسس لكينونةِ الكائناتِ كلّها,وخاصة العاقلة,الواعية منها. أمّا المعنى العام والشّعبي للشّرف,وعندَ عموم البشر فتعني أوّلاً المرأة(أختاً وابنة وزوجة) بالإضافة إلى بنات الأخ والأخت,والعم والخال, وانتهاءً ببناتِ العائلة والعشيرة . والرّجلُ الشّرقيّ عندما يلفظُ مفردة الشّرفِ أو العرض,فإنّ أوّل ما يقفزُ إلى باله لفظة  المرأة, وهذا الأمر لم يأتِ لفكره من فراغ,بل هو نتيجة تربيةٍ وتكوينٍ وتنشئةٍ تبدأ معه منذ السّنواتِ الأولى من وعيه,وتنتهي بانقضاءِ المدّةِ الزّمنيةِ لعمره المديد أو القصير. لابدّ عند خوض مثل هذا الموضوع الهامّ جدّاً والحسّاس, أن نتوقفَ عندَ المجتمع الكردي,وطريقةِ تعامله معه. ووفقَ ما وصلتنا من مصادرَ شفوية أو مكتوبة,فإنّ الشّعبَ الكردي كان من الشّعوبِ التي تولي اهتماماً كبيراً بالمرأة, وأنّه كان يعاملها معاملة حضارية وراقية,منبثقة من رحم الإنسانيةِ والتّعاطفِ والوئام,وأنّها حتى من النّاحيةِ الدّينيةِ كانت تتمتّعُ بمكانةٍ سامية على عكس ما كانت تعيشه المرأة في بعض المجتمعاتِ الأخرى,ولكنّ هذا الشّعبَ-وللأسفِ الشّديد,ونتيجة امتزاجه واحتكاكه المباشر مع الآخر, ومن خلال مختلفِ جوانب الحياةِ والعيش,قد اكتسبَ منهم عاداتٍ وأكسبهم عاداتٍ كذلك,وذلك كنتيجة طبيعية لما تسمّى بعمليتي (التأثير والتأثّر) وللأسف كان حظ المرأةِ الكرديةِ أن يوقعها في خانةِ العاداتِ السّيئةِ أو السّلبية,والتي ما زالتْ تلقى صداها المدوّي حتى يومنا هذا,بل وأكثر دوّياً اليوم عن ذي قبل. على كلّ حال وعلى سبيل المثال لا الحصر سأكتفي ببعض الأمثلة من تاريخنا القريبِ الممتدّ على طول عشراتِ الأعوام لا مئاتها. فقبلَ عشراتِ السّنين,والتي تعدّ بالنّسبةِ لنا, أو حسبما رُسّخَ في أذهاننا ومداركنا,كان الشّاب الذي يخطفُ فتاة يُعتَبَرُ بطلاً,لأنّه كان يُنظَرُ إليه على أنّه مخلصٌ في حبّه,وشهمٌ لم يكن يلعبُ على مشاعر الفتاة ولا بعواطفها, لأنّه تحدّى العالم كلّه, الذي وقفَ في طريق تحقيقِ سعادته الكامنة في تعايشه مع حبيبته لينتصرَ لحبّه النّقيّ الطاهر. وفي كثيرٍ من الأحيان يتحوّلُ إلى بطلٍ شعبيّ يتهافتُ المغنّون والمنشدون على تخليدِ ذكراه مع حبيبته في أغانيَ ما زالتْ خالدة,يردّدها جيلٌ إثرَ آخر. أمّا الفتاة المخطوفة, أو لنقل الخاطفة كانت تعيشُ فيما بعد حياتها العادية,وتعودُ إلى أحضان أهلها وأفرادِ أسرتها(طبعاً بعد تدخلاتٍ ووساطاتٍ حثيثة من أهل الخير). والأغاني التي كانت تؤدّيها الفتاة على مَنْ تحبّ وتهوى كثيرة(بغضّ النّظر إن كانت هي مَنْ ألّفتها ولحّنتها) ولكن هذا يدلّ دلالة واضحة على أنّها كانت تتمتّعُ بقدرٍ لا باسَ به من حرّيةِ الحبّ واللقاءِ والوصال مع مَنْ تحبّ,وقد تكونُ هذه الأغاني والأناشيد هبة من بعضِ الرّجال,لتكونَ بمثابةِ تنفيسٍ للمرأةِ عن مكابداتها النّفسيةِ والعاطفيةِ والاجتماعيةِ,فأينَ رجلُ اليوم(الذي ما يفكّ يشهرُ سهمَ الدّيمقراطيةِ والثّقافةِ والوعي الاجتماعي والسّياسيّ والدّينيّ و..و... على الملأ بمناسبةٍ وبدون مناسبة) أينَ منه ورجل الأمس القريبِ أو البعيد؟؟!! بعودةٍ سريعة إلى معنى الشّرف والذي يعني/ السّمو والعلوّ/ لماذا تحوّلَ الشّرفُ عن معناه الحقيقيّ والأساسيّ, وانحصرَ كلّه في كائن اسمه//الأنثى/؟!!والمضحك المبكي في الأمر أنّه حتى بعضُ الحيواناتِ والنّباتاتِ أيضاً لم تفلتْ من قبضة ما يسمّونه الشّرف حينَ نجدُ بعضاً من البشر يتساءلُ بدهشةٍ وإعجاب: (سبحان الله كم هو غالٍ وعزيزٌ هذا الشّرف,فحتى الحيواناتُ تدركُ معنى أن يدافعَ عن شرفه,فالذكرُُ الفلانيَ يدافعُ عن أنثاه حتى الموت, لا لشيء إنّما لإدراكه معنى الشّرفِ والكرامة).  وثانياً-لماذا لا يُنظرُ إلى الرّجل أيضاً على أنّه شرفُ المرأة وعرضها( انطلاقاً من منزلةِ السّمو والعلوّ التي يحتلها الرّجلُ لدى المرأة)؟؟ والذي يرتكبُ خطأ أخلاقياً –كما يسمّونه-لماذا لا يكونُ من حقّ المرأة أيضاً أن تعاقبه العقاب الذي ينصّ عليه عرفُ المجتمع وقانونه,والذي بدوره يُطبّقُ بحذافيره على المرأة التي هي في وجهةِ نظرهم مخطئة,كأن تقتله,أو تطرده من البيت لمدةٍ زمنية,أو تطلقه؟؟!! ثالثاً-لماذا لا تثورُ ثائرة الأسرة والعشيرة والحارة حينما يقعُ الذكرُ في مثل هذه الهفوات, فتقتله أو تصلبه أو تحبسه, كما تفعلُ بالأنثى, وبذلك تطهّرُ شرفَ الأسرة من دنسه,على اعتباره شرفها وعرضها؟؟!! وإذا كنّا نستطيعُ وبكلّ سهولةٍ ويسرٍ أن نقتلَ الفتاة الخاطئة,رمياً بالرّصاص,أو نحراً أو شنقاً,أو نتطرّقَ إلى أساليبَ قائمةٍ على التخفي والتّستّر التّامّين على فعلتنا.وإذا كنّا نرى فيها العار كلّ العار, والعيب كلّه, حتى ما زلنا نشبّهها لحدّ هذا اليوم بـ (الحيّة ,أو بالعدوّ الذي يظلّ يهدّدُ دعائمَ البيت بالانهيار والهدم) فلماذا لا نقفُ بجدّيةٍ وصرامةٍ أمام تشكّل البذرةِ الأولى لمثل هذه الجرائم؟!! ولماذا نهيء للفتاة الظروف والأجواء الممكنة لارتكاب مثل هذه التّصرّفات التي ندخلها في خانة الكفر المطلق,والعار المطلق؟؟

كيف تدافع نارين عمر عن حقوق الإنسان و المرأة معاً , وهي بالأساس كامرأة مضطهدة – مغبونة- مقهورة  في المجتمع , وتتعرض لعذابات كثيرة ..؟!

 أحاولُ أن أشاركَ الآخرينَ في كشفِ  النّقابِ عن الجوانبِ المظلمة في حياةِ المرأةِ,وحياةِ الإنسانِ ككل, والطفلَ والشّاب منهم تحديداً,لأنّ هذين هما بأمسّ الحاجةِ إلينا كي نفهمهما ونوفّرَ لهما الأرضية المناسبة التي تمكّنهم من التّأقلمِ مع عوالمِ الواقعِ الجديدِ الذي يعيشانه.طبعاً ضمنَ الإمكانياتِ المتاحةِ لي,وأحياناً أحاصرُ نفسي في دائرةِ ضغوطٍ قاسية لأتمكّن من التّوصّلِ إلى ما أجدُ فيه المصلحة العامّة.فهناكَ الكثير من الأمور القانونيةِ والشّرعية التي تتعلّقُ بالمرأة, ونكون على جهلٍ تامّ أو شبه تامّ بها.وهذه المهمّة تقعُ على الرّجلِ والمرأةِ معاً, و خاصة المتعلّم والدّارس منهم.وعلينا أن نعرّفَ المرأة بحقوقها,ونساهم معها في تمحصّ مكنوناتها ,لتعرفَ جيّداً ما لها وما عليها,وتمارسَ حياتها ضمنَ دائرةِ هذه الحقوق. وهنا سأعرجُ على بعضِ ما تتعرّضُ له المرأة في مجتمعنا, وفي معظمِ مجتمعاتنا الشّرقية منها في مجال العمل والتّربيةِ ورعايةِ الطّفولة.ِ فإذا توقفنا قليلاً عندَ المرأة العاملة,وأقصدُ العاملة خارج المنزل, سنجدها  تعاني الأمرّينَ في عملها,فهي تعمل خارج المنزل كما الرّجل تماماً,وتعاني ما يعانيه هو من مشقاتِ العمل.وحينما تعودُ إلى البيتِ تبدأ بممارسةِ عملها كأمّ وزوجة ومربيّة وربّة بيت,وإذا ما أبدت بعض التذمّرِ من هذا العملِ المضاعفِ,فقد يأتيها الرّد الصّاعق: ومَنْ أجبركِ على العملِ خارج البيت؟أنتِ مَنْ اخترتِ  هذا  الطّريق الشّاق؟!أمّا الرّجل فيكتفي  بعمله خارج البيت ,وحين يعود إليه,يمارسُ سلطته كرجل لا يجوزُ أن يقتربَ من المطبخ  إلا إذا أنعشَ مذاقه بلذيذِ الطّعامِ والشّرابِ . وإذا تجرّأ أحد الرّجال وساعدَ زوجته في عملِ البيتِ أو شاركها,فالويل ثمّ الويل له حيثُ يُتهم من قِبَل المجتمع بالجبان  أو الخائفِ  أو العبد الواقعِِ تحتَ سيطرة زوجته.  الرّجلُ غالباً ما يقبلُ عملَ المرأة تبعاً لوضعه الاقتصادي لأنّ معظم  الأغنياء أو من ذوي الدّخل الجيّد أو المتوسط ,يرفضونَ عملَ زوجاتهم خارج البيت,بل ويشترطون على الفتاةِ المتعلمة والحاصلةِ على شهادة وأهلها أثناء الخطبة بضرورة موافقتهم على الجلوس في البيت وعدم المطالبة بالعمل,ويبرّرونَ ذلك بأنّهم ليسوا بحاجةٍ إلى راتبهنّ. إذاً فمعظمُ النّساء يعملنَ خارج البيت لأجل كسبِ المال,وللمساهمة في إعالةِ الأسرةِ,وليس اعترافاً من الرّجلِ أو المجتمعِ بقدراتهنّ ومقدرتهنّ العقلية والفكرية والعملية,ولا ليؤسّسَ لهنّ العملُ كيانهنّ الخاص بهنّ .وحتى تعليم الأطفالِ كذلك يقعُ على عاتقها. فحرّي برجالِ اليومِ أن يعوا لهذه المسألة. في كتابه(أصل الكرد)يوردُ باسيلي نيكيتين رأياً لمينورسكي يقول: (إنّ الكردَ يعتبرون من بين الشّعوب الإسلامية أكثرها تفتّحاً في الموقف من المرأة)    ويتابعُ(وليس من عادةِ الكرد الحدّ من حرّية نسائهم ذلك أنّهنّ فاضلات مع تأنّقٍ ولباقة وبشاشة).أمّا توماس بوا فيوردُ في كتابه(تاريخ الكرد) ترجمة محمد تيسير بدرخان قولاً(لا نغالي أبداً إذا قلنا إنّ المرأة الكردية تتمتّعُ بالحرّية أكثر بكثير من أخواتها في البلاد الإسلامية الأخرى. فإذا كان الرّجل الكردي وقتئذ وعلى الرّغم من كلّ ما رُسّخ في ذهنه ونفسه من عاداتٍ  ومفاهيمَ دينية واجتماعية وفكرية على ذلك المستوى الرّفيع من الوعي بواقع المرأة فما أحوجنا إليه اليوم ونحن نعيشُ عصراً يكاد يكون مغايراً ومن مجمل النّواحي عن كلّ العصور التي مرّ بها البشر. (هذا إذا علمنا أنّ هذين الكتابين قد ألفا خلال الثلث الأوّل من القرن العشرين).

كل القوانين والدساتير والشرائع لم تعطي المرأة حقوقها المطلوبة كإنسانة كيف تنظرين إلى ذلك , وخاصة أنت ناشطة في قضايا الاجتماعية والإنسانية وتعملين في ظل هذه الدساتير التي ظلمتك بالذات ..؟! ماذا تقول نارين عمر عن هذا الظلم وهذا الهتك الإنساني وهذه الأنانية المفرطة بحق المرأة بحق هذه النيزكة الإلهية..؟! ماذا بعد هذا الكلام الصارخ يا سيدتي في هذا الزمن الممنوع ...!!

اسمح لي أستاذ حسين أحمد أن أؤكّدَ لكَ أنّ القوانين الصّادرة بحقّ المرأة ليست كلها جائرة,ولا كلّها مجحفة ,سواء القديمة منها أو الحديثة,ولكنّ جهلنا بهذه القوانين وخاصة نحنُ النّساء هو الذي يضفي عليها سمات الإجحافِ والجور,ولهذا مسبّباته وعوامله الكثيرة والمتعدّدة وقد يكون لسيطرةِ المجتمع الذكوري بعض الأثرِ في ذلك.بالإضافةِ إلى قوّة تأثير العادات والأعرافِ وإحلالها محلّ القوانين لدى مجمعاتنا. وسوفَ أكتفي بعرضِ بعضٍ منها ينصّ عليها قانون الأحوال الشّخصيةِ في سوريا. ولنبدأ من مسالة الزّواج والطّلاق: فمن شروط انعقاد عقد الزّواج  :ركن الزّواج وهو الإيجابُ والقبول.أي توافق إرادتي الخاطبين,أو من يمثّلها بالزّواج.ومن عناصر الزّواج:العاقدين,أي توافر شرطي العقل والرّضا لدى الطّرفين,ومحلّ العقد:أي شرعية أن تكون المرأة حلاً للرّجل,وأن يكون الرّجل حلاً للمرأة.ومن حقوق المرأة الزّوجة على زوجها ما نصّت عليه المادتان( 65-69): على الزّوج إسكان زوجته في مسكن أمثالها. – ليسَ للزّوج إسكانَ أحدٍ من أقاربه  مع زوجته سوى ولده الصّغير غير المميّز,إذا ثبتَ إيذاءهم لها. أمّا النّقطة الهامّة الأخرى فهي التي تتعلّقُ بالطّلاق:فالمعروف لدينا كنساءٍ ورجال أنّ المهر يكون من حقّ المرأة إذا طلّقها زوجها, أمّا إن طلبتْ هي الزّواج فلا يحقّ لها أن تحصلَ على شيءٍ من مهرها.ولكنّ هذا الأمرَ مخالف للقانونِ و الشّرعِ تماماً.لأنّ المادة/51/ من قانون الأحوال الشّخصيةِ تنصّ على أنّه( يجبُ للزوّجةِ المهرِ بمجرّدِ العقد الصّحيحِ, سواء أسمّيَ عندَ العقد,أم لم يسمّ أو نفيَ أصلاً). فالخدعة التي تقعُ فيها المرأة وأهلها وفئاتٍ كثيرةٍ من المجتمع,والتي يساهمُ في حدوثها بعض رجالِ الدّين الذين لا يفقهونَ من الدّينِ إلا ظاهره,أو الذين يتماشونَ مع أنانيتهم  الذكورية ,فيحكمونَ على المرأةِ في مسألةِ الطلاق ما يخالفُ الشّرع والقانون.لأنّهما أي ( القانون والشّرع) ينصّان صراحة على أنّه يحقّ للمرأة أن تطالبَ بالطّلاق,وعندَ ثبوتِ الطّلاق يحقّ للمرأةِ الحصول على أشيائها الجهازيةِ ( موبيليا,فرش,أدوات منزلية وكهربائيةٍ و...غيرها).بالإضافةِ إلى مصاغها.أمّا مؤخّرها فيعتمدُ على نسبةِ المسؤولية في التّسبّبِ بالطّلاق,وهذا يعودُ إلى الحقائق المقدّمة وقناعة القاضي.وكذلك التّعويض عن الطّلاقِ التّعسّفي.بالإضافةِ إلى معالجة موضوع تعدد الزوجات, وعدل سن أهلية الزواج بما يتفق مع مصلحة الصغيرة. وتطرّق إلى التفاوت الكبير بين الزوجين,بحسبِ القانونِ /34/لعام/1975/والمعدّل أصلاً عن قانون/1953/. ولكنّ ومع وجودِ مثلِ هذه القوانين الإيجابية قوانين أخرى سلبية ومجحفة بحقّها مثل: حقّ الحضانة ,وعدم أحقيّة المرأة باصطحابِ أطفالها دونَ سنّ ال/18/ في السّفر دون موافقة زوجها,وقانون العقوباتِ الذي يميّزُ في التّعامل بين المرأة والرّجل في قضيةِ ما يسمّى بالزّنا,على الرّغم من تأكيد القرآن الكريم على تطبيقِ هذه العقوبةِ على الاثنينِ معاً. وسوف أركّزُ على مسألة الحضانة لأنّها تعدّ أخطر وأقسى قانون ممكن أن يُمارَسَ ضدّ المرأة, الأمّ: فالقانونُ يعطي المرأة الحقّ بالاحتفاظِ بأولادها,واحتضانهم إذا حصلَ طلاقٌ بينها وبين زوجها,والزّوجُ ملزمٌ بدفعِ نفقةِ الأولادِ إلى سنّ معيّنةٍ,ولكن بعدَ هذه السّن يحقّ للزّوجِ الأبِ المطالبة بحضانةِ الأولادِ قانوناً.ونتساءلُ بحرقةٍ: لماذا هذا الإجحافُ بحقّ هذه الأمّ التي أفنتْ أجملَ سنينِ حياتها في سبيلِ تربيتهم,وفجأة تجدُ الدّارَ خالية إلا من ذكرياتهم التي لا تسبّبُ لها سوى الأسى والحزن.و هي الآن بأمسّ الحاجة إليهم بعدَ أن كبروا واجتازوا أصعب مراحل عمرهم, وكذلك هم يكونون بحاجةٍ ماسةٍ إليهم. بينما الزّوجُ الأبُ,فيكونَ قد تزوّجَ بأخرى,وأسّسَ أسرة جديدة,وأنجبَ أولاداً أخَرَو عاشَ حياته في هدوءٍ وطمأنينةٍ. لذلك فإنّني أضمّ صوتي وبكلّ قوّةٍ وعلو إلى أصواتِ كلّ المناهضين لهذا القانونِ وأمثاله, وأطالبُ بإنصافِ المرأة إنصافاً حقيقياً, وذلك بإجراءِ تغييراتٍ جزئيةٍ أو جذرية على كلّ قانون يحرمُ المرأة من حقوقها التي وهبتها كلّ الأديان والشّرائع السّماوية وغير السّماويةِ أيضاً.و خاصة ونحنُ نعيشُ هذا العصرَ المعروفَ بالتّطوّرِ والازدهارِ من كلّ نواحي الحياة.

كيف تفسر نارين عمر كامرأة ناشطة في المجالات الاجتماعية والإنسانية  فحوى هذه الآية الكريمة :(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض, وبما أنفقوا من أموالهم ) وفي أية أخرى : (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف , وللرجال عليهن درجة). وحديث للرسول (صلى الله عليه وسلم) :(لا خير في امةٍ ولو أمرهم إمراة)

قبلَ الإجابة على هذا السّؤال , أودّ أن أوجّه شكري الجزيل للشّيخ المحامي نواف أحمد, وللمحامية الأستاذة نجاح هوفك , وللمحامي الأستاذ عدنان سليمان على مساهمتهم في الإجابة على هذه الاستفسارات من النّاحيتين القانونية والشّرعية.ولأنّني أحببتُ أن أعطي هذه الإجابة حقّها فقد استشرتهم. وقد أجابَ الشّيخَ المحامي نوّاف أحمد عن  مضمون الآيتين, وطبعاً رأيه مستندٌ إلى الشّرعِ الإسلامي: المعنى في كلمةِ القِوامة, هي قوامةُ المنزلِ والأسرة, وإنّ هذه الآية تتحدّثُ عن الأصولِ والقواعدِ التنظيميةِ والإداريةِ الخاصّةِ بشؤونِ الأسرة, وكانَ من إرشاداتِ القرآنِ الكريم أن يكونَ الإشرافُ والتّوجيه وإدارةُ شؤونِ الأسرةِ والقيام بأعبائها من خصوصيّةِ الرّجلِ دون المرأة. والقوامةُ تعني في أبعادها الموضوعية,قوامةُ رعايةٍ وشفقةٍ وتنظيمٍ, لا قوامة تسلّطٍ وقهرٍ وتحكّمِ طرفٍ بآخر. والمرأة مكلّفة بتربيةِ الأولادِ, وتدبيرِ شؤونِ البيتِ, ولا يجوزُ للرّجلِ الاعتداءَ عليها أو التّحكّم بها, لأنّ هذا يُعتَبَرُ حكماً صارخاً). أمّا بالنّسبةِ للآيةِ الثّانيةِ فيقول: ( الدّرجة, تعني هنا المنزلة.وهذه الدّرجة من مزايا الرّجل, كونه المسؤولُ عن الإنفاقِ المالي على المرأةِ, والمتكلّم باسم الأسرة,والمدير لشؤونها,وتحمّلِ تبعاتها...). ويقولُ ابن عبّاس( إنّ الدّرجة, إشارة عن حضّ الرّجلِ على حسنِ العشرةِ, والتوّسّعِ على النّساءِ في المالِ والخُلُقِ). أمّا الحديث, فيؤكّد الأستاذ نواف على أنّه صحيحٌ,رواه البخاري وأحمد والتّرمذي من حديث أبي بكر.ولكنّه أوردَ مناسبته كذلك, وتتلخّص في التّالي: (قالَ الرّسول الكريم هذا الحديث عندما هلكَ شيرويه,أحد ملوكِ الفرس, وتولّتْ من بعده ابنته بوران. و أنّ هذا الحديثَ خاصّ بهذا الموضوع, و لا ينطبقُ على غيره). إذاً وبحسبِ مفهوم الإسلام لهاتين الآيتين ,وللحديث النّبوي,نلاحظُ أنّها جميعاً لم تمس كيانَ المرأة ككائن يستحق التّقدير والاحترام, وأنّ مضمون الآيتين يتعلّقُ بكونِ الرّجلِ هو المسؤولُ المباشر عن الإنفاق المالي والاقتصاديّ للأسرة,وهو المشرف على إدارةِ شؤونِ الأسرةِ وتحمّلِ تبعاتها. والحديث لا يشمل جميع النّساء في كلّ زمانِ ومكان, بل يخصّ (بوران) تلك المرأة التي تسلمت زمام الحكم بعد والدها.  أخي الكريم: المشكلة ليستْ في الأديان إطلاقاً, بل هي في العاداتِ والتّقاليدِ والمفاهيم الخاطئةِ التي خلقناها نحنُ البشر,وسربلناها بلبوسِ الدّينِ والعقيدةِ,وتوارثناها أبّاً عن جد,ونظلّ نورّثها لأولادنا على الرّغمِ من اختلافِ كلّ عصرٍ عن الآخر بالتّقدّم والتّطوّر اللذين يحدثانِ في كلّ منهم. الأديانُ في مجملها السّماوية وغير السّماوية, تتعاملُ مع المرأة على أساسِ أنّها كائنٌ عاقلٌ وكاملٌ ومتمكّنٌ من القيامِ بالمسؤولياتِ الملقاةِ عليها على أكملِ وجه,وهل هناك أعظم وأصعب من مهمّةِ الولادة والأمومةِ؟!ولكنّ تسيسَ الأديان وإضفاء الصّبغةِ المجتمعيةِ عليها جعلها عرضةً للاتهامات والتّساؤلات.  هناكَ بعض الرّجال الذين ينكرون وجود الله علناً وسرّاً,ولايعترفون بشرائع أيّ من الأديان, ولكنّهم واتفاقاً مع مصالحهم الشّخصيّة وأنانيتهم الذّاتية يتذرّعون بأحكامِ الدّين وشرائعه, فمثلاً يتزوّجون على نسائهم ,أو يطلقون زوجاتهم بغيرِ وجه حقّ طبقاً لقانون الطلاق التّعسّفي أو يجبرون زوجاتهم على العيشِ معهم قسراً وهم يذيقونها أعتى أنواعِ العذابِ والألم.وفي مسألةِ ما يسمّى بالزّنا فهو محرّمِ في كلّ الأديانِ والشّرائع, وسوّى في العقوبةِ بينَ الرّجلِ والمرأةِ,فالإسلامُ مثلاً فرضَ الجلدَ حتى الموتِ على الرّجلِ المتزوّج والمرأة المتزوّجة.ومئة جلدة على الشّاب غير المتزوّج والفتاة غير المتزوّجةِ.و لكن هل يُطبَّقُ هذا فعلاً في عرفِ العادات والتّقاليد المتوارثةِ والمستحدثة؟!طبعاً لا , فالفتاةُ وحدها عادة مَنْ تدفعُ الثّمن ويكونُ غالياً جدّاً-حياتها وعمرها- بينما الشّابُ أو الرّجل فيعيش حياته وكأنّه لم يفعل شيئاً. إذاً فهناكَ ازدواجية غريبة وعجيبة نعيشها نحن البشر, وهناكَ تطبيقٌ متناقضٌ لأحكامِ الدّين, وكأنّنا نطبّقُ منها ما يرضي رغباتنا وأنانيتنا, وما نكحّل به عيون بعضنا البعض.  تساؤلٌ ملّحٌ يخطرُ على الفكر دوماً:لماذا نركّز على الأمور التي نفسّرها على أنّها سلبية, ومن ضمنها ما وردَ في الكتبِ الدّينيةِ وأحاديثِ الأنبياءِ والرّسلِ من أحكامٍ وشرائع.ألمْ تُذكر الملكة بلقيس بخير؟ألم تعتبرْ السّيّدة مريم رمز الطّهرِ والقداسة؟! وكذلك زوجة فرعون وغيرهنّ.وهل أعظم حكمة من قولِ النّبيّ الكريم( الجنّةُ تحتَ أقدامِ الأمهات).ألا تُعْتَبَر كلّ امرأةٍ أمّاً حتى التي لا تنجبُ الأولاد,أو التي لم يُكتَبْ لها الزّواج.لأنّها بلا شكّ ستتعلّقُ بولدٍ أو أكثر وتمارسَ معه طقوسَ أمومتها .وقوله( العلمُ فريضة على كلّ مسلمٍ ومسلمة).على كلّ حال لندع الأديان وأحكامها وشرائعها.ولنتساءل معاً: إذا كانتِ الأديانُ قد حطّتُ من قيمةِ المرأة,وحطّتْ من قيمةِ الإنسانِ ككلّ,فلماذا لا نتوقّف عند كلّ هذه الأخطاء,ولا نساهم في تصحيحها؟ لماذا لا نساهم في استرجاع الحقّ المشروع للمرأة والذي فقدته حين ظهور لفظٍ اسمه الدّين؟لماذا لا ننطلقُ من مبدأ الأخلاقِ والقيمِ الإنسانيةِ والبشرية,فننصفَ المرأة وننصفَ ذاتنا كذلك,ونمنحها إنسانيتها المفقودة,وكرامتها المهدورة؟؟!!

بعد هذه الدراميات اليومية والتي تجري في مجتمعاتنا الشرقية من ظلم  ويتم وجوع وهتك وغياب قصري إلى خارج أسوار الوطن, وألم وعذابات فردية و جماعية, وانين الأمهات بذبح فلذات أكبادهن البنات بدواعي الشرف والكرامة والناموس – ان كان هذا حقيقياً- في داخل الجغرافية الكردية من قبل حملان الذئاب البوهيمية المتوحشة وهي تعوي في الهجيع الأخير من الليل على غنيمتها الهامدة بعد النهش والنبش والبتر في جسدها المسكين .؟!!ولهذا العذاب الصارخ الذي يكابده الانسان الشرقي..؟؟ وأي شرق ما ادراك ما الشرق..؟؟ الشرق العاري من كل المفرادات التي تعني قواميس الحب والقداسة والإنسانية ..؟؟ماذا عن ثكلى شهرزاد بعد سبعة وأربعين عاما من الحسرة المتجددة..؟؟ ماذا بعد هذا النجيع المبحوح بدواعي الوجع الانكساري في الروح ..؟؟ ماذا بعد هذا الكلام...!!! يا نارين عمر : هل تظنين بظهور الضوء في نهاية النفق في هذا الشرق اللعين ..؟!

من حقّنا أخي حسين أحمد أن نقيمَ مجالسَ عزاءٍ على روحِ شرقنا الجريح, وأن نصغيَ بصدقٍ إلى أنين الأمهات على بناتهنِّ,وأن ننسجَ مراثيَ مؤلمة على العذابِ الصّارخِ الذي يكابده إنساننا الشّرقيّ. وما زالتْ أرواحنا تئنّ مع أرواحِ أطفالِ شهرزاد,وما زالتْ نداءاتهم لأمهاتهم تشوّشُ مسامعنا, وتحرّكاتُ محمد سعيد الدّقوريّ تزيّنُ أخيلتنا وهو يحتضنُ الأطفالَ بحنانِ القدّيس وما زالَ في المآقي فيضٌ من الدّموعِ المعمّدة في تأوّهاتِ الأمهاتِ , وإن كانت هذه الدّموع قد شفعتْ لهنّ فوهبهنّ القدرُ فلذاتِ أكبادٍ ينوبونَ عن الفلذات الذين التهمتهم غياهب شهرزاد. والسّيدة والدتكَ هي إحدى هذه الأمهاتِ التي وهبها القدر حسيناً جديداً بعدَ خمسِ سنواتٍ من الأنينِ والأسى على حسينها الذي كان هو الحياةُ بالنّسبةِ لها, وكان القادمُ أنتَ أخي حسين أحمد لتشعلَ من جديد جذوة الأمل وعشق الحياةِ في نفس أمّكَ مع أخواتك البنات. وما زلنا نعصرُ خلايا حسّنا لنلملمَ باقاتِ ودٍّ واحترامٍ لأرواحِ أطفالِ شهرزاد,ولبطلها محمد آغا, ولكلّ أمهاتِ (amûda bavê mihemed ). ولكن وعلى الرّغم من كلّ ما ذكرنا, ما زالَ في العمرِ بقيّة, كي  نحوّلَ عويلنا المبحوحِ إلى تغريدٍ فردوسيّ, ووجعنا الانكساري إلى صحّةٍ وصحوةٍ روحانيّةٍ وفكرية, نرمّمَ من خلالها تأوّهات أوجاع روحنا الانكسارية المؤلمة. فإذا كانتْ حكمة السّماء والقدرِ شاءتْ أن تصبَّ في مآقي  أمهاتِ عامودا دموعَ فرحٍ عوضاً عن دموعِ الحزن, فهل يصعبُ علينا نحنُ البشر أن نعوّضَ حزننا بفرح, وكرهنا بحبّ ودود, وغفوة فكرنا بصحوةٍ صحيّةٍ؟؟!!

يا قديسة الرهبة والكلام والإنسانية..!! نارين عمر الكلمة ألاخيرة لك ...! ماذا تريدين قوله في نهاية هذه السجالية (الحسينية) المؤلمة ..؟؟أهتكي كل شيء .. !!أهتكيها حتى الثمالة ..؟! وافضحي كل القصائد والأشعار و الكتابات حتى الغرق..!! واصرخي عالياً في وجه هذا الزمن البربري..؟؟ و أكشفي الحقيقة المداسة بنعال الأحصنة الشرسة..؟!و علني براءة الهدبان من دم (درويش عبدي) لنسمع صهيله في عتبات (واشو كاني) ودعي (عدولة) أن تمسح عرقه براحتي يديها بعد معاركه المتعبة ..؟!وأزيح الستار عن الوجوه الشاحبة قليلا لكي يكون للحوار رونقة ولذة وآفاق..؟!! ولاحياء التاريخ في صور ومشاهد حقيقية  كـ:(أبن عربي, وأبي ذر الغفاري , والسهروردي والجزيري , وجبار الحلاج, الى معشوق الخزنوي) في هذا الراهن الكربلائي الدامي من قابيل إلى هابيل ..!!

نعم يبدو الأمرَ وكأنّه الرّاهن الكربلائي الذي يهبُ أحزانه للجميع , ولكن نستطيعَ نحنُ البشر أن نتجاوزه بيسرٍ وأمانٍ, إذا عملنا بجدًّ وبنيّةٍ خالصةٍ على إزالة قاموس الظّلمِ والكرهِ والقتلِ والدّمِ من نفوسنا وأفكارنا وضمائرنا, وأنبتنا عوضاً عنه قاموساً جديداًٌ لا ينطقُ إلا بالحبِّ, نعم الحبِّ الحقيقيّ بكلّ أصوله وفروعه ومنابعه ومصابه,من الودّ والصّفاءِ والسّلام والأمن والأمانِ معاً. فمن المفروضِ علينا ألا نقلّدَ ونحاكيَ تصرّفاتِ مَنْ نتلمّسُ الخطأ فيما يفعلونه علناً. فما زالَ يقتلُ أحدنا الآخر, ويحرمه من لذّةِ الحياةِ وعشقها,متذرّعاً بقتلِ الأخ الأكبر للبشر (قابيل) لأخيه (هابيل) ظلماً وزوراً. فلماذا لم ولا نجعل من قابيلَ مثلاً لتطهيرِ نفوسنا ومداركنا الرّوحية والعقليةِ من كلّ الأحقادِ والضّغائن التي تحاولُ النّيلَ منها؟!ولماذا لا نحذو حذو هابيل في التّسامحِ والصّفحِ وحبّ الإنسانِ لأخيه الإنسان؟! وما زلنا نضربُ بكلّ قوانا على صدورنا ووجوهنا حتى نغرقها في سيلٍ من الدّماء النّقيّةِ طمعاً في البراءةِ من دم الحسن والحسين؟!لماذا لا نجعلُ من حكايتهم مثلاً في تجنّبِ الغدرِ والخداع؟!بعدَ أن أدرجنا درويش عفدي إلى أرضٍ موبوءةٍ بجحورِ فئران,وأرغمنا فرسه(هدبان) على انزلاقِ قدمه إلى جحرٍ,نأتي ونتهم الفرسَ المسكينَ بقتل درويش.لماذا نفعلُ ذلك؟لنبرّئ أنفسنا من دمه يا تُرى؟؟!!وبعدَ أن أهدرنا دمَ أبي ذرٍّ الغفاري وكلّ مَنْ ذكرتهم أخي حسين احمد,وانتهاءً بمعشوق,نظلّ نغرقُ أنفسنا في بحيراتِ دموعٍ ودماء؟؟!!وما زلنا نحنُْ معشرَ النّساءِ ندفعُ  ثمن تفاحةٍ اشتهتها شفاه آدم ,فكانتْ سبباً في طردِ معشر الرّجالِ من جنانِ الخلدِ.  أَيُعقَلُ أن تكونَ حوّاءُ مسؤولة عن حرمان آدم من أرائك النّعيم؟؟!! فالرّجالُ يرتكبونَ ما ينافي شرعَ السّماءِ والأرضِ, ثمّ يتذرعون بتفاحةٍ تحرمهم من الجنّة, حتى صاروا يجهرونَ بذلك غناءً ( لولا التّفاحة ما خسرنا الجنّة).وما العيبُ إذا كنّا ما زلنا ننسجُ قصائدنا على أوتارِ الحبّ, الحبّ الذي يشكّلُ العشّ المتضمّنَ لكلّ مفاتنِ الحياةِ وملذّاتها من الودّ والسّلامِ والحرّية والإنسانيّةِ الخالصةِ؟! مرّة أخرى أقول:المرأة ليستْ ضدّ الرّجل ,ولم تكنْ ضدّه لا في الأمسِ القريب ولا البعيد.ولا تطلبُ إليه أن ينجزَ لها المعجزات.بل كلّ ما تطلبه منه أن يحتكمَ إلى ضميرهِ وعقله, و يتعاملَ معها ككائنٍ بشريّ, إنسانيّ, عاقلٍ, مدرك.و ككائنٍ روحيّ وروحانيّ يتدفّقُ بالحسّ والشّعورِ والوجدان, بل وربّما يزيدُ عليه في كلّ ذلك في الكثيرِ من الأحيان وفي العديدِ من المواقفِ.عليه أن يدركَ أنّ المرأة ليستْ جسداً فحسب , وليستْ أنوثة ظاهرية وشكلاً كثيراً ما يكونُ مصطنعاً,بل هي روحٌ وجسدٌ,شكلٌ ومضمون,قلبٌ وقالبٌ, بكلّ ما يحمله هذان اللفظانِ المتعاكسانِ من معانٍ ومضامين ومظاهر.وإلا لماذا يُقالُ:المرأة نصفُ الرّجل,والرّجل نصفها الآخر؟! ولمَ يُسألُ غير المتزوّج/رجلاً كان أم امرأة/:هل أكملتَ( أتممتَ) دينك؟؟ هل لملمتكَ نصفكَ الآخر.أخي ما زلتُ أردّدُ مع ناظم حكمتُ شاعر الإنسانية:أجمل الأيّام تلك التي لم نعشها بعد. أجمل الأطفال ذلك الذي لم يولد بعد.وأقول : وأجمل حواراتكَ يا حسين أحمد تلك التي لم تُخْلَق بعد.
ـــــــــــــــــ
* - نارين عمر : كاتبة وشاعرة وباحثة في القضايا الاجتماعية والإنسانية من مدينة (ديركا حمكو)

 






أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=983