طعن الكرامة
التاريخ: الأثنين 06 نيسان 2020
الموضوع: القسم الثقافي



خالد إبراهيم

و فُسْتان عُرسكِ الَّذِي ينزُّ دمَ قَلْبِي ، لَا هَذِهِ الْحَرْب تَقْتُلْنِي ، و لَا هَذَا الْخَرَاب الْمَطْلِيّ بفمي 
أتسائلُ : 

كَيْف التمسَ طَرَفِ الثَّوْبِ ؟ 
وَمَاذَا هَمَس فِي أذنيكِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ؟ 

و أَي عِطْر كَانَ مَا بَيْنَ يديكَ و صَفِيح السَّيَّارَة ؟ 
كَمْ كَانَتْ الْمَسَافَةُ الكفيلة لتدمير الْعَالِم بابتسامتكِ الْمُشْتَعِلَة بَيْنَ عَيْنَيْهِ ؟


لَقَد جرَّ قَلْبِي وَ هُوَ فَوْقَ سِكِّين اسْمُه الْقَدْر ، هُوَ الَّذِي يملكُ مِن الْكَرَامَة مَا يَجْعَلَنِي أَنْهَض بكِ وَسَط هَذَا الرُّكَام الصحراويالأقراط ، الذَّهَبِيّ و المنفى .

نَعَم 
لَا أنتِ تُرِيدِين نِسْيَان مرارتي و لَا أَنَا أَسْتَطِيع تَمْرير بناء بُرجكِ الْأَوَّلِ وَ الْأَخِير 

الأُغْنِيَة الَّتِي هزت قُلُوب الْبَشَر ، هَكَذَا كَانَتْ و هَكَذَا سأنتهي بِلا مَأْوَى 

بَالَغَ فِي سعادتكَ أنتقاماً لِنفسكَ ، بَالَغَ فِي فرحتكَ ثأراً مِنْ الْجَمِيعِ 
بالغ و أنتَ في أشد الحاجة للخروج عارياً ، مِثل مصباح الليل الأعزل
بالغ ، كي لا تتفاجأ بالسقوط حافياً تحت فيء شجرة جرداء 
ضَمَّد جراحك و أَنْسَى و كأنكَ لَمْ تَكُنْ 
تَغْلِب عَلَى الطَّبِيعَةِ و كُن مِثْل الْعَاصِفَة 
لَا شَيْءَ يَنْجُو ، و لَا شَيْءَ يَعْلُو ، عَفّ هَذَا التَّذَمُّر مِن حولكَ ، و أقْلَع عَيْن الْمُسْتَحِيل القابع عَلَى بسطات الهلع و الْغُيَّاب . 

انْظُر إِلَى سجائركَ كَيْف تَحْتَرِق ،  إنَّه الْعَالِم الْقَبِيحُ الَّذِي يَنْبُعُ مِنْ جذُور الِانْتِقَام 

فِي عُرسكِ الْأَخْرَس ، كُنت أرقصُ حافياً و أَشْوَاك الصَّبَّار تَمْلَأ جُدْرَان قَلْبِي وَ مَا يَزَل 
هَل تَعْلَمِين أَن لِلْجُرْح مَسَافَة كَافِيَةٌ لِتمزيق الرَّصَّاصَة ؟ 

هَذِهِ لَيْسَتْ كِيمْيَاء و لَا تَارِيخ وَلَا فِيزياء 
أَنَّهَا لَعْنَة الجغرافيا الحافية بِدَمَي.

يالَ قساوة الله ، و يالَ قُبح البشر ، أُرِيدُ أَنْ أَرَى الْعَالِم بِعَيْن مفقوءة

أريدُ طِفْلًا يكْتَنِس هَذَا الْأَرَق ، طِفْلًا يُشبهني 
يُحْمَل كُل الصِفات و الْأَلْوَان 
طِفْلًا يُنسيني وَجَع الْمَسَافَة مَا بَيْنَ الْجَلَّاد و الضَّحِيَّة 
مَا بَيْنَ الْكَرَامَةِ وَ الشَّرَف 
مَا بَيْنَ الطَّعْنَة و الْآخِرَة 
اُتْرُكُونِي اُكْتُب بِلَا رسنٍ فلستُ كَلْبًا و لستُ حصانًا و لستُ كُلُّ هَذَا الْأَلَم 
اُتْرُكُونِي مرةً وَاحِدَة أكتبُ مَا لَدَيَّ مِنْ فَرَحٍ و أَلَم 
اُتْرُكُونِي وحيداً أَبْكِي بِلَا هَوِيِّه .







أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=7167