كتب تحاور التواقيع
التاريخ: الأحد 12 ايار 2019
الموضوع: القسم الثقافي



 هجار بوطاني 
 
بدعوة من الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا وفي صالة ازدانت باللوحات التشكيلية وأعمال ومشغولات من التراث الشعبي الكردي فقد احتضن مقر جمعية سايا للثقافة والفنون في مدينة بون الألمانية وذلك يوم السبت 4 | 5 | 2019 ضيوفه وذلك لحضور حفل توقيع رواية شنگالنامه للكاتب إبراهيم اليوسف، النسخة الكردية والتي قام على ترجمتها للكردية الروائي والكاتب جميل إبراهيم ورواية ممر آمن للروائي المعروف جان دوست.
بدأ الحفل بمقدمة مؤثرة من الكاتب والإعلامي عنايت ديكو بدأها بكلمات تشد الروح إلى الإبداع، إلى الوطن، إلى إعلان التمرد على الغربة والتفرد بالنفس بين ثنايا وتحت ظلال أشجار الزيتون في عفرين الجريحة، والنظر بعيدا إلى معالم وطن يضمد جراحه واحداً تلو الآخر، في غياهب الغربة حيث يجرع الإنسان الكردي بكل مكوناته الاجتماعي من كتاب وشعراء وأدباء، وقبل بدء وقائع الحفل، رحب بالحضور ودعاهم إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء كردستان على عزف النشيد الوطني الكردي ...


بعد الوقوف إجلالاً لشهداء الوطن استكمل مقدم الحفل الإعلامي عنايت ديكو برنامجه وقبل التأمل في كلمات الروايتين وتجربة كل من الروائيين إبراهيم اليوسف وجان دوست مع أعمالهم بكل حثياتها وما تحمله الروايتين من مآسٍ وآلام دعا الحضور إلى الوقوف بإعجاب أمام لوحات الفنانة جيهان وطريقة تعاملها مع الريشة والألوان، ومع هبوط نسائم من موسيقى نينوى للموسيقار العالمي دلشاد سعيد، ثم وقف الكاتب والناقد قادو شيرين على ناصية الأسئلة مع الكاتب
والروائي جان دوست, في البدء تحدث عن ما قدمه جان دوست من كتابات أدبية وروايات كانت كفيلة أن تأخذ الإنسان الكردي في التجوال بشوارع تلك المدن الكردية التي تعرضت للغزو العدواني، سواء أكان تحت الذرائع السياسية أم الدينية، طبعا كتب الروائي جان دوست في غضون سنوات أي من بعد الثورة السورية إلى هذه اللحظة أربع روايات هي على التوالي دم على المئذنة،  كوباني التي تأثرت كثيرا في أحداثها وكيف أن كاتب هذه الرواية استطاع إحضار الوقائع بكل تفاصيلها وكأنه عاش في لحظاتها قراءتي لرواية كوباني قلتها سابقاً وأقولها بأنه بعث كوباني من جديد وتبقى حية مدى الدهر، رواية ممر آمن التي نحن بصدد توقيعها اليوم ورواية" باص الأخضر" يغادر حلب وما يشغلني ثمة سؤال ألا وهو لماذا كتبت رواية ممر آمن بالعربية ولم تكبتها بالكردية:
رداً على السؤال قال جان دوست: في البدء أرحب بكم جميعاً على تلبيتكم للدعوة، أن ما شجعني في كتابة هذه الرواية هو النجاح الذي حققته رواية كوباني أما عن كتابتها باللغة العربية فهي بحكم سهولة قراءتها لدى فئات الشعب الكردي وذلك لأننا تعلمنا اللغة العربية في مدارسهم وجامعاتهم وتربطنا صلة جوار مع المكون العربي بالرغم من الكثير للخلافات الاجتماعية والقومية، لكوننا لا نملك دولة كان للغة العربية تأثير كبير على ثقافتنا وأدبنا وحينما كتبت رواية دم على المئذنة كوباني وترجمتها إلى العربية لم أقف عند اللغة بقدر ما كان وقفت على تداولها ووقعها على القراء وتفاعلهم مع الرواية التي كتبتها عن ذاك الممر الذي أحدثته تركيا ليكون آمناً لأولئك المدنيين الذين هجرتهم، بسبب ويلات الحرب، أما عن السؤال الثاني حول تأثير الثورة في شخص جان دوست والدفع به نحو كتابته لرواياته قال جان دوست: سابقاً كنت أكتب عن أشعار
أحمدي خاني والجزيري وعن ثورة شيخ سعيد وعن قلعة دمدم الشهيرة وثورة خانو ذو اليد الذهبية، لكن بعد الثورة السورية وتعرض المدن الكردية إلى المؤامرات الدولية والهجوم من قبل الأنظمة المعادية للقضية الكردية ومن الجماعات الإسلامية بدأ من كوباني وكركوك ثم عفرين كونت هذه الانتهاكات اللا إنسانية ضد شعبي الأعزل حالة من الشعور في إيصال صوت هذا الشعب الذي يتعرض إلى أشرس هجمة إبادة إنسانية في الشرق، وسبق أن تولستوي كتب عن وقائع الحرب الذي شنتها الجيوش الفرنسية بقيادة نابليون على روسيا في شكل أدبي وروائي وطرحها للعالم الأدبي، وكوني كاتبا ً كرديا ً لا أستطيع الوقوف فارغ اليدين أمام ما تعرضت لها مدننا الكردية وشعبي الكردي من قتل وتهجير واعتقال وفي قراءة نقدية لروايتي فأنني عاهدت بعض أشخاصها وتواصلت مع بعضها في كل لحظات تعرضهم للهجوم وطريق نزوحهم وحتى الذين عانوا بعض الحالات النفسية وهم في أوربا أما عن رواية الباص الأخضر فهي خاصة بمدينة حلب، وسكان هذه المدينة من لحظة نزوحهم ووصولهم إلى عفرين وعبورهم إلى الأراضي التركية، وعدم تنعمهم بالأمن و السلام حتى بعد هجرتهم . 
وفي وقفة فنية قدم الفنان الكردي العالمي فقه تيران مقطعاً موسيقياً بأنامله الذهبية، حيث بدأ يلامس جسد صغيرته اليرغول (المجوز) لتبعث لحنا ً شجياً يبث في الروح شعوراً وإحساساً غريباً. إحساس يدخلك عالم من الحزن. إحساس يجعل المرء في التأمل بالذات وهو في حضرة الإله ...
وأضاف الشاعر علوان شفان على هذه الحالة الشجية قصائد ذكرت الحضور فيما آلت إليه عفرين الجريحة وما ألحق بها من خراب ودمار، قصائد ذكرتهم بتلك الأرواح التي زهقت من
دون رحمةٍ وتلاه في القراءة الشاعر أحمد عزيز بقصائد عاطفية جميلة شدت المرء إلى ساعات العشق والمطاردات العاطفية، على مسافات الحب العذري .
بالعودة إلى الرواية والكاتبين إبراهيم اليوسف وجميل إبراهيم وجه الكاتب والناقد قادو شيرين سؤاله الأول إلى الكاتب والشاعر إبراهيم اليوسف عن سبب اختياره شنكالنامه عنواناً لروايته 
وجاء رد الروائي إبراهيم اليوسف هكذا:
  في الحقيقة هذه أول مرة يطرح عليَّ هكذا سؤال وهو عن سبب اختياري لهذا العنوان،  حينما بدأت التراجيديا الواقعية التي حدثت في منطقة شنكال كنت أعمل في صحيفة الخليج الإماراتية،  قسم الأدب ونتيجة الأحداث التي كانت تتوارد تفاصيلها في المقالات والأخبار التي كانت تذاع عبر وسائل الإعلام ولدت لدي َّ رغبة في كتابة قصيدة عن الغزو الهمجي الذي شنته الجماعات الإسلامية، على مناطق الأخوة اليزيديين، بعد أربعة وعشرين ساعة من نشر القصيدة وهبوب سحب من الأخبار اليومية أدركت من خلال رؤيتي و قراءتي لها أيقنت أن القصيدة الشعرية لا يمكنها أن تستوفي الوقائع حقها لذلك 
بادرت إلى جمعها في رواية ٍ تعكس عطش الإنسان إلى سفك دم أخيه الإنسان وبت أبحث عن أكبر كم ٍ من المعلومات وذلك عن طريق الأصدقاء من المكون اليزيدي أو عن طريق الكتاب والأصدقاء الصحفيين العاملين في التغطية الإعلامية لمنطقة سنجار وقراها. 
في سؤاله الثاني تحول الكاتب قادو شيرين إلى الكاتب جميل إبراهيم سائلا ً إياه عن سبب اختياره لهذه الرواية ليقوم بترجمتها إلى الكردية دون غيرها من الروايات؟ 
رد الكاتب جميل إبراهيم قائلاً  أنه بعد أن أنهى إبراهيم اليوسف روايته شنكالنامه وأفرغ من
كتابتها أرسلها لي في نسخة إلكترونية لإبداء الرأي غير أنني ومن خلال قراءتي للرواية وما تحمله من أحداث تبعث على النفس حرقةً وشعورا في المسؤولية الكتابية، قررت ترجمتها إلى الكردية وكان الأستاذ إبراهيم سعيدا جدا بقراري هذا ولو سألتني عن عنوان الرواية لعنونتها لاخترت لها (بلجنامه) وذلك لأنه عمل الكاتب على ذكر و إسناد منطقة شنكال بكل مدنها و قراها في روايته، أما عن صعوبة الترجمة والعقبات التي واجهته قال: في الحقيقة الترجمة عمل صعب خاصة، و أنها التجربة الأولى لي في عالم الترجمة وفي فرق اللغة التي تحتوي كلٍ منها بحور من الكلمات التي استصعبت عليَّ أحياناً ولهذا أكون في مقارنة تقيم مع القارئ في أنني قد أعطيتِ الرواية حقها أم لا؟، وأعترف في الترجمة هناك جمل تعبيرية أو الصور البيانية كتبت في العربية تصعب على المترجم في إعطائها وصفها ومدلولها لذلك استعنت بالقواميس والأصدقاء في معاني الكلمات، ولكن أعتبر نفسي على حد كبير موفقا ً في ترجمها .
الترجمة مهم جداً بالنسبة لي ومن أية لغةٍ كانت ومن خلال اللغة ِ حافظ الشعب الكردي على وجوده وبقائه، بالرغم من المجازر التي ارتكبت في حق هذا الشعب العريق والعظيم .
أضاف الكاتب جميل إبراهيم إن سبب كتابتي للرواية يعود لأسباب ثلاثة أولاً لأنه في الأدب الكردي هناك كم هائل ٍ ممن يكتبون القصيدة بأنواعها ، ثانيا هو ما تعانيه الرواية في قلة َ كتابها،  ثالثا وجدت نفسي في الرواية أكثر مما أجدني في الشعر لذلك اتخذت الرواية الكردية سبيلا ً لي إلى الكتابة وخوض هذا البحر من الأدب .
في مجمل أسئلته عاد الكاتب قادو شيرين إلى كاتب الرواية إبراهيم اليوسف، ليسأله عن ما حققته رواية شنكالنامه من نجاح ٍ مقارنة مع الروايات العربية:
حقيقة كل ما شغلني في كتابة هذه الرواية هو سكب ماء الطهارة على تلك السبايا اللاتي تعرضن لكل أنواع التعذيب الجسدي والجنسي، في غمرة الانتهاكات العدائية لأخواتنا اليزيديات، أما بالنسبة لنجاح الرواية أو عدم نجاحها فإنني أرى أن الرواية حققت نجاحا ً مذهلا ً ويتجلى ذلك في أن الرواية أعيد طباعتها مرتين في مصر وتم توزيع كل أعدادها ومرة في الجزائر وفي كردستان وفي أمازون التي تم إيقاف طباعتها لخلاف في الكم والنوعية ومجموع طباعتها بلغ خمس مرات، و نالت جائزتين في غضون سنة ٍ واحدة ولا أنكر بأن هناك بعض النقديات التي من الطبيعي وجودها في الكتابة الأدبية والرواية. 
واستكمل الحفل بقصائد من الشاعر هجار بوطاني كانت أولها تحادث ذاك البلبل الذي هجر عشه، وفي الثانية يذكر مدينة عفرين على كبريائها وتفاخرها بأشجار الزيتون والجبال وكيف خاضت معركة غصن الزيتون وفي قصيدته الثالثة والذي قرأها بالعربية، وجه رسالة إلى حكام العرب ورجال الدين الإسلامي الذين يفتون القتل والنهب بالجهاد وتلاه في القراءة الشاعر حفيظ عبدالرحمن قصيدة بعنوان (حلم الظهيرة) و التي تشرح كيف أن الإنسان الكردي أصبح فداءاً لاستمرارية الحياة في مكانه، وفي قصيدته الثانية التي كانت بعنوان (اللقاء) التي تحكي قصة مدينة وشرح محاسن حبيبته التي هام بها والثالثة بعنوان (الضحك الأثلم والبكاء الحيادي) فيها يحادث شاعرنا فارساً ويبثه عن الانتهاكات اللإنسانية للمدن الكردية على مر الزمن . 
ونهاية شكر مقدم الحفل عنايت ديكو جميع الحضور على حسن استماعهم ومدى تفاعلهم مع مجريات الحفل ثم أفسح المجال أمام الجميع في اقتناء نسخ من الروايتين وتوقيعها من قبل كتابها


























أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=6815