اسمي ميخو .
رقم 276-حوريات الجنة :
كان الملا ينصح حسو قائلاً:
يا رجل، أريدك أن تصلي.
وكانت زوجة حسو تصغي إلى الملا.
في الآخرة، يهبُ الله لكل منا سبعين حورية على الأقل.
على إثر سماع حسو كلام الملا، يتنفرز، كما لو أن عقرباً لدغه وقال:
سبعون حورية على الأقل ؟ والله لا صليت ولا حتى صمت .
فسأل الملا متبرماً:
لماذا يا رجل ؟
يا ملا، حليمكي هي وحدها، ولا أستطيع إشباعها، فكيف بسبعين حورية .
في هذه المرة ما كان من زوجته حليمكي، وهي بوجه صفيق، وضاحكة، إلا أن دنت من الملا وسألته :
ألا قل لي، هل هناك حوريون ذكور أيضاً ؟ إذا كانوا موجودين، فالذي سيصلي ويصوم أنا.
رقم293- ليس أيوب، أيا صوفيا :
سائق تركي يقل سائحاً انكليزياً في سيارته ويتجه به إلى أيا صوفيا. في الطريق يضرط السائح الانكليزي، يقول له التركي:
عيب، عيب !Eyb,Eyb
لا أيوب لا أيوب، أيا صوفيا .
رقم313- العنصرية:
ذات يوم يسأل المعلم التلاميذ:
ما هي العنصرية ؟
يرفع رِستو يده ويقول:
العنصرية هي أن أحدهم لا يفكر بي إطلاقاً .
رقم 399- الشاب والشايب :
ذات يوم تعمر الجلسة، والأحاديث تنشط، فسأل شايب:
تُرى كم رغيفاً يستطيع الإنسان أكله ؟
فرد شاب :
يا عم، أستطيع التهام ستة عشر رغيفاً في جلسة واحدة.
فرد الشايب: يا هذا، أعني بسؤالي البشر وليس البقر.
رقم401- الولد المؤدَّب:
أحدهم قال لصاحبه:
لي ولد.
ليحفظه الله لك.
أنت لا تعلم لكم هو مؤدب .
ليحفظه الله
مهما أثرته لا يرد عليك.
ليحفظه الله لك.
حتى لو ضربته لا يقاومك.
ليحفظه الله.
تصور، حتى الذباب عندما يحط على جبينه لا يكشه .
ألا فيقصر الله في عمره .
رقم417- الكوجري والحلاوة:
يقصد عامودي ناحية الكوجر، فيرى كثرة الأرانب هناك، فيذهب إلى بلدة ديريك ويشترك فخاً للأرانب، ويشد إليه بطيخاً، وينصبه للأرنب.
لكنه لا يرى شيئاً بعد ذلك، فيتضايق، فينصحه صاحبه قائلاً:
اذهب إلى خيمة الكوجر وائت بقليل من الحلاوة وضعه على الفخ.
فيتجاوب مع نصيحة صاحبه، لكنه فيما بعد يقصد فخه، فيتفاجأ بوقوع رجل في الفخ .
بالتأكيد لا مجال لإيراد حتى ما هو ممكن نشره هنا، لأن كل مضحك له موقعه الدلالي، كل نكتة لها زمانها ومكانها، لها طابعها الجمالي والاعتباري، لها بعد بطولي، لها ضحاياها أحياناً كذلك، لها رواتها ومروجوها بحسابات معينة، لها مأساتها بالمقابل.. على أصعدة مختلفة: في الطول والقصر، في الصياغة والبداية والنهاية، في العنوان ومغزاه.
إن ما حاولت القيام به هو التأكيد أن لكل شعب ما يضحكه لأنه يريد أن يرفّه عن نفسه، ما في جعبته من النكات والطرائف والفكاهات ما يتجاوب مع وضعه الاجتماعي والسياسي والنفسي. إنه يضحك لا لأنه يريد أن يضحك حصراً، إنما لأن ثمة ما يحفّزه على الضحك تهكماً، سخرياً، شماتة، يضحك ليعبّر عما لا يستطيع التعبير عنه في الحالات الاعتيادية، يضحك لأنه لا يريد أن يضحك وهو منجرح، وهو مثقَل عليه بالهموم، على قدر المفارقات الموجعة .
من هذا المنطلق، يمكن التعرف إلى الكرد شعباً موجوعاً من الداخل والخارج، شعباً حياً أيضاً بطريقته، وتلمس جنسية كل مضحك وفحواه ..!
دهوك- في 9 تشرين الثاني 2015
*- الكتاب بالكردية، وقد صدر عن منشورات " نوبهار، ستانبول، ط1، 2012، في 256 ص من القطع الوسط، وبالكردية:
Ji kelepora kurdî: Pêkenok , berhevkar: Xalid Sadinî, Nûbihar, Istanbol, çapa yekem,2010.