العربة
التاريخ: الأربعاء 10 كانون الأول 2014
الموضوع: القسم الثقافي



رشاد شرف

سلك جاندار, شارع الجسر و في قلبه أكثر من سؤال. استدار يمنة و شمالاً كالخائف من شيءٍ عتيقٍ ما.. 
فكر بإرتباك.. تردد في خطواته.. شعر بثقل في جسمه.
حاول جاهداً العثور على عربة أبيه.. رأى اصطفاف العربات بانتظام و قد استولت على حرم الأرصفة.. كان الجمع هائجاً.. و الصياح يصم الآذان..
يالا كيلو بندورة ب...
يا عسل يا موز كيلو ب...
يا شفايف العروس يا مشمش


و في كل لحظة تهجم دورية الشرطة على العربات.. تصطاد بعضهم و يلوذ الآخرون بالفرار.
كل من كان هناك يحمل في قلبه أكثر من حلم.. أكثر من اغماضة عين.
لقد انصرف جاندار من المعهد.. لا كالمعتاد ليتسنى له مساعدة أبيه الذي سلبته السنون عنفوان الشباب.
في الطريق إلى أبيه.. تذكر جاندار موعده مع صديقه ريزان في الخامسة تماماً.. 
شعر أن الوقت يمضي ببطء شديد.. يا إلهي متى أحلُّ في الاجتماع..
سأقول لهم, أشياء كثيرة..
سأقول أن..
صعقته صفير سيارة شاحنة. كاد أن يرتطم بمقدمتها. 
دب الخوف في أوصاله.. الحمد لله فقد نجوت بأعجوبة..
بحلق المارة في وجهه بإزدراء أو بإشفاق..
ماذا لو دهستني الشاحنة..؟!؟!
كنتُ سأغيب عن ذلك الاجتماع المهم..
لو دهستني لذهبت أقوالي التي أصررتُ على قولها للرفاق في بطن الديدان..
ترى هل تأكل الديدان الأفكار ... و الأحلام أيضاً؟
 وصل إلى القرب من عربة أبيه.. 
الناس مجتمعون حول رجل أشيب.. طاعن في السن. لم يتصور أن المرتمي على الأرض أبوه. و بصعوبة اخترق جدار الفضوليين..
كان أبوه ينزف بشدة, و العربة مقلوبة.
ارتمى على جسمه.. أبي.. أبي
من فعل بك هذا ؟ ! ؟ أبي.. أبي..
تلفظ أنفاسه الأخيرة.. و قال: إنهم فعلوها يا جاندار.. يا ولدي.
إنهم.. آخ.. الكلاب.. فعلوها..
الكلا......






أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=5229