من كهوف التاريخ نستخرج الهدايا
التاريخ: الخميس 04 كانون الثاني 2007
الموضوع: القسم الثقافي


بقلم توفيق عبد المجيد

ضحية أنت أيها الإنسان
منذ أن كان الشقيقان
قابيل وهابيل وحدهما
يملكان الدنيا بلا منافس
يملكان أرض الله الواسعة بلا شريك أو منازع
لكن لم يطل بهما عهد الأخوة
وسرعان ما اختلف الاثنان
*        *        *


ضحية أنت أيها الإنسان
تدفع الدية
تتسول لأجل الضريبة
تشرب المر
تمارس البطش
تتعلم ثقافة القتل
فتقتل
أعز إنسان
*        *        *
أبت الجبال أن تحمل الأمانة
واستثقلتها السماء 
ورفضتها الأرض
ولكن !!!!
تكفلت بحملها أيها المغفل
*        *        *
مسكين أنت أيها الإنسان
( وحملها الإنسان ) (1)
ثم جاءت الرسل تباعاً
فكانت
مثلنا تأكل وتشرب
ومثلنا تنام وتتناسل
تبلغ الرسالة وتؤدي الأمانة
رسالة الله إلى خليفته في الأرض
فكان القبول من بعض
وكان الرفض من آخرين
*        *        *
 ظهرت التناقضات جلية على المسرح
وبدأت الخلافات والاختلافات
عندما فرض البديل بالقوة في السقيفة
فاتحة لزرع بذرة الإكراه
وفرض ثقافة القوة
فأقصيت الشورى ونحر الإجماع
وفرض البديل على مذبح الخيار والاختيار
*        *        *
شرعن الخطأ الذي عليه أقيم الصرح وبني
وصار الاستثناء قاعدة
وتتالى وضع لبنات البناء على اللبنة الأولى المعوجة
واتسع الخرق على راقعه وكبرت الفجوة
ولم يعد بالإمكان الإصلاح
وبدأ مسلسل القتل ولم يتوقف
وفصلت الرؤوس عن الأجساد
وأرسلت برقيات
وقدمت هدايا
ثم بدأت مسرحية التمثيل بمحتويات المقابر
والانتقام من قطع العظام الباقية
وضحى الأقوياء بالجعد بن درهم في عيد الأضحى
وقطف الحجاج الرؤوس اليانعة
وأرسلت هذه الأضحيات والرؤوس إلى الشعب العراقي
هدايا
*        *        *
(1) إشارة إلى سورة الأحزاب : إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها …………… 72/33

القامشلي في 4-1-2007







أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=473