حوار مع الشاعرة والكاتبة نارين عمر
التاريخ: السبت 16 كانون الأول 2006
الموضوع: القسم الثقافي


أجرت الحوار ريم ابراهيم

عندما يكون الحديث عن الأنثى الشّاعرة والكاتبة حقاً يصعب على القلم التعبير عنها فهي كلوحة انطباعية متداخلة الألوان ويصعب على العين الناظرة التقاطها. الشاعرة والكاتبة السورية الكردية (نارين عمر) إحدى هذه الألوان التي اتخذت النفس البشرية وبنات أترابها صوراً لأحرفها الأدبية ونحن نلتقي بها سنحاول من خلال حوارنا التقاط أنفاس هذه الألوان الموحية للشفافية والعفوية الأنثوية.

بداية سأطلبُ منك تقديم نفسك لمتتبعي الحركة الأدبية ولمحبّيها وقرّائها.

بداية أودّ أن أشكرك عزيزتي على رغبتك في إجراء هذا الحوار معي. أنا نارين عمرأو(حليمة عمر) لأنّ الحياة – ولها الشّكر الجزيل قد منحتني اسمين يحملان معان سامية فالأوّل كردي ويعني (العفة والطهارة) والثّاني عربي ويعني الحلم أي (العقل والتسامح والسّتر) أمّا لماذا اخترتُ اسم نارين لألجَ به محراب الأدب والكتابة فلأنّه الاسم الذي دغدغ ذبذبات سمعي مع همسات والديّ أوّل ما وعيتُ على السّمع والنّداء ومن ثمّ الأهل والأصدقاء ولأنّ عبقَ ذكريات الطفولة والصّبا وحاراتنا القديمة يفوح منه مع اعتزازي الشّديد باسم حليمة لأنّه كان هوية انتسابي للمدرسة وتعلمي للأبجدية العربية ومن ثمّ الكردية لأكون طالبة موفقة منذ المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية وبعدها أصبح معلمة ومدرّسة حاولتُ بكلّ الوسائل أن أعطي كلّ ما أملك لطلابي الذين ما زالوا بمثابة الأبناء والأخوة والأصدقاء بالنسبة لي. وقد مُنحت شرف الأمومة لثلاث زهراتٍ (داستان وسازين وشيرين) هنّ أنبل وأسمى ما أمتلك بالإضافة إلى والدهنّ العظيم. وأحمل إجازة في الآداب / قسم اللغة العربية/ من جامعة دمشق. وأكتب باللغة الكردية والعربية.
 
للقصيدة معالم تتميّز بها ويمتاز بها الشّاعر بعد استرسالها فما هي معالم القصيدة الكردية؟

القصيدة ككلّ هي وليدة شعور الشّاعر وفكره وبالتالي فهي وليدة حدث أو أثر آنيّ أو محفوظ في ذاكرته تتأثر بما يعيشه ويتعايش معه وطبقاً لذلك فإنّ معالم القصيدة الكردية تبرز من خلال البيئة التي ينشأ فيها الشّاعر الكردي والظروف التي تسيّر مشوار حياته من كلّ مناحيها يحاول من خلالها أن يترجم الواقع الكردي من كلّ زواياه ومن هنا نجد تركيزه الأكثر منصباً في إظهار عنصري الألم والمعاناة بالإضافة إلى قوّة الإرادة والتحدي لدى الشّعب الكردي.

إنّ تداول العناصر الزمكانية والطبيعة بصورها الشّعرية يوحي إلى مدى تأثرها وتأثيرها على صاحب الصورة الشّعرية وإلى أهداف يريد إيصالها إلينا. ما هي أهدافك وراء اقتنائك تلك العناصر؟ 

 الإنسان ومنذ طفولته الأولى وتحديداً منذ أن تشدّه الطبيعة بتناسق ألوانها وتبهره يبدأ رحلة بحثٍ عن هذه الطبيعة التي يرتمي في حضنها كلما حاولت نوائب الدّهر ومتاهاتها محاصرته من كلّ الجهات وكلما كبُرَ تكبر معه عملية الإبهار وتتشعب في خلده ووجدانه جذور التساؤل والاستفسار عن أسرارها ومجاهلها وهو إذ يقدّم صورها للآخرين فلأنّها تعكس ما اختزنه فكره وحسّه من صور وأخيلة لهذه الطبيعة وليس بخافٍ الأثر الكبير للزمان والمكان في حياتنا لأنّهما يشكلان عنصرين هامين يرافقان كلّ تحركاتنا وتطلعاتنا كبشر وبالنسبة لي فإنّي أعتبر الطبيعة الأمّ الرّوحية لي لأنهّا كانت وما زالت خير ملاذ لي هرباً من تقلبات الدّهر وتجاذبات الحياة ضمن زمان ومكان يشهدان على تآلفنا في الحياة العامة وفي الحياة الأدبية والكتابية كذلك.

تتمتع الأنثى بقوّة العاطفة وهذا ما يجعل من نتاجاتها الأدبية بما فيها الشّعرية أكثر تعبيراً وإحساساً ما رأيك بالصّور الشّعرية الأنثوية السّورية وبتجاربهنّ؟

الأنثى وهي جنين في رحم أمها تتلذذ بالعاطفة الحقة وأصولها وعندما تغادر بيت الرّحم وترتمي في حضن أمّها تثابر على التلذذ بخفايا العاطفة لتختزنها في صدرها وفكرها وتلقنها لمن سيكونون في حمايتها فيما بعد وهكذا إلى أن تجد دفقات العاطفة الهدّارة قد حطتْ بها في مركب الشّباب والعنفوان وتشتدّ قوتها أو تخفّ طبقاً للبيئة التي تنشأ فيها هذه الأنثى أو تلك وحتماً تزداد قوة وخفقاناً إذا ما ولجت محراب الأدب والفنّ لأنّها تجد فيه ملاذاً للصّراحة وصدق التعبير عمّا تكنه من مشاعر وأحاسيس فيّاضة لا تستطيع التعبير عنها على أرض الواقع. والشّاعرة السّورية أثبتت وتثبت في كلّ حين على قدرتها الإبداعية وتنوع صورها الشّعرية والأدبية المنبثقة أصلاً من طبيعتها كأنثى والطبيعة العامة التي تعقد أواصر الإلفة والصّفاء معها.

الكاتبة الكردية مثل أيّ كاتبة تكابد روحها من صور عدة للمعاناة ولكن عند مقارنتها بمثيلاتها نألفها مأساوية لدرجة يرثى لها.
إلامَ ترجعين هذا الأمر؟ هل للعقلية المحاطة بها, أم إلى شخصيتها الهشّة المستسلمة؟

في الحقيقة أرجعُ هذا الأمر للسّببين معاً فهي تعاني أوّلاً من العقلية المحاطة بها لأنّ هذه العقلية لم تستوعبها حتى الآن بالشّكل الذي تريده هي وتتطلع إليه ولم تعترف جهاراً بمدى قدرتها على الخلق والإبداع وتعاني ثانياً ممّا نستطيع أن نسميه بازدواجية الشّخصية فهي بينها وبين نفسها تدرك جيداً أنّها قادرة على فعل الكثير وتغيير أمور كثيرة لكنها لا تلقى من الآخرين سوى الرفض أحياناً أو الاستخفاف أو لنقل اللامبالاة ممّا قد يخلق في نفسها ما يبدو استسلاماً أو يأساً وشعوراً بالهشاشة لذلك نجد الكاتبة الكردية تسعى جاهدة إلى أن تتسلل وبعقلانية وموضوعية إلى معالم تلك العقلية ومخاطبتها بلغة الحوار والجدل لتكون أكثر تفهماً للواقع الذي تعيشه على الرّغم من أنّ بعض التغييرات التي طرأت على العقلية الكردية إزاء المرأة الكاتبة تماشياً مع تطورات الحياة ولكنها تظلّ بطيئة وغير مرضية.

خلال تناولك لقضايا المرأة تطلبين من الآخرين فهمها وهذا ما لاحظته في مقالاتك وخاصة المعنونة بـ (لماذا أقدمت تلك المرأة على الانتحار) فما هي الوسيلة التي تجعل من الآخرين أن يفهموا هذه المخلوقة المهانة والمضحية في مجتمعنا؟

منذ أن بدأتُ بالكتابة وحتى الآن تحتلّ قضية المرأة المرتبة الأولى من أوليات كتابتي وقد أجبت عن هذا في الحلقة الـ/15/ من كيف نفهم الحرّية"...ولكن السّبب المباشر والرّئيس الذي يجعلني أتحدث عن المرأة بسهولة وعفوية هو معرفتي الكبيرة بمكامن المرأة النفسية والفكرية والعقلية وغيرها كوني امرأة وكاتبة وأرى بمقدوري أن أتعمّق في إلى عمق أعماقها انطلاقاً من نفسي وأعبّر عنها بصدق وواقعية أكثر وثانياً لا أريد أن أظهرها بمظهر المسكين الذي لا حول له ولا قوة أمام جبروت الآخر الذي هو الرّجل...". إذاً ما أودّ الإشارة إليه أن نتعامل معها ككائن عاقل يحمل كما الرّجل تماماً المشاعر والأحاسيس الصادقة والإدراك والوعي الناضجين وهي ليست كما نتصورها ساذجة وبسيطة لا يهمها سوى الاهتمام بمظهرها الخارجي وشكلها وفنون المطبخ والموضة و...كما أتمنّى أن ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين بكلّ تغيّراته أن نزيل من خلالها حواجز سوء التفاهم والعناد والفعل وردّ الفعل بين الرّجل والمرأة ونبني عوضاً عنها جسور وئام وتفاهم وقد أشرت في الحلقة نفسها عن ذلك"...والرّجل كالمرأة تماماً مقيّد الحرية في الكثير من الأمور ولا يستطيع التصرف بحياته ولكن الحل برأيي أن نلتقي ونتواصل ويضع كلّ منا مآخذه على الآخر على طاولة الصّراحة والحقيقة لنتفق في النهاية على صيغة موحدة من خلالها نتواصل متحابين متفاهمين لأنّه بالرجل تكتمل شخصية المرأة وبها يحيا الرجل..." "...وكما أنّ الرجل بحاجة إلى كلمة طيّبة وابتسامة مشرقة من زوجته فإنّها أيضاً بحاجة إليها لأنّ الرجل بالنسبة للمرأة ليس نصفها الآخر فحسب بل هو بالنسبة لها الحياة كلها..."فالمسألة عزيزتي ليست كما يُراج لها معركة بين الرجل والمرأة أو أنّ المرأة الكاتبة تحاول أن تزيد من لهيبها بل تحاول وبضمير الأنثى ومشاعرها وفكرها أن تخلق مجتمعاً متيناً قائماً على الودّ والتفاهم والصّفح.

تناولتِ في إحدى مقالاتك كيفية التعامل مع الكاتب وقلت"...لا يحق لأيّ منا أن يعاتب الكاتب على الكتابة أو يعارض ويعترض سبيل كتابته...والكتابة بمثابة المتنفس للكثير عن الحالة النفسية والفكرية ويحاول أن يخرج من خلالها تراكمات الكبت لديه وبأشكاله وأنواعه المختلفة والمتباينة"
 أوّلاً: برأيك ألا تعتقدين أنّك بذلك تلغين دورالناقد والقارئ في عالم الأدب؟ 
 وثانياً: ما هي التراكمات المكبوتة لديك؟ 

تقصدين مقالة ( كيف نستطيع أن نكون كتاباً حقيقيين) بصراحة لم أقصد إلغاء دور الناقد والقارئ لا في هذه المقالة ولا في مقالاتي الأخرى وما قصدته تحديداً كان الدّفاع عن حرية الكتابة والتعبير عن مكنونات النفس لدى الكتاب الواعدين والشّباب واسمحي لي أن أستشهد ببعض الجمل من تلك المقالة"...ليكتب كلّ مَنْ يريد الكتابة وليستعرض عضلات قلمه وحسّه كما يحلو له والقرّاء وحدهم من يحكمون عليه بالجودة أو نقيضها, بالنجاح أو الفشل, بالمثابرة والاستمرارية أو الانقطاع الأبدي وليلعب هذا الكاتب أو الأديب أو المثقف دوراً إيجابياً في مسار كتابته فيشجعه على الكتابة وليصوب غلطه ويقوم اعوجاج قلمه وضبابية مداده فإن كان فالحاً سيتجاوب معه ويحقق تقدّماً ملموساً ... أمّا إن كان متطفلاً على الكتابة فإنّه سيكتشف ضعفه وعدم قدرته على الاستمرارية من خلال تعامل الآخرين معه..." "...وإذا قرأنا نصاً ولم يعجبنا بعضه أو كله فلنقل رأينا فيه بصراحة ولكن ضمن حدود الأدب والأخلاق"..."...الطريق القويم والمستقيم الذي يفترض أن ينتهجه الكاتب الحق والمقتدرأن يخطو خطوات نحو التواضع والبساطة كلما خطا خطوة نحو المجد والشّهرة"  وأرحب بآراء كل من يقرأ لي وينتقد نصي المكتوب لأنّ الكاتب ينتظر برحابة صدر آراء الآخرين على ما ونُشِر له شريطة ألا تتعارض مع أصول النقد الهادف والبنّاء وأن تخصّ أسلوب كتابته ومضمون نصّه لا أن تتخطى إلى محاولة الإساءة لحياته الشّخصية أو الاجتماعية. أمّا التراكمات المكبوتة لديّ فهي شبيهة بتراكمات كلّ البشر والوسط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الذي نعيش فيه وإن تباينت الدّوافع والأسباب.
 
سلسلة (كيف نفهم الحرّية) هل نستطيع أن نعتبرها بمثابة تقديم مواعظ بفهم هذا المصطلح وكيفية ممارسته؟ وهل ألفت ثمارها بتصرفات المحيطين؟

أشكرك على هذا السّؤال واسمحي لي أن أعلمك والأخوة القرّاء عن قصتي مع هذه الحلقات: كتبتُ مقالة وأسميتها ( كيف نفهم الحرية) قرأها البعض وبدأت الرّسائل والتلفونات تتوالى عليّ تبدي رأيها في كلّ ما جاء فيها واقترح عليّ البعض أفكارهم شريطة أن أكتبها كحلقة ثانية من / كيف نفهم الحرية/ وهكذا لأجد نفسي أمام حلقات تجاوزت العشر وربّما لاحظتم  أنّي تباطأت في نشر الحلقات الأخيرة خلال الشّهرين الماضيين وكنت أود الكفّ عن كتابتها لكن الطلبات الملحة من اخوتي وأخواتي القرّاء تحول دون ذلك وأحبّ أن أؤكد على أنّ الرسائل لا تصلني من داخل الوطن فحسب بل من خارجه كذلك والبعض يطالبني كلّ يوم بحلقة وحتى عناوين بعض الحلقات تكون من اختيارهم وكلّ ما أفعله أنّي أنقل الخبر بأسلوبٍ أدبي أحاول أن يكون مفهوماً ومقبولاً للآخرين أمّا إن كانت مواعظ فهذا الأمر متروك لأصحاب الأفكار والمواضيع كي يردوا عليها. أعتقدُ أنّي قد أجبت على الشّق الثاني من سؤالك: وأؤكد نعم ألفت ثمارها من تصرّفات المحيطين وأودّ أن أستغل هذه الفرصة لأعبّر لكلّ من يراسلني ويساهم في تقويم وتقييم كتابتي عن خالص امتناني لهم كما أعبّر عن سعادتي القصوى بآرائهم ومشاركاتهم.

ثمّة تجارب كردية من قبل الكتاب الكرد بترجمة نتاجاتهم الشّعرية إلى اللغة العربية أو غيرها برأيك هل الترجمة هي الوسيلة الأفضل لإيصال أفكارهم إلى العالم العربي؟ وإلى أيّ مدى حافظت على مصداقية النّص؟

من المعلوم أنّ الترجمة تؤثر بشكل أو بآخر /سلباً أو إيجاباً/ على النص وخاصة الشّعري منه ومن الصّعب أن يتمكن المترجم من ترجمة أحاسيس الكاتب الأصلي إلا إذا كان يملك قدرة كبيرة على ذلك وصاحب خبرة أو كان المترجم هو نفسه الكاتب الأصلي للنص المترجم ولكن عملية الترجمة بحدّ ذاتها عملية مقبولة ومنطقية لما لها من إسهام ملحوظ في عمليتي التأثير والتأثر المتبادلتين بين حضارة وثقافة الأمم والشّعوب ولا شك في أنّ الأدب يلعب دوراً بارزاً في هاتين العمليتين فلولا الترجمة لما تعرّفنا على أعمال ومؤلفات كبار الكتاب والعلماء والفلاسفة العالميين والعديد من الكتاب العرب تعرفنا على نتاجاتهم مترجمة إلى اللغة العربية من لغاتٍ أخرى كجبران مثلاً وبعض كتّاب المغرب وبالنسبة للكتاب الكرد فالأمر طبيعيّ أيضاً ومن حقهم أن تُترجَم أعمالهم إلى مختلف اللغات ليطلع عليها الآخرون وخاصة أنّها تترجم الواقع الكردي بكلّ تجلياته وأبعاده وحتى نحن ككرد نستفيد من تلك الكتب المترجمة عن اللهجات الكردية المتعددة كالكرمانجية والسّورانية والظاظائية والهاورمانية وغيرها.

تخلق الحياة المشتركة أوجه التشابه والتقارب الفكري عند البشر فما هو التقارب بين الأدب الكردي والعربي السّوري؟

الكاتب الكردي كأخيه العربي وغيره من أبناء الشّعب السوري هو ابن هذه الأرض ومنتم إلى هذا الوطن ونفتخر كسوريين أنّنا نتميّز عن غيرنا من الشّعوب بهذا التنوع البشري المتآلف الذي تسيّره علاقات اجتماعية متينة قائمة على التعايش الأخوي ولأنّ الأدب هو ابن هذا الواقع وانعكاس حقيقي له فمن الطبيعي أن نجد تقارباً في المبنى والأسلوب وتشابهاً في المعنى والمضمون بين الأدبين الكردي والعربي وإن تباينت طبيعة منطقة عن أخرى وانعكست على طبائع ساكنيها .

هناك أمور عديدة يحاول الكاتب تسليط الضوء عليها خلال مسيرته الأدبية, برأيك ما هي النقاط الأساسية التي تريدين تسليط الضوء عليها؟

ما أودّ التسليط عليه حقاً هي /النفس البشرية / التي تشكل البنية الأساسية والرّوحية في تكويننا وما تحمله من أضداد وتناقضات وأتمنى أن نتمكن جميعاً من تغليب كلّ ما هو نبيلٌ وخيّر وإيجابيّ على أضداده. كما يظلّ المجتمع بفئاته المتباينة وقضاياهم الملهم الحقيقيّ لكلّ ما أكتب /مقالة أو قصيدة شعرية أو قصّة أو خاطرة/ ولديّ رغبة صادقة في العوم في عالم الطفولة أستنبط منه العبر والمواعظ أتمكن من خلاله وببركاته تطهير نفسي من كلّ الشّوائب المعلقة بها ومن ثمّ ترجمته كتابة وأدباً.

كلّ منا يناشد بالتغيير إلى المجتمع الذي ينتمي إليه ويعبّر عن ذلك بوسائل تعبيرية مختلفة, وفي هذا السّؤال الأخير سأدعك تطرحين السّؤال الذي يحمل تلك المناشدة.

أعتقد أنّ كلاً منا يحمل في نفسه وفكره كاتباً وأديباً وفناناً ما دام نسغ الحسّ والشّعور يتدفق في خلاياه ولكن ما يميّز واحدنا عن الآخر هي /هبة الكتابة/ التي تُمنَح للبعض فيستطيع من خلالها التعبير عمّا هو مكبوتٌ في خفاياه وما أتمناه من المجتمع أن نتعامل-نحن أبناؤه- على أساس الصّراحة والحقيقة وتقبّل الآخر وأولاً وأخيراً على أساس المحبة الحقيقية التي بها نستطيع إزالة الأحقاد وتطهير النفوس.
وقبل أن نختتم حوارنا أود أن أكرر شكري وامتناني لك عزيزتي ريم وأهنئك على روح المحاورة النبيلة والمجادلة الحقة التي تتمتعين بها وأنت ما زلت فتاة يافعة تثابرين لتخترقي عالم الكتابة والأدب بجرأة وإرادة حقيقية كما أتمنى أن يظل الرّبيع دائم الخضرة في عمرك وأنت من تقولين ( مازال عمري يلفظ أنفاس الرّبيع).
  





أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=439