إلى الشهيد عابد خليل: مع خالص الحزن
التاريخ: الأثنين 19 تشرين الثاني 2012
الموضوع: القسم الثقافي



حسين جلبي

و أنا إذ أكتب لك هذه الكلمات، أتأمل طويلاً في قسمات و جههك أيها الجميل عابد، أنظر في أعماق عينيك للمرة الأولى و ربما الأخيرة، أعصر قلبي علي أعثر فيه على بقية من حزن إستهلكه كله من سبقوك فأصبح خاوياً على عروشه، و أستعير من دفتر الألم الكبير بعض الكلمات.
هذه الحرب الحمقاء العبثية قد أخذت الكثيرين و ستأخذ أكثر كما يبدو أيها الشهيد الغالي، كان يجب وقفها في العقول أولاً قبل محاولة وقفها على الأرض و في السماء، يؤسفني أنك و آخرين سبقوك لن تشهدوا نهايتها، أصبحتم للأسف بين ليلةٍ و ضحاها ضحاياها، و أرجو أن لا تكونوا وقوداً لإستمرارها و حجةً لحصد المزيد من الأروح، و هو ما أنا متأكد من أنها رغبتك أيضاً، أنت الذي كنت كما قيل بصدد العمل على توحيد الجهود لوقفها عند حدها.


في العادة لا يخاطب المرء من لا يعرفه هكذا ببساطة و دون مقدمات، لكن من يلمح تلك الألفة في مُحياك يشعر دون شك بأنك روحه التي تركها خلفه في عين المكان، يشعر أنه يحدث نفسه و يناجي روحه، يشعر رغم بعد المسافات أنه لم يمت بعد، و أن الأمر مجرد مزحة ثقيلة ستنتهي عندما سيستيقظ الجسد من كابوس البُعد ليلتحم بروحه ثانيةً.
كلماتي هذه أيها الغالي هي اللحظات الأخيرة في محاولةً متأخرة لإعتراض روحك الجميلة و هي في طريقها إلى العلياء لترى الحقيقة كلها، محاولة أخيرة للتشويش عليها بالحديث عن القاتل الواحد، و الرصاصة الواحدة، و الضحية الواحدة، و إن كان من كل ذلك من توزع على مختلف الجبهات.  
إنها المحاولة الأخيرة لقول أن هذه الحروب التي جرت بأشكال متعددة في مناطقنا، و آخرها هذه التي تجري في سريه كانْيه لا علاقة للكُرد السوريين بها، إذ ليس لهم فيها لا ناقة و لا جمل، و هي لا تخدمهم لا من قريب و لا من بعيد، هكذا أخبرنا محمود والي أبو جاندي رفيقك في الساحات عند رحيله، و هكذا يخبرنا رحيلك.
حسين جلبي
https://www.facebook.com/note.php?saved&¬e_id=528222573855784
https://www.facebook.com/hussein.jelebi
https://twitter.com/HusseinJelebi







أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=4289