ميثولوجيا كردية في كتب الديانات السماوية
التاريخ: الأحد 25 ايلول 2011
الموضوع: القسم الثقافي



خالص مسور

لاجدال في أن اللغة السومرية تحوي الكثير من المفردات الكردية و بالعكس، هذا في حال إذا لم يكن السومريون أنفسهم أكراداً كما بينا في مقالاتنا السابقة، ومن المعلوم وحسبما يؤكده علماء السومريات وعلماء التاريخ والآثار، على أن الكاشيين والكوتيين الآريين وغيرهم من شعوب جبال زاغروس القديمة كانت بالأصل عشائر كردية وتتكلم لغة هندو – أوربية، بالإضافة إلى اللولو والحوريين والميتانيين الذين يشكلون جميعهم أسلاف الكرد الحاليين بشكل واضح وجلي
انتشرت هذه القبائل الكردية في منطقة كانت تسمى سوبارتو والتي كانت سكنى لجميع هذه القبائل الكردية من ميديين وكوتيوم وكاشيين...الخ.


أو كما يقول هرتسفيلد: (إن مفهوم ميديا يرادف كوتيوم في الألف الأول قبل الميلاد). فالكاشيون الآريون الجبليون وفي إحدى امتداداتهم السهلية حكموا بلاد بابل وسومرعام 1600 قبل الميلاد باسم(كاردونياش) أي البلاد المطيع لإله الأرض، وما نريد استنتاجه هنا هو القول: بأن اللغة الكردية الصريحة تظهر بجلاء ووضوح في هذا الإسم المركب(كاردونياش) منذ هذا العصر الموغل في القدم وهو الأمر الذي يوحي بشيئين:
الأول: هو أن هذا الإسم يشير صراحة ولأول مرة في التاريخ إلى وجود الكرد جنباً إلى جنب مع السومريين والبابليين في منطقة ميزوبوتامبيا أو بلاد الرافدين التاريخية منذ مايقرب من أربعة آلاف عام ويزيد.
والثاني: هو البوح الضمني بهذا الشكل المعبرعن السر الدفين الذي لازمت الأبحاث الأوركيولوجية طويلاً عن سبب التعالقات اللغوية المفرداتية أو العباراتية للغة السومرية مع اللغة الكردية، وهو السر الذي لابد وأنه يكشف سبب وجود كلمات كردية في اللغة السومرية القديمة جداً والتي تظهر أنها تعود إلى عهود احتلال الشعوب الآرية كالكاشيين والكوتيين لبلاد السومريين والبابليين آنذاك وذلك حينما هاجم الكاشيون بلاد الملك البابلي(سامسو إيولونا) ابن الملك البابلي الشهير حموراب يعد موته عام 1600 قبل الميلاد بقيادة ملكهم الأول المدعو(كانداش)، وبسب الاحتكاك الطويل مع هذه الشعوب نرى أن البعض من ملوك الكاشيين قد أضافوا أسماء آلهة سومرية إلى أسمائهم مثل، الملك(كاردونياش- إنليل) وإنليل هو أحد الآلهة الرئيسيين بل الإله الرئيسي لدى السومريين وكان يوصف بإله الهواء والعواصف. كما كان الكاشيون وفي بعض الفترات التاريخية على اتصال مع الحثيين الآريين الذين احتلوا بابل ثم انسحبوا منها بعدما سلموا زمام الأمور فيها إلى أقربائهم الكاشيين. وقد علا شان الكاشيين وحدثت علاقات مصاهرة وزواج بين ملوك الكاشيين والفراعنة، كما صاهر الميتانيون وهم بعض من أسلاف الكرد الحاليين صاهروا الفراعنة أيضاً، والأميرة الكردية (تادوخيا) ابنة الملك الميتاني (توشراتا) تزوجت من الفرعون أمنوحتب الثالث ثم من ابنه أمنوحتب أو أمنوفيس الرابع بعد وفاة الأب، وكان زوجها الأخير قد لقب نفسه بعد حركته الدينية بأخناتون أي المخلص للإله(آتون) وهو قرص الشمس، كما كان لها تأثير كبير على زوجها أخناتون وهي التي أوحت إليه بالوحدانية وعبادة الشمس وهو الإله الذي كان يعبده الكرد في بلادهم، ويعتقد أن أخناتون قتل على يد كهنة الإله الشمس المصري القديم (رع) بمؤامرة دبرت له. وقد دام حكم الكاشيين لبابل مدة أربعة قرون كاملة إلى أن قضى على حكمهم الملك العيلامي (شتروك ناخونتي) عام 1157 قبل الميلاد. بقي علينا القول بأنه وعن طريق الكاشيين انتشرت عبادة الآلهة الكاشية والطقوس والشعائرالدينية للهندو- آريين بين سكان بابل وسومر، ومنهم انتقلت بعض هذه الآلهة ولكن بمنزلة أدنى إلى الديانات السماوية وحتى الديانة الإسلامية نفسها.
ومن أبرز الآلهة الكاشية التي انتقلت إلى السومريين والبابليين هي الإله (هورفيتات) و(ماروتاش) اللذان ذكرهما القرآن الكريم، كملكين وليسا كآلهة أي ليصبحا في الإسلام دون الآلهة مرتبة فأصبحا(هاروت) و(ماروت). وما يهمنا هو ورود ذكرهما في القرآن الكريم في الآية: وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) بدلاً من هورفيتات وماروتاش.  كما ورد في القرآن ومن قبله التوراة والإنجيل إسماء آلهة حورية حيث الحوريين هم أيضاً من لأسلاف الأكراد ومن هذه الآلهة (حيبات) أو(حيوات) والتي كانت زوجة رئيس مجمع الآلهة الحورية (كوماربي) وقد تحولت إلى أم للبشر أجمعين فسميت (حواء) مع قليل من التحريف والتعديل في كتب الديانات السماوية الثلاث التوراة والإنجيل والقرآن، ومن هنا يمكن أن نرفض ما ذهب إليه مدونوا التوراة من أن اسمها جاء من الجذر العبري (حوا) أو ما تقوله التوراة: (ودعا آدم اسم امرأته حواء لأنها أم كل حي) – التكوين 3/20. أوحتى المطابقة بينه وبين الكلمة العربية (حوي) التي تعني التكور والإستدارة أو التجمع. وما نذهب إليه هو: بما أن اسم (حيوات) أو معدله (حواء) اليوم هو اسم حوري في الصميم والحوريون بالتأكيد هم أسلاف الكرد فأين العبرية من هذا الإسم إذاً؟ وهو ما نعتبره تحريفاً واضحاً ومتعمداً في تفسير هذا الإسم ومعناه؟ لذا نرى  بأن هذه الإدعاءات التوراتية حول هذا الإسم ليست بصحيحة على الإطلاق وبشكل مؤكد.   








أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=3636