فوبيات التغيير والأنوثة في مضمار تأييد الثورات الجماهيرية
التاريخ: الأحد 27 شباط 2011
الموضوع: القسم الثقافي



إبراهيم بهلوي

الحكمة تقول " للذات فضاء شاغر تملؤها الانثى تحفزاً وأيماناً"، كما في الفعل يتكون مسلمات الفعل هو الأبداع والتريث في حقيقة ما تراه الأنثى في طرح ما هو ممكن والتمسك بمبدأ العدالة والمساواة وعدم التفريق بين ما هو أسود أو أبيض، لها واجبات وحقوق وأحياناً كثيرة تكون واجباتها ضعفي تلك الحقوق.
طيات لوحتنا هذه تحمل الكثير من الشجن الجميل في تعريف المرأة ورغبتها الداعمة لتحقيق الديمقراطية،في بلدان عربية عصفت بها رياح التغيير، وأصبح الشارع الشعبوي أرثاً ووصية أنتقلت من تونس إلى مصر، وقفة مع آراء بعض القياديات من النسوة شاركن في مؤتمر المصالحة والمسائلة.


ماذا عن بلد البوعزيزي وثورة الياسيمن
نبيلة حمزة رئيسة مؤسسة المستقبل وهي مؤسسة دولية تعمل من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان بما فيها حقوق المرأة والحكم الرشيد في الشرق الأوسط وشمال افريقيا أضافت وبسحنة جميلة عن دور المرأة التونسية في أنتفاضة الياسيمن التونسية قائلة بأن المرأة مشاركة في كل فعالية وخاصة أن الوضع بصدد الاستقرار في التونس فنحن نعتبر هذا ثورة ناجحة بكل المقاييس رغم المخاطر الجمة التي يمكن أن  نشاهدها ولكن بغض النظر عن الصعوبات والعراقيل التي نواجهها نعتبر أننا فتحنا صفحة جديدة في التاريخ ومرحلة لن نتراجع عنها أبداً ألا وهي مرحلة التقدم والانفتاح
 والديمقراطية سيكون لها الأثر ليس فقط على المستوى الوطني وإنما على المستوى الإقليمي هذه النقطة الأولى , أما النقطة الثانية هناك فضاء أيضاً لدعم مشاركة المرأة في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية رغم حضور المرأة في نظام بن علي أو نظام برقيبا حيث كانت تمثيلهم تقتصر فقط على الموالاة  للحاكم أما الآن فهناك إمكانية مشاركة المرأة بجميع أطيافها وأحزابها وأيديولوجياتها هذا شي ء مهم جداً بعدما أن كان هناك مقاطعة من قبل نظام بن علي لأنه هناك حزب  واحد ولسان واحد وأمرأة واحدة لذلك نريد أن تعبر المؤسسات التونسية عن التنوع وثراء المشهد السياسي وبالتالي المشهد النسائي في عموم تونس.
مضيفة بأن تونس هي أول دولة عربية من حيث القوانين المساعدة للمرأة وحضورها في العالم العربي وأكثر القوانين تحرراً ومساواةً للمرأة في العالم العربي والإسلامي  هي تونس . وتجربة تونس تقريباً قريبة من تجربة تركيا في مجال تحرير المرأة . لأن في زمن برقيبا عام 1956الذي كان مؤمناً جداً بقضية المرأة وأيد كامل الحقوق والواجبات لذا نرى بأن هناك تقدم ملحوظ حول أوضاع المرأة في تونس, وهذا لا يعني كل شي مكتسب لصالحنا ولكن التقدم ملحوظ .و الوضع يختلف إذا تكلمنا عن المجتمع المدني بصفة عامة . والآن تونس خرجت من قبضة يد الدكتاتور بن علي حيث كان المجتمع المدني تقوم بنشاطاتها بالسرية والخفاء وكانت تتعرض لمضايقات عديدة بحكم الدكتاتورية التي كنا نعيشها ,أما الآن فقد تحررت الألسن والأصوات وبذلك بدأت المجتمع المدني تمارس نشاطاتها بشكل أسهل وأكبر بعدما كانت مقيدة ومكبدة , وكانت وسائل الأعلام أيضاً مقيدة ولم تستطع إيصال أصوات المعارضين والمجتمعات المدنية التي كانت تنتقد النظام ولذلك لا يمكن مقارنة الوضعين على مستوى المجتمع المدني . وبتصوري المجتمع المدني في العراق لديه الفضاء لكي يتحك ويتقدم ويتعامل مع البرلمانيين والبرلمانيات ويناضل ويوصل صوته ومقترحاته , وهذا شيء إيجابي.ويبدو لي في كلا الحالتين ثقافة الديمقراطية والرأي الآخر في بداياتها أي مازلنا لم نتعود على فضاء ديمقراطي يحترم الرأي المخالف والتناقش بهدوء وبدون أية تشنجات . وهذه الثقافة حصلت عليها الدول المتقدمة بعد نضال طويل وقرون من العمل الدؤوب في هذا الشأن ونحن اليوم نتعلم من ذلك.
من تونس إلى دولة العراق الفدرالي الذي غاص اكثر من 8 اشهر دون حكومة، فمن تأييد إلى خلاف جذري بين الاحزاب السياسية الفائزة بأكبر المقاعد فقد أضافت سلمى الجبو مستشارة الرئيس العراقي جلال الطالباني لشؤون المرأة عن وضع المرأة العراقية وأستحواذ الرجل عنوة على معظم المناصب معللة الأمر هو صراع حزبي أصبحت المرأة ضحية تلك الصراعات،والنتائج تترقب عن نقاط حلول تفيد في حل المسائل العالقة بين تلك الاحزاب عن طريق نظام المحاصصة.
وعن مشاركة المرأة في تعديل كف الميزان لصالحها وإرادة التغيير التي تملكها المرأة العراقية أضافت الجبو متحمسة للكيان القوي للمراة العراقية بدءاً من البرلمان العراقي ووصولاً إلى منظمات المجتمع المدني اللذين يدعون وبكل قوة إلى رفع السوية العلمية والادائية للمرأة لتكون مشاركة مناصفة بالرجل في المضمار السياسي والاجتماعي والثقافي وتغيير النظرة الدونية للمراة من قبل كافة الاحزاب سواء أكانت الدينية أو السياسية العلمانية،وعندما نتفوه ونقول سواء أكانت هذه العبارة منطلقة من أفواه رجال أو نساء بأن المرأة هي نصف المجتمع فكيف يشلون نصف المجتمع ويصرون على كمالية المجتمع الذكوري الذي تنفيه كل الطقوس المدنية،هذا الأمر مستبعد تماماً مؤكدة على حرص المرأة على وحدة البلاد،ولكن أن كان هناك أقصاء لها ولفكرها وأمكاناتها سوف تؤل الأمور لصالح الجهل والتخلف ويعود الامر إلى الفلك الجاهلي،وان المرأة مستعدة أن تكون أول متطوعة في الشارع العراقي يؤيدها في ذلك كافة الشرائح العراقية المتسلحة بالعلم والمعرفة من أجل أنهاء النظام الذكوري الذي يحكم العراق.
أما النائبة عن القائمة العراقية السيدة صفية سهيل فقد عبرت عن رأيها في عملية التغيير السياسي بالإضافة إلى تغيير السلطات الدكتاتورية عن إرادة الشعب الذي هو صاحب القرار الأهم في الشارع وما نراه الآن في تونس وخروج السلطة من يد الحركات التحررية وتحولها إلى حركات شعبية تؤكد بأن عصر الدكتاتوريات قد ولى،وأن تطرقنا إلى هذه الحشود الجماهيرية التي تأبى وقوف دكتاتور على رؤوسهم والمرأة تكون شريحة نصف هذا الجمهور إن لم تكن اكثر في الدول الشرق أوسطية ،لأنها تتعرض للحرمان والظلم اكثر من الرجل،وما يقف في وجه المرأة اليوم لن يقف ضدها غداً،وما نراه اليوم هو المرأة تتوجه إلى المطالبة بحقوقها نافية أية حاجز "حزب-دين-رجل".
وفي ظل الحركات والنشاطات النسوية العراقية أضافت السيدة صفية بأننا وفي جميع أنحاء العراق نتجه إلى تثبيت المشاركة النسائية بالتواصل مع جميع القنوات لجعل الأمر واقعاً لا مجرد نشاط فقط،مشددة في الوقت نفسه بان الحراك النسائي الآن مطالب بتثبيت نفسه بقوة عن طريق المطالبة بمناصب سيادية في العراق لتثبيت حقوقية الجندرة وأرساء دعائم الديمقراطية التي يشكل المرأة جزء أساسي منها،وهذه الديمقراطية تبقى ناقصة أن أفتقدت إلى وجود الكيان النسائي،فتهميش المرأة في التشكيلة العراقية الجديدة مرتبط بالصراعات الحزبية والسياسية والدينية،ونحن كنساء نعتقد بأن تجاوزنا هذه الأمور بحكم ما نتعرض له من تهميش غير مبرر.

الدور النسائي المدني في مد يد العون للتخلص من الدكتاتوريات
هناء ادورد سكرتيرة منظمة الامل العراقية قالت بان الديمقراطية في العراق لن تثبت ولن يصبح لها مد أنشطاري أن كانت بطريقة فرض الجنس الواحد في العراق،وغياب النساء عن العملية الديمقراطية لن يحقق الدمقرطة والتنمية الموجودة وبالتالي كلما تحدثنا عن عملية سياسية بدون تواجد المرأة فيها سوف تكون مسألة شكلية ولن تكون لها جذور حقيقية على المدى البعيد،لذا نعلن يجب على الساسة العراقيون ان يعطوا لمفهوم المشاركة بعداً حقيقياً وسليماً على آساس التشارك، وان أعطب التشارك لا نستطيع أن نسمي الحكومة العراقية بالشراكة الوطنية أن أفتقدت تلك الشراكة إلى شراكة أجتماعية وثقافية وإقتصادية كان الامر اشبه برعب مطلق في العراق.
وكلما أبتعدت الأمور عن حجمها الحقيقي أصبحت الازمة بوادر بكارثة يصعب علينا الاستدلاء أو التنبئ بنتائجها،لذا على الساسة العراقيين أن يكون لديهم إرادة سياسية ولا بد أن ينهوا عهد السلطة الذكورية ويلتفتوا إلى أنفسهم وإلى دور المرأة صاحبة الامكانات الهائلة،لا يجوز أن يكون الرجل بذاك المفهوم"الرجل أولاً الرجل في القيادة الرجل في المقدمة .... والمرأة لا تشكل إلا تبعية له"،فالحكم الشمولي الرجولي يجب أن يزول ،إلا إذا كانت هناك حب بالتسلط وأقحام بأمر المرأة عندها لا نستطيع القول بان الامور سوف تبقى عليه ويكون الرجل هو صاحب كل ميراث.
أما بخصوص المساواة بين الجنسين يعتبر خطوة إلى تحقيق الدفع الديمقراطي للمراة كذلك انهاء العنف القائم على الجندرة،لذا لا بد ان يكون هناك عملية ضغطة متواصل سواء اكان من منظمات المجتمع المدني أو أصحاب القرار للتأكيد على العملية الديمقراطية وجعل الحكمومة حكومة مشاركة تمثل الجنسين.
لم يغب علينا دور المرأة في الأمم المتحدة والسيدة سهير أمرأة فلسطينية تعمل كمستشارة في منظمة الأمم المتحدة فقد ابدت رأيها وبشجاعة عن وضع المرأة ومشاركتها في تغيير الحكم الدكتاتوري والشمولي فقد أيدت وأستنكرت ظهور وأغفال المرأة في آن واحد معبرة بأن المرأة تكون نصف المجتمع وبدونها تبقى المعادلة فارغة،ومها سعى الرجل إلى تحقيق الطموح الديمقراطي تكون المرأة في الواجهة الحقيقية لتطبيق العملية الديمقراطية، لذا لا نجب أن ننكر دورها أبداً وفي أية عملية كانت.
قرار مجلس الأمن ذات الرقم 325 الذي أكد على أدماج المرأة في التنمية وفي أية عملية سياسية كانت فجميع الدول الموقعين على هذا البروتوكول مرغمين على تنفيذ هذا القرار، والامم المتحدة مسؤولة على تطبيقها كذلك مجلس الأمن المسؤول عن أقرار هذا القرار في جميع الدول مؤكدة على أن يكون للمراة حضورها في أية فعالية سياسية وثقافية وإقتصادية كانت،كما تقوم مجلس الامن الدولي بأستشارة النساء في جميع الامور التي تهمهم ويجب أن نتيح لهذه الشريحة لكي تعبر عن رأيها،أما عن دور الأمم المتحدة في تشكيل ورقة ضغط على الحكومات المحلية المتفرقة يكون عن طريق الدعم التكنلوجي والدعم المادي للمنظمات المدنية وتقديم النصح بالإضافة إلى تفعيل دور الإعلام.

ماذا عن الادباء وتحريضهم الادبي في تشكيل لوبي نسائي
للمراة وكما ذكر معظم النسوة اللواتي عبرن عن مواقفهن في مواجهة السلطة العفوية والبيروقراطية للأديبات أيضاً دورهن في تفريغ تلك المشاعر أدبياً وأكاديمياً، الأديبة والدكتورة سناء الشعلان مدرسة جامعية في الأردن كان لها طابعها الخاص في فرض الاولويات حيث قالت: السلطة الاستبدادية أيّاً كان شكلها هي حصيلة استلاب وقهر وعدم توازن قوى وجهل وتهاون بالمطالبة بالحقوق،وتربية قائمة على الجهل والعنصرية والشيفونية،ولذلك لن تحلّ مشاكلنا في الشّرق الأوسط إلاّ بإعادة نظر بتربيتنا وبمناهجنا التعليمية التي تتضافر جميعها من أجل أن تقسم المجتمع إلى فئتين لاغير الأقوى فيهما تأكل الأضعف دون توقف.نحن في حاجة إلى تربية تساوي بين البشر في إنسانيتهم وحقوقهم وقدراتهم وواجباتهم.
يبقى اخيراً أن نسرد وبكلمات بسيطة بأن المرأة كونها مكون مجتمعي يصعب على الشارع الذكوري التخلي عنه في بسط سيطرة الثورات الشعبية والتخلص من الحكم الشمولي والدكتاتوري.






أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=3393