عن علاقة الكرد بمذابح الأرمن
قامت السلطات العثمانية سنة 1915م بتنفيذ عمليات ابادة جماعية بحق الشعب الارمني متذرعين بان الارمن تحالفوا مع الروس لاقامة دولتهم المستقلة وقد كانت ضحية هذه الإبادة أعداد كبيرة من الأرمن و بعضاً من الطوائف المسيحية الأخرى كالآشوريين و السريان و الكلدان و غيرهم
وبهدف إضعاف نفوذ الاكراد والإستحواذ على مصيرهم وبلادهم
جندت السلطات بعض المقربين منها للمشاركة في تنفيذهذه المذابح ,مستغلين بذلك مشاعرهم الدينية المتطرفة وجهلهم ليحاولوا ضرب الإسلام بالمسيحية، وكذلك الكردي بالأرمني والاشوري.
شملت عمليات الذبح والقتل تلك, العوائل الأرمنية في قرية بياندا التابعة لمنطقة ساسون في ولاية باتمان الكردستانية حيث قضى السكان نحبهم ولم ينج من هذه المجازر سوى بضعة اشخاص كان والد آرام ديكران من ضمنهم.
حول علاقة الكرد بهذه المذابح يقول ديكران:(*)
"لم يكن للكرد اي ذنب في عمليات الإبادة الجماعية و مجازر الأرمن, بل إنهم مثلما ذبحوا الأرمن, قد خدعوا الاكراد ايضاً ".
ويقول ايضا:(**)
" لقد نجا والدي من مذابح الأرمن سنة 1915 بفضل اقطاعي كردي, اخذه ورباه الى ان بلغ العشرين من العمر حيث ارسله الى سورية, وقد تعرض هذا الاقطاعي لمضايقات وتحقيقات كونه آوى طفلا ارمنيا في منزله و حماه و كان والدي يقول لي دائما: يابني أرجوا ان لا تنسى ابداً جميل الاكراد معنا فلولا حمايتهم لنا لما رأت عيونكم النور,نحن ندين لهم بحياتنا, لذا اتمنى ان تعبر بأغانيك وموسيقاك عن وفائك وإمتنانك لهذا الشعب الذي عانى الامرين كما عانينا ".
فنه
غنى آرام ديكران بالعديد من اللغات واللهجات مثل الكرمانجية ـ الأرمنية ـ العربية ـ اليونانية ـ الروسية ـ الأشورية ـ السريانية والزازاكية متخطياً الحدود السياسية والجغرافية والدينية بين هذه الامم ليصبح بصوته وأدائه حمامة سلامٍ ٍ تغرد للتعايش السلمي بين أمم الشرق وتدعوا الى المحبّة و السّلام والتّآخي بين بني البشر .
(شف جوو) هي أول أغنية له ,وقد غناها سنة 1965 من اشعار الشاعر الكردي المعروف جكرخوين تبعتها العشرات من الاغاني مثل :آي دل آي دل دلولو – أي ولاتو ام حليان – برجم برجم د جوما – آي دلبري- زماني كردي و العديد من الاعمال الفنية الرائعة.
عن الفن يقول ديكران: (***)
"عندما نتحدث عن الفن يتبادر الى ذهننا معنيين للفن. المعنى التربوي والمعنى الغنائي والطربي, الفن تجذر في داخلي بمعنييه في هذه السنين الاخيرة, اعاد لي الروح وحال دون شيخوختي, لقد جعلني الفن ارى نفسي دائما بين الشعب".
بقي ارام ديكران مع بقية المبدعين الكرد من امثال محمد عارف جزراوي , كرابيتي خاجو ,مريم خان , كاويس اغا والعديد من الفنانين الكرد الذين رحلوا بأجسادهم، خالدين في وجداننا بموسيقاهم وألحانهم الرقيقة العذبة .
* موقع آفيستا الإلكتروني-08-آب-2009 .
** موسوعة الويكيبيديا.
*** نفس المصدر.