خواطر رمضانية ( 17 ) وهل من أيام أخر ؟
التاريخ: الثلاثاء 10 تشرين الاول 2006
الموضوع: القسم الثقافي


علاء الدين جنكو

      نعم هناك أيام مشرقة أخر كان لها الأثر الكبير في تغيير معالم التاريخ ، والتي وقعت في شهر رمضان المبارك ، ومنها :
     1 - يوم السادس من رمضان من سنة ثلاث وعشرين ومئتان للهجرة ، يوم أن حاصرت جحافل المسلمين القادمة من بغداد مدينة عمورية طالبة فتحها بعد أن سمع المعتصم أن رجلا روميا اعتدى على امرأة مسلمة فصاحت وهي أسيرة في أيدي الروم : وا معتصماه !!
      فأجابها وهو جالس على سريره لبيك لبيك يا أمة الله ، ونهض من ساعته وصاح في قصره : النفير000 النفير ، وخرج من فوره نافرا عليه درّاعة من الصوف بيضاء ، وقد لبس ملابس الغزاة .

      يوم سقطت عمورية في أيدي المسلمين كضريبة للطمة وجهها رومي لوجه امرأة مسلمة ، سقطت عمورية في أيدي المسلمين بعد معركة إسلامية استخدمت فيها أدوات الحصار الضخمة الكبيرة كالدبابات والمجانيق والسلالم والأبراج على اختلاف أشكالها وأنواعها ، وذلك بعد أن دام الحصار خمس وخمسين يوما بدأ من يوم السادس من شهر رمضان إلى أواخر شوال .
بحق إنها من الأيام المشرقة 0000 وستبقى مشرقة على مر العصور ، مدينة فتحت بسبب الاعتداء على امرأة ....
     2 - يوم التاسع من رمضان سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة للهجرة ، يوم أن واصل صلاح الدين الأيوبي انتصاراته على الصليبين ، فسار في هذا الشهر باتجاه مدينة صور يحاصرها حتى ضاقت الأرض على أهلها بما رحبت ، ولما علم صلاح الدين أن الحصار سيطول توجه إلى بيروت وأخذها ثم واصل انتصاراته ، والتي كانت نهايتها أن حرر بيت المقدس من براثن الصليبين بعد أن لبى نداء الأقصى :
يا أيها الملك  الذي           لمعالم  الصلبان  نكس
جاءت إليك ظلامة          يشكو بها البيت المقدس
كل المساجد طهرت          و أنا على  شرفي أدنس
    3 - يوم الخامس والعشرين من رمضان من سنة ثمان وخمسين وستمائة ، يوم أن انتشرت البشارة بين المسلمين بالنصر المؤزر على التتار في معركة عين جالوت 00000 وما أدراك ما عين جالوت ؟
      يوم أن هب الملك المظفر قطز إلى الإعلان عن الجهاد ضد التتار ، الذين سعوا في الأرض فسادا  والذين ما دخلوا بلدا إلا دمروها وقتلوا أهلها ، وسبوا من نسائها وأطفالها 000000 يقودهم هولاكو  000 هولاكوخان 000 حيث كان جلس في حلب ، وأمر على جيشه قائداً قوياً هو كتبغانوين ، و هو الذي فتح لأستاذه هولاكو من أقصى بلاد العجم إلى بلاد الشام ، ذلك اليوم الذي اجتمعت كلمة المسلمين على قطز بعد تفرق طويل ، وسار قطز بطلائع جيش المسلمين باتجاه عين جالوت ، و دار القتال بين الطرفين قتالا عنيفاً ، وكانت النصرة لله وللإسلام ، فأوقف زحف التتار إلى بلاد المسلمين بعد أن احتلوا أكثر من نصفها
      ذلك اليوم الذي قال فيه قطز رداً على الذين طلبوا منه حماية نفسه وإلا هلك وهلك الإسلام : ( أما أنا فكنت أروح إلى الجنة ، وأما الإسلام فله رب لا يضيعه ، وقد قتل فلان وفلان وفلان حتى عد من الخلق الملوك ، فأقام للإسلام من يحفظه غيرهم ولم يضيع الإسلام ) .
      بحق أنها أيام مشرقة 0000 استمدت إشراقها من هذا الشهر المبارك ، لما كان يحمله المسلمون في تلك الأيام من إيمان بين جوانحهم ، ومن طاعة كانت تنشغل بها جوارحهم ، فحقق الله لهم ما وعد 000 أيام مشرقة نقرؤها وندرسها لنعالج بها قليلا من أحزان اليوم 000
      ولكن لماذا الأحزان ؟
ونعلم يقينا أن انتصارنا في الأمس ما تحققت إلا بما نفتقده اليوم !! من إيمان وطاعة وعبادة خاصة في شهر رمضان المبارك ، ونشر للمحبة والأمن والسلام .... كما أمرنا نبينا عليه الصلاة والسلام ...
                                                              






أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=288