***
راقصاً، يقصدُ حتفهُ، والمذابحُ في صليلِ الوقتِ، تحتفي بظلالهِ الخانقة.
عرمرماً بالقلق والرَّهبةِ والحزن، ومحتشَداً بالأنين، يعبرُ متاهةَ الفناء، على أكتافهِ العرعرً، اللابلاب، الشَّوكُ، الرَّيحان، الخرامى، بيضُ النَّحلِ، وريشُ الحجل.
كَيلهُ كَيلُ الكارثة، وعينهُ عَمَشُها.
بارئاً أطيافهُ من تعاويذِ النِّهايةِ، آناءَ استواءِ القيامةِ على أضلاعِهِ.
معبَّأً بالأحاجي والطَّلاسمِ والألغاز، يسبكُ المعاني، ويطلقها وعولاً من البرق، في هبوبِ الغمام.
تتربَّصُ بهِ الجهاتُ الكلابُ، وينقضُّ عليهِ السُّكونُ الكلبُ، ويغتالهُ الحزنُ الكلبُ، وتواريهِ السُّنونُ الكلاب، بدهاءِ العراءِ، عن أعينِ الكلاب.
***
والليالي في اصطلاء عهرها، واستواءِ غيّها على قيئها، تُألِّبُ المدينةَ القدِّيسةَ على تسميمهِ بفسقها الرَّائع.
فيا سبحانَ فجورها!، أموتُ بهِ شعراً رءوماً، قالَتِ السَّحابةُ الأيلُ.
والكؤوسُ في دورانها، تديرُ الكونَ. والكونُ في توهانهِ، يديرُ الوجودَ. والوجودُ بأوهامهِ يدير الفناءَ. والفناءُ بأغلالهِ يديرُ العماءَ. والعماءُ بدياجيرهِ يديرُ الغدر.
والغدرُ، كؤوسُ الكونِ، وتوهانُ الوجودِ، وأوهامُ الفناءِ، وأغلالُ العماء.
اسطنبول: 16/1/2010
عن جريدة "الأيّام" الجزائريّة