بسام كوسا : باب الحارة عرض فولكلوري والمسلسلات التركية سخيفة
التاريخ: الثلاثاء 15 ايلول 2009
الموضوع: القسم الثقافي



  حوار: لافا خالد 

تميزت أدواره بالجرأة والموضوعية في الطرح , شارك في أهم المسلسلات السورية التي أثرت على الرأي العام يبحث عن أفضل الممكنات ليكون ما يؤديه مؤثرا , يشتكي من حالة الفوضى المستباحة في المشهد الفني , شخصية غير اجتماعية إلى حد ما كما يصف نفسه , لا يرى في مسلسل باب الحارة أكثر من كونه عمل فولكلوري , ويعاني من الرقابة التي تكتم نفس الجميع , في نفس الوقت يرى من المبكر جدا الحكم على أي عمل فني عراقي حاليا , حول هذه المحاور وقضايا أخرى كثيرة كان الحوار التالي مع نجم الدراما السورية بسام كوسا:


س-  الفنان بسام كوسا حالة إبداعية في المشهد الثقافي والفني العربي ما أسباب هذه النجاح اللافت ؟
 بسام كوسا – أشكرك على ذلك ولكنه افتراض لو أجاز هذا الافتراض أو كان دقيقا فذلك يضعنا أمام مسؤوليات كثيرة , وباعتقادي أن مهنة الفن أساسا هي معرفية ومهنة بحث دائم , مهنة كيميائها هو التجريد , بعضهم يدعي بنجاحه وإذا بذلك يبدأ بالقضاء على نفسه ورصيده
س- هل ما تعنيه هو غرور الفنان سبب فشله ؟
بسام كوسا – ربما هو الغرور وأحيانا الثقة المفرطة,  أساس نجاح أي فنان هو التأني والبحث الدائم هذه الشروط ضرورية لظهور أي حالة إبداعية
س – هل من معايير تستند  إليها في اختيار أدوارك ؟
بسام كوسا - هي ليست معايير بقدر ما هي شروط بعضها أساسية وبعضها فرعي,  مثلا يهمني النص المتكامل واشترط على اسم الكاتب الذي يفترض أن يكون تماما مقتنعا بالذي بين يديه,  كذلك اسم المخرج هذه شروط هامة جدا بالنسبة لي,  أحيانا تختلط الأوراق في ظل الثورة الإنتاجية الغزيرة نلحظ أناسا يدخلون مجال الإخراج وهم أميون مهنيا ومعرفيا يدخل المهنة فقط لأنه عمل مساعد مصور هنا وهناك وبعد عدة سنوات نراه اقتحم مجال الإخراج ولم تنضج تجربته

 وسط فني مستباح ورقابة تحاصر الجميع

س- برأيك مسؤولية من هذه الفوضى في هذا الوسط ؟
بسام كوسا – لأن المجال الفني والثقافي مستباح فقد يكتب أحدهم قصيدة اليوم ويخرج بعد غد ويشتم الماغوط مثلا
س- تكررت أدوارك في تجسيد الشخصيات السلبية ألا تخشى النمطية والتكرار ؟
بسام كوسا – أنا لا أخاف ادوار الشر ما يخيفني هو الأداء السيئ , لما يطالب الفنان أن يظهر أمام الكاميرا ببراءة لما لا نتيقن أن الشر نسبته مضاعفة عن الخير ؟ ما اسعي له أن يكون العمل معد بشكل متقن وببراعة وتحترم المتلقي وتجسد قضاياه آلامه وآماله
س- هل تؤمن بالتقمص حين أداء بعض الأدوار الصعبة ؟
بسام كوسا – كل الذي يدعي التقمص هو شخص مجنون هم لا يجيدون أداء أدوارهم لأنهم دخلوا من الباب الخطأ هذه ليست أكثر من" زعبرة "
س- تميزت الدراما السورية ببعض الجرأة ألا تخشون الرقابة ؟
بسام كوسا – ثقي تماما أن موظفو الرقابة هم موظفين فقراء, اتفق أن الرقابة موجودة حتى على نفس المواطن وفي كل الأمكنة هي ليست ظاهرة صحية "ليش على كيفنا موجودة الرقابة" برأيك ألا يعاني الناس في ايطاليا الرقابة وكذلك في هوليود , هم يقومون بوظيفتهم ونحن نمضي في عملنا

لا تغريني المادة ويهمني قضايا الناس

س- إلى أي مدى قد يغريك الجانب المادي لأداء دور لست مقتنعا به ؟
بسام كوسا – يبقى هذا الجانب مهما !
س- هل ترى كل أعمالك ناجحة ؟
بسام كوسا – أنا إنسان وأفعالي ليست معصومة عن الخطأ أحيانا قد انجح باختيار دور وقد أخفق , لا أدعي أن كل ما قمت به هو النظامي فقط , هذه المهنة إنسانية لها شروطها وظروفها ومعطياتها
س-هل تؤكد ان أجرك هو الأعلى في الوسط الفني السوري ؟
بسام كوسا – شيئان يتعتم عليها الإنسان كم عمرك وكم راتبك ؟
س- هل لازلت تمارس مهنة الكتابة وعلى ماذا تتضمن مقالاتك ؟
بسام كوسا – أحيانا أمارس هواية الكتابة في داخلي قضايا ملحة يحاصرني الوقت
س- هل من قضايا تركز عليها ؟
بسام كوسا - تعنيني قضايا الإنسان والناس في الشارع لم آتي للفن فقط ليراني الناس على التلفزيون أسعى من خلال عملي لأن تكون مظالم الناس أقل , دائما تهمني الفئات المهمشة المقموعة

الدراما الشامية ستنتهي 

س- ألم يبالغ السوريون بالتركيز على الدراما الشامية  مثل باب الحارة وما على شاكلتها ؟
بسام كوسا – نعم معك حق ولكن في النهاية سيملون ويغيرون درجت هذه الموضة حينما بدأ السوريون بالفانتازيا وتيقنوا بعد جدية طرحها بشكل متكرر , المشكلة في الدراما السورية هو غياب التخطيط والاستراتيجيات مثلا قد ينجح عمل فيلجأ الآخرون للاستنساخ ..
س- كنت مشاركا في الجزء الأول من باب الحارة في دور الإدعشري  ما مآخذك على المسلسل؟
بسام كوسا – هي دراما غير واقعية دراما أفقية , حكايات الجدات أو كان يا ما كان  في قديم الزمان , المؤلف نحى الجانب السياسي والبعد التاريخي لفترة 1910 قدم عرضا فولكلوريا  وركز كيف كانت الناس تعيش وتتزوج وتتعامل مع بعضها , تلك المرحلة كانت مثمرة بالأحداث وفيها أجزاء حيوية لم يتكلم عنها الكاتب  مثل وضع المرأة المثقفة وما شابه , ربحت خلالها المحطة بأرقام مذهلة واستمرت في ذلك وهي لا تعنيها المضمون المهم الأرباح والإعلانات التي ضاعفت من رصيدها المادي
س- ولكن تهافت عليها الناس بشكل لم يتصوره أحد ؟
بسام كوسا – حقيقة ذلك لأن الناس مرهقة من كل شيء لا تريد أن تفكر بمعاناتها , قدرنا سواء أكنا عربا أم كردا أم كلدان أم آشور .. أن نعيش  في منطقة صاخبة سياسيا وتتعرض للاهتزازات والتقلبات السياسية والاقتصادية منذ مئات السنين لذلك بعد كل هذا الضغط سنبحث عما ينسينا همومنا

أرفض التاريخ الذي يكتبه المنتصرون ولا أتنازل

س- لما ترفض أداء الأدوار التاريخية ؟
بسام كوسا – هو ليس رفضا , نعم أصارحك أن علاقتي مع التاريخ إشكالية لا يكفي للإنسان أن يقف على عتبات التاريخ ويحمل الربابة ويتباكى على ماضيه ,كل شعوب العالم لديها تاريخ عظيم ولكن من نجح هو من مسك بخيط الحاضر والمستقبل, ولا تنسي أن التاريخ يكتبه المنتصرون , نحن أمة حنين تموت على ماضيها علينا أن نتحرر من هذه العقدة علينا أن نلتفت لحاضرنا المزري لأنه ماضي المستقبل
س- لمن يتنازل بسام كوسا ؟
بسام كوسا – أتنازل أمام أولادي أنا بطل أليس كذلك ؟
س- متى تقر بفشلك ؟
بسام كوسا – ثمة أعمل كثيرة تصورت أنها ناجحة وبعد الانتهاء منها لم تكن بالصورة التي تخيلتها
س- أي عمل لك كان بوابة نجاحك؟
بسام كوسا – لا يوجد عمل توجد مراحل مثلا ماركيز لم يصبح عظيما بعمل بل نجاحاته كانت نتيجة سلسلة من المراحل
 
الدراما التركية ونظرية المؤامرة

س- هل يرضيك الغزو التركي للدراما العربية ؟
بسام كوسا – من حيث المبدأ هو ليس غزوا المشهد الثقافي العالمي متكامل , تكمن المشكلة عند الشركة التي دبلجت هي أتت بأردأ الأعمال واستثمرت اللهجة السورية بطريقة ذكية , الأتراك لديهم فن جيد وسينما جيدة ما تم عرضه لحين اللحظة هو تسطيح وسخافة
س- نعود ونتساءل لما الإقبال الجماهيري والتفاعل الملحوظ  إذن ؟
بسام كوسا – ببساطة لأنهم شاهدوا أشياء لا تنغص حياتهم وتزيدها ألما , لأنهم أناس متعبين من معيشتهم وظروفهم وهمومهم
س-  هل ترى أن عرض المسلسلات التركية فيها أبعاد سياسية ؟
بسام كوسا – علينا أن نتخلى عن نظرية المؤامرة العملية تجارية بحتة
س- لما لم تتوجه لمصر على غرار فنانين آخرين ؟
بسام كوسا عرض عليّ كثيرا التمثيل في مصر, ببساطة شديدة لأنني قادر على أداء الأدوار في بيئتي هناك لا يفعلون ما هو خارق
س- هل ثمة تداخل بين الفن والسياسة ولما لا يدلي الفن بآرائه السياسية دوما ؟
بسام كوسا – نعم ثمة تداخل بين كل شيء السياسة ابتلاء من منا لا يتمنى أن يستيقظ ويفتح عينيه على حوض ماء جميل ويسمع زقزقة العصافير والفنان هو أكثر من يقول السياسة عبر أعمال كثيرة كانت ولازالت تعرض
س- إذا ما أتينا لقضايا الشباب فهي مغيبة عن المشهد الدرامي دائما لما ؟
بسام كوسا – ببساطة شديدة لأنها أعمال غير مربحة ماديا وهذه مسؤولية القطاع العام
س- هل ترفض أداء ادوار معينة ؟
بسام كوسا – إذا كان الهدف بناء المجتمع لا أتردد أبدا أما إذا كان هداما فأرفضه بالمطلق
س- ما أهم المواقف التي تربكك في الحياة ؟
بسام كوسا: هذا السؤال حساس , أنا إنسان غير اجتماعي وكنت أكثر من ذلك أحيانا أقول إنني لا أصلح لهذا العمل لأنها تحتاج لجرأة وكوني لا اختلط بالناس كثيرا ذلك يربكني , أفضل أن انزوي في بيتي مع عائلتي , طبعا ذلك ليس مطلقا لدي صداقات لكنها محدودة
س- يقال أن من ينجح في الفن فعليه أن يفشل في حياته الأسرية ؟
بسام كوسا - لا هذا الكلام غير دقيق ثمة تجارب ناجحة أنا أكثر من سعيد في حياتي وسبب هذا التوازن هي زوجتي الفاضلة واستيعابها للمهنة
س- بمعنى هل وراء كل عظيم امرأة ؟
بسام كوسا – لا ..أمام كل عظيم أمرأة لماذا وراء كل عظيم امرأة؟ أنا بفضل هذه الإنسانة رجل متماسك كنت أتصور غير ذلك قبل الزواج فوجئت بزوجة رائعة وعقلها يزن بلدا
س- من هو خليفتك في الفن ؟
بسام كوسا – لا يوجد نهائيا خليفة لي وأنا لم اخلف أحدا الخليفة كذبة كبيرة ثمة تلامذة تفوقوا على أساتذتهم ويقاس ذلك على الجميع
س- كيف تقييم المشهد الصحفي العالمي؟
بسام كوسا – هذا الأمر غاية في الأهمية سيما التلفزيون الذي يلعب دورا في صنع القرارات وتغيير المشاهد العالمية سطوتها باتت أقوى من فعل السلاح برأي في ظل هذه الطفرة الهائلة من التكنولوجيا علينا أن نتنبه بأنه ليس المهم ماذا نقول لابد أن يتلازم ب كيف نقول .
------
شكو ماكو






أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=2579