في مقصف بيلسان..
التاريخ: الأربعاء 26 اب 2009
الموضوع: القسم الثقافي



  دهام حسن

التقيتها دون موعد في مقصف بيلسان
التقيتها.. حبيبتي..
هي وأختها... وواحدة أخرى ترمقني كثيرا
أترى تعرفني.؟
أم ترى غرمت بي كعادتهن كثيرا.؟

تفصلنا بركة  ماء
يتراقص خيالهن على صفحاته
مع الموج الصغير تيها وسرورا

ووسوسات الشفاه وهمساتها
وهن يرتشفن من الكأس عصيرا


ونسائم تهب جريئة
فيهفو فستانها شعرها حريرا

وصرت أستاف أنثى عطورها
ثملا من نهكتها
وهي تنساب عليّ عبيرا

هربت اليوم من الدار ضاجا
إلى بيلسان..
علّني أدفع الغمّ عنّي
ويطير بي الخيال
 وأغدو في لهو المقصف أميرا
فأحالني مقصفه إلى غلّ السمر الجميلات
- يا ويحي - ثانية أسيرا

أرسلت إليّ مع النادل كتابا قصيرا
تنصحني ألّا أشرب كثيرا
وتقول مازحة:
بالصحو تهلكني
فكيف إذا أصبحت سكّيرا


وتلكز من  بجانبها.. رفيقتها
كلما مسّت شفتاي الكأس مسّا يسيرا
ويك أخاف عليه
 من الشرب كثيرا كثيرا

وما إن هلكت سكرا حتى
 سارعن إليّ...
خطفنني..وحملنني..
 أقلّتني  بسيارتها..
تسأل الناس العبورا..


 أحطن بي..
ترشّ عليّ من عطرها بخورا
وكلما تململت.. في المقعد الخلفي
وكنّ اتخذنه لي سريرا

 ضحكن سائلات..
أترى..سكران هو..؟
 أم اصطنع السّكر علينا زورا..؟

فلم أصب من حبيبتي.. ليلتها..
إلا وصلا  حميما .. لا فجورا..
فوالله  ما عرفت الحبّ
إلا على يديها نسكا لا شرورا
ويشفع لي ليلتي في بيلسان
إن  كنت عاصيا.. فقد كنت  مخمورا

فما أحيلاها ليالي بيلسان..
أنس وسهر وخمر وخود حسان..
 ترتاح بأمسياتها كثيرا كثيرا
يستقبلك  مزار (لالش)*..
مشهده لوحة حية.. شخوص ناطقة..
كأنك بمهرجان 
فينأى بك الزمن والمكان
فتية تلفعوا بأكسية كالطيلسان
فأضفى على السهر مرورهم .. حبورا
فما أحيلاك  ليالي بيلسان سهرا وحضورا
.. **** *********
(لالش)* مزار ديني ومعبد ومحجّ تؤمه الطائفة الإيزيدية، وهو موجود
في كردستان العراق
ومقصف (بيلسان) في جنوب مدينة عامودا ببضعة كيلو أمتار... 







أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=2549