أقطاب وشيوخ الديانة اليزيدية
التاريخ: الجمعة 03 تموز 2009
الموضوع: القسم الثقافي



  خالص مسور

يقسم تاريخ الديانة اليزيدية من حيث المعتقدات والمراحل إلى التقسيمات التالية:
أ- مرحلة الميثرائية- الماغوية. أي إلى بدايات الألف الاول لما قبل الميلاد. ويعتبر الإله ميثيرا(ميهير- ميرزا) أول وأقدم الآلهة اليزيدية وتعني التسمية الآرية(الإله الرحيم) وكان مسؤولاً عن الخير والخصب والرعاة
ب- المرحلة الزرادشتية
ج- المرحلة اليزيدية في الفترة الإسلامية
ولكن سنقصر حديثنا عن الفترة الأخيرة وهي الفترة الإسلامية من عمر اليزيدية لكونها أقرب المراحل إلينا، وهي المرحلة التي أدخلت فيها الكثير من العناصر الإسلامية في صلب الديانة اليزيدية، وقد يعتقد البعض خطأ بأن الديانة اليزيدية تعود إلى تقديسهم ليزيد بن معاوية، فهذه مقولة يقول بها الجاهلون ولايقرها الراسخون في العلم. فجذور هذه الديانة تعود – كما قلنا- إلى الألف الأول قبل االميلاد إن لم يكن إلى عهود أقدم من ذلك بكثير.


في الفترة الإسلامية ظهر علماء دين كبار استاطاعوا تطعيم اليزيدية كأقدم ديانة لاتزال موجودة في الأرض، ببعض المؤثرات الإسلامية، ويعتقد بأن اليزيدية قبلوا ذلك كنوع من التقية أمام همجية وعصبية وشراسة وشوفينية شعوب المنطقة من أصحاب الديانات الأخرى ككل.
وأول شيوخهم الذين أدخلوا المؤثرات الإسلامية كان
1- الشيخ عدي بن مسافر الملقب بشرف الدين أبو الفضائل. والذي لا يزال أصله مدار نقاشات وأبحاث عديدة، فمنهم من يعتبره من السلالة الأموية الخط المرواني نسبة إلى مروان بن الحكم رابع الخلفاء الأمويين/ والذين هربوا من اضطهاد العباسيين لهم والتجأوا إلى مناطق كردستان لان أم مروان بن محمد آخر الخلفاء الامويين كانت كردية الأصل وتدعى(لبابة). ومنهم من يرجع أصله إلى الأكراد الهكارية وأنه اعتنق اليزيدية بعدما تأثر بمعتقداتهم عن الخير والشر والظلمة والنور تلك المقولة التي كانت تناسب البيئة الكردية الجبلية حيث الليل الدامس في ثنايا الجبال الكردية والذي كان ستاراً للمجرمين واللصوص والأرواح الشرية التي تؤذي الإنسان وتجلب له الموت والدمار. بينما سطوع الشمس في هذه الجبال كانت نعمة لطرد الليل ومعه جحافل مملكة الأرواح الشريرة، ولهذا فليس غريباً أن يقدس الأكراد إله النور والحكمة (آهورا مزدا) ويصبحوا مناصريه ضد (أهريمان) إله الظلمة والشرور.
وقد اتصل عدي بن مسافر(الشيخ عادي) بشيخ المتصوفة عبد القادر الكيلاني، وأخذ عنه التصوف وقام بنشرها بين أتباعه ومريديه، وإنما تصوفاً مثرائياً- ماغوياً – مطعماً ببعض الشعائر الإسلامية. فمن ذلك تعميدهم لأطفالهم أسوة بالنصارى وتقديسهم لبعض الرسل السماوية كعيسى وخضر الياس إلى جانب ميثرا، وزرادشت، وآشا...واحتفائهم بعيد القربان الخاص بهم... وحملهم لاسماء محمد، و حسن، وشرف الدين...الخ. وبالمقابل فقد أخذت الأديان السماوية والوثنية منهم الشيء الكثير. وربما كانت الديانة الزرادشتية وهي حركة إصلاحية في الديانة اليزيدية ديانة سماوية بحق وحقيقة، ولا أدل على ذلك مما أمر به الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب أثناء الفتح العربي لكردستان بمعاملتهم معاملة أهل الكتاب.
هذا وقد كان مولد الشيخ عدي على ما يرجح في عام ا074- 1078م. وبعد وفاته  دفن في لالش في منطقة الشيخان في كردستان العراق الحالية فخلفه ابن أخيه
2- ضخر بن صخر بن مسافر الملقب بالشيخ أبي البركات. وقد سار الرجل على هدي عمه عدي وزاد في إدخال الشعائر الإسلامية والمسيحية أيضاً في الديانة اليزيدية العريقة في القدم. وبعد وفاته دفن هو الآخر في لالش إلى جوار عمه الشيخ عادي فخلف ابنه
3- عدي بن أبي البركات. أو عدي الثاني وهو المشهور بالكردي والملقب بأبي المفاخر وتوفي هو الآخر عام 1217م ليخلفه ابنه
4- الشيخ شمس الدين محمد  المعروف بالشيخ حسن. وهو الذي أوحي اليه كتاب اليزيدية المقدس (الجلوة لأصحاب الخلوة). وكان الشيخ شمس الدين شديد التدين راعيا للعدالة والحق بين انصاره. وله أيضاً كتاب(محك الإيمان) وكتاب آخر يدعى (هداية الأصحاب) وهو الذي يرد اسمه في شهادة اليزيدية، وهناك كتاب هام آخر وهو(مصحف رش) أي المصحف الأسود باللغة الكردية.  وبعد وفاته خلفه أخوه
5- الشيخ فخر الدين. وفي عهده تم إدخال إصلاحات جديدة في طريقة تولي المشيخة اليزيدية حيث انحصرت في ذريته المشيخة الدينية إلى جانب الفتوى الدينية. وبعد وفاته خلفه ابنه
6- الشيخ شرف الدين محمد. الذي قتل وهو في طريقه الى لزيارة السلطان عز الدين السلجوقي عام 1257م فخلفه ابنه
7 – الشيخ زين الدين يوسف. وحينما وجد الشيخ أن الأوضاع في كردستان لاتناسب طموحاته الدينية والعلمية، هاجر ال مصر وانقطع فيها للعبادة والعلم، ومات في الحادثة المشهورة بالنكبة العدوية بالقاهرة عام 725هـ 1327م. واعتبارا من هذا التاريخ يدخل التاريخ اليزيدي في دوامات من الصراع الخارجي، تعرضوا من خلالها للإبادات الجماعية والمذابح على أيدي شعوب المنطقة من سلاجقة اتراك، وفاطميين، ومغول. وهنا ظهر
8- الشيخ زين الدين أبو المحاسن.  الذي ينتمي من حيث نسبه إلى خط  عدي بن أبي البركات. فكثر مؤيدوه في الشام وبويع أميراً لليزيدية هناك، لكن اعتقله سلطان المماليك سيف الدين قلاوون بعد ازدياد نفوذه واحساسه بخطره ومات في سجنه فخلفه ابنه
9- الشيخ عز الدين. وكان مقره في الشام وبويع أميراً للأمراء فيها، وكان طموحاً عالي الهمة شجاعاً، فلما آنس من نفسه القوة تمرد ضد الدولة ولكنه قبض عليه ومات في سجنه بالشام عام 731 هـ. وأمير اليزيدية اليوم هو
10- الأمير تحسين بن سعيد أمير الشيخان.
وختاماً نقول أن اليزيدية هي بقايا دين قديم تعرض أتباعه لابشع أنواع الأذى والإضطهاد من قبل أصحاب الديانات الاخرى. وهم أكراد يرتلون جل شعائرهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية. يومنون بإله واحد أحد يساعده رب الأرباب الأرضية السبعة ويدعى (طاووس ملك). ويقدسون الشمس كإله للخير ورمز الإلهين مثيرا، وآهورا مزدا ويقبلون أول بقعة تنيرها الشمس، ولاياكلون الخس ولايلبسون الأزرق ربما لأنه يمثل لون الطاوس ملك، والقيامة ستكون في جبل سنجار...الخ.
..............................................   
(1)- الموسوعة الإسلامية –مجموعة من العلماء المسلمين
(2) – اليزيدية بقايا دين قديم -  جورج حبيب
(3)- مقالات وكتب متفرقة 








أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=2463