كعادة كل الثورات في العالم ، فإن المؤسسة الثورية الكردية اهتمت إلى حد ما بهذه المسألة .. فمسرحيات عديدة قُدِّمتْ في عهد الشيخ "محمود الحفيد" وكذلك إبان تأسيس جمهورية " مهاباد" وفترة اتفاقية آذار . وفيما يتعلق بالسينما فالأمر يختلف لأنها تتطلب إمكانيات مالية ضخمة بعكس المسرح الذي لا يحتاج إلى البذخ وبذل المال كثيراً .
إذن: السينما الكردية ضرورية ليواكب الكردي روح العصر ، لأجل خلق صناعة وفن سينمائي كردي .. يحتاج هذا الشعب إلى زج أبنائه في امتهان الفن السينمائي .
كيف استقبل المشاهد الغربي العمل السينمائي الكردي؟؟
لقد عرض فيلم النفق في مختلف المدن الأوربية . والجمهور الأوروبي أصبح يعي ما تسمى بـ السينما الكردية والتي لاتتعدى أحلامها عن ثلاثة أو أربعة أفلام .
سأل مدير مهرجان "يوتوبورتي" في مجلة "جابلن" السويدية : لماذا تكتبون في برنامج المهرجان بأن فيلم النفق هو إنتاج سينمائي كردي . فقارن هذا الأمر ببعض الأفلام التي تحدثت عن القضية الكردية غير أنها ممولة من شركات أجنبية غير كردية ، وقد اعتبر حتى أفلام "يلماز غوناي" بأنها أفلام تركية . أما فيلم "النفق" فهو ممول كردياً من قبل منظمة fond hawkari Kurdistan وكان التمويل على سبيل الاقتراض "الحسني" فمنحوني ثلاثة آلاف دولار ، ومازلت مديوناً لهم ،وهم يطالبونني بحقهم طبعاً
وكأني أخمن أنك تعذبت كثيراً لأجل إنجاز فيلميك .. ما رأيك ؟؟؟
نعم في المراحل التحضيرية لفيلم النفق قدمت طلباً إلى الفيدراسيون الكردي في السويد لغرض تمويل الفيلم . وبعد طول انتظار ، قدم لي الفيدراسيون مبلغاً" ضخماً جداً" وهو ألف كرون سويدي أي مايعادل 150 دولاراً ، فأخذت المبلغ ، واشتريت به طعاماً لزملائي .وفهمك يكفي .
هل تحمل هواجس تتعذب من جرائها – الخوف – الفشل .. الخ .الخ
هواجس قديمة بعض الشيء ... أنا أعاند لأثبت ذاتي الكردية . في بداية عام 1983عرضت على زميلي "برهان شاوي" فكرة تأسيس جمعية أو منظمة أو شركة سينمائية كردية .فكتبنا رسالة طويلة إلى السينمائي الكردي الخالد "يلماز غوناي " في فرنسا ، ولسوء الحظ لم نتلق جواباً بسبب مرض غوناي ، ووداعه الحياة فيما بعد .
برأيك ماموستا ، هل نجحت السينما الكردية في إيصال الصوت الكردي إلى الآخرين ؟؟
لا أعتبر هذا التعبير دقيقاً ،فحتى نُغيِّر نظرة الرأي العام الأوروبي ، ونحضه ليتفاعل معنا علينا أن نحاصره بأفلام كردية كثيرة وكثيرة جداً .
الإرث الثقافي الكردي عرضة للسلب .كمثقف كردي كيف ترى عملية الحفاظ على هذا الإرث بما فيها الأساطير والملاحم الشعبية الكردية
لست خائفاً من هذه القضية .لأن الموروث الكردي كنهر عظيم لا يعرف النضوب ، ولايمكن لأحد أن يسرق ملحمة جلجامش أو سرقة مؤلفات شكسبير العظيمة .على العموم حضارات الشعوب تتداخل وقصصها تتقاطع بشكل جميل .فهناك ثلاث أساطير "كردية pira delalويونانية"جسر آرتاو" وجورجية"قلعة سوارم تتشابه مع بعضها البعض .إذن : يلزمنا بناء مؤسسات ثقافية تتمكن من المحافظة على هذا الأرشيف ..إن من يقصف أرضك ودارك يمكنه أيضاً نهب محتويات هذه الأرض .
هل أنت مع إنتاج أجنبي يصور حالة الكرد سينمائياً ؟؟
كانت هناك محاولات سينمائية .المؤسسة العامة للسينما في العراق صورت فيلم "نرجس عروس كردستان " وقد صور في ظروف سياسية صعبة ..وبداية العشرينات من هذا القرن قام مخرجون أرمن بتصوير أفلام كردية في أرمينيا ..
إلى أي مدى ينجح الجهد الفردي في خلق الحالة السينمائية ؟؟
الجهد الفردي صعب والمؤسسة الكردية غير معنية بهذا الموضوع مطلقاً لأنها ملبوكة مع شؤونها ..لقد حاولت بناء مؤسسة سينما كردية غير أن المحاولة فشلت فشلاً ذريعاً في السويد وللعلم لم استلم فلساً واحداً من أية منظمة سياسية كردية ..أنا أقبل بها .وسأشكرها ولكن !!!
يتسم هذا العصر بأنه عصر الانقراضات انقراض الشعر – انحسار دور الرواية – إغلاق أبواب المسرح ، وإطفاء نجمة السينما ..ألست تغامر بوقتك ومالك في سبيل الــ ؟؟؟
لاياصديقي لا تكن متشائماً إلى هذا الحد تبقى مسألة الإبداع مسألة حياتية . أعتقد أن للسينما كما للشعر والرواية وغيرها جمهورها . نحن بحاجة على منتج كردي ثري لايخاف من ماله .واطلبوا مني ما شئتم .فأنت كردي يعني أنت مغامر أو مقامر .
ما موضوع فيلمك الجديد؟؟
الفيلم عنوانه"صائد الجن" أتمنى أن تقرؤوا موضوعه على الشاشة لا على الورق .
ولكنك وضعتني في صورة الفيلم وسأنقله إلى القراء
لا أرجوك، بالمناسبة يشارك معي في هذا الفيلم المصور السينمائي الكردي "أنور سندي" وهو من الشباب العاشقين لفن السينما ..وبحكم تجربتي مع الآخرين فإن سندي أكثرهم احترافاً للعمل ، كذلك نخبة من الفنانين الكرد المتخرجين من المعاهد الأوربية .
أخيراً بماذا أنت شارد طول الوقت؟؟
أحلم بأن أنجز فيلماً حول جمهورية مهاباد الكردية وسقوطها ، وإعدام رئيسها ،وعودة الضباط الأربعة ، وتسليم أنفسهم إلى العراق ، وبقاء البار زاني الخالد صامداً مع جماعة يحاربها الجميع ،والسف إلى الاتحاد السوفييتي ، وعبوره نهر "آراس" هذا النهر الذي ألهم آلاف الآباء الكرد ، فسموا أبناءهم "بآراس" ..وشكراً لك ..
أجراس : فصلية- مستقلة – تهتم بشؤون الفكر والأدب والثقافة
العدد التاسع