حجارة المدن الباردة
تأن تحت اقدامنا الهزيلة
ترسم دربا متشابكا من القلق و الرؤية
ونحن منهمكون بامتعة السفر
و اخرى لايامنا الباقية
***
هذا ضوء خافت منساب من الموت
يوقظ فينا الرعشة الاخيرة
تلفحنا الرياح القادمة من اعماق
الذاكرة
الراحلة ببطء نحو الافق
***
عمر ...
صديق طفولتي و شبابي
وذكرى مرسومة
على صفحات عمري الباقي
***
ايها المتشبث بهواء الجزيرة
حملتك الذاكرة معها الى الغربة
بقيت هناك لم تغادرها
تراقب تلك الشوارع و الازقة
التي استهلكناها سوية
فحواراتنا و تلمسنا لدربنا الطويل
كالعميان
كان شاقا
كنا نرسم ...نلون ...نبحث
الفن كان زادنا
الذي لم نعثر على غيره
***
كان مسكونا بالحزن و الحلم
كان ملونا و شفافا
ريفيا لا تروق له الاضواء
و لا الاسواق البعيدة
يضم لوحاته الى قلبه بدفء كالاطفال
***
مرة اخرى
ماذا نفعل بالسنوات الباقية من عمرنا
بعدك
***
الحزن يلفنا بوشاحه السحري
منذ ان تركناك وحيدا على دروب
تل حجر
فمن يدري ماذا تخبىء لنا الايام
***
كان يلهث خلف اللون القرمزي
كالطاووس المتراقص الذاهب الى حتفه
بخيلاء
***
دمنا يراق
اصابعنا تآكلت
و قلبنا ما زال سرابا
ايها المنفيون تعالوا لنلتفت الى الوراء
لنرى ماذا تركنا وراءنا
غير القرى المتناثرة ...
و حكايات الاحبة و الاصدقاء
عمر حسيب
عمر من النقاء و اللون
المحفور في ذاكرتنا الى الابد .
* فؤاد كمو- المانيا 4/12/1998 .