وما السعادة في الدنيا سوى شبح
يرجى فإن صار جسما مله البشر
كالنهر يركض نحو السهل مكتدحا
حتى إذا جاءه يبطي ويتعكر
يسعد الناس إلا في تشوقهم
إلى المنيع فإن صاروا به فتروا
فإن لقيت سعيدا وهو منصرف
عن المنيع فقل في خلقه العبر
وغاية الروح طي الروح قد خفيت
فلا المظاهر تبديها ولا الصور
فـذا يقول هي الأرواح إن بلغت
حد الكمال تلاشت وانقضى الحبر
وإذ يقول هي الأجسام إن هجعت
ولم يبق في الروح تهويم ولا سمر
كأنما هي ظل في الغدير إ ذا
تعكر الماء ولت وانمحى الأثر
*******
فدوىكلمات الهوى احتضرت
وأصبحت أشباح أحياء الهوى
انساقت لها أشباه الآدمية
فيا حسرة للهوى العـذري وما
نسي خلفه ذِكر يتلى
وأن الثرى هو مثواه الأخرى
فلا كان ولا أصبح ولا أمسى
حتى سار ينذر بنهاية عظمى
إن لم تكن قد سارت
فالأحاسيس رقصت على سيمفونية
فضائيات المغنى ...
وكلمات شعر نزار...
أصبحت تشوه من قاموسها السحري
وتترجم إلى آلات ورقصات وأجسام
تدور في عالم من السحر الممغنط
للجلب والخداع ...
لا لسحر الكلمة ...
وروعة التعبير...
وإنما للكلام فقط للكلام
والجنون فقط للجنون
والأشواق سارت قيثارة مكسرة
وإن صُرِّحَ بها بصدق
كُذِّبَتْ وثمنت بهزيل بخس
وزنه لؤلؤة مرجان ...مظهره
سم علقم ... باطنه
*******
جبرانوالجسم للروح رحم يسكن به
حتى البلوغ فتستعلي وينغمر
فهي الجنين وما يوم الحمام سوى
عهد المخاض فلا سقط ولا عسر
والدين في الناس حقل ليس يزرعه
غير الأولى لهم في زرعه وطر
من آمل بنعيم الخلد مبتشر
ومن جهول يخاف النار تستعر
كأنما الدين ضرب من متاجرهم
إن واظبوا ربحوا وأهملوا خسروا
إن دين الناس يأتي
مثل ظل ويروح
ولم يقم في الأرض دين
بعد طـه والمـسيح
*******
فدوىتشتاق إليك أرواح
ستائرها من حرير
هي لؤلؤة تنادي
عليك في ذاك الأفق ا لبعيد
فيلسوف ثائر حكيم أنت
في عالم اللا وجود
فمتى يعرف الناس
أن الحب هو حب الوجود و اللاوجود.