أكتب وأنا المتجوّل في الباصات الدّاخلية
بعينيّ المتفرّجتين في أنحاء فيلنيوس
عمّال يصلّحون بآلاتهم الحمراء وتراب يرتفع
في جوانب الشّوارع
هوتيلات راقية ترفض أن أنام فيها
لأنّني لا أملك فيزا
أكتب أنّني لا أريد العمل ولا النقود
ولا أيّ شيء آخر سوى
أن أرى سياجات الأبنية التي يتمّ تجديدها
وعليها الإعلانات الكبيرة المتّسخة
وبقع بيضاء أو بنيّة كبيرة
أرجع إلى نقطة البداية في انطلاقي
إلى محطّة القطارات بعد جولاتي
في الأصقاع من المدينة.
أكتب غيمة بيضاء
وحيدة وشفّافة تتكلّم الإنكليزيّة معي في النّوم
ثملان مجنونان يتعانقان ثمّ يتشاجران
ويدا في يد يتّجهان إلى حيث لا أعرف
فيما بعد العصر
والشّمس المشرقة التي تسرد
قلبها الأصفر المتبقّي
كأنّما هي أنفاسي الأخيرة أيضا
وكأنّ ليتوانيا لم تكن
والأشجار العالية وصورتي أمامها
وشاربي الطّويل كأنّي في القرن التاسع عشر
في فرنسا
أكتب جولة من جولاتي بعينيّ البارقتين
بعد الكفّ عن أخذ الحبوب المهدّئة
والتفكير من جديد بتعب
وأنّني متروك
كقارب مليء بالأزهار في هذا الصّقع
من العالم
على سطح هادىء بعد العصر
أجري.