ان للشاعر الانسانية الكبير درويش دَين كبير على اعناق الكورد من خلال قصيدته ( معكم) و الذي ندد بالعدوان الظالم على الشعب الكوردي في العراق، و كان ينتقد حزب البعث عندما اشعل حربه ضد الكورد منذ عام 1963.
انه الشاعر الذي لفظ كلمة كوردستان و حتى اليوم لم ينطقها القوميين الشوفينيين المتعصبين، بيًن موقفه في الوقت الذي شاركت اكثرية الحكومات العربية الحزب البعث الظالم في ظلمه و غدره للكورد و لم ينبسوا ببنت شفة تجاه مآسيه و ويلاته من حملات الانفال و القصف الكيميائي، نطق الحق و هو شاعر مبدئي حساس و الحكومات العربية المتنفذة المتسلطة انكروا ما حل بالكورد و كوردستان ، انه احساس شاعر بكل مافيه من رهافته و ايمانه المبدئي بالتساوي و حق الجميع في العيش بسلام و هو شاعر يعبد الانسان و يموت من اجل الحق، يقول:
هل خر مهدك يا صلاح الدين
هل هوت البيارق
هل صار سيفك.......صار مارق
في ارض كردستان حيث الرعب يسهر و الحرائق
الموت للعمال ان قالوا (( لنا نحن العذاب))
الموت للزراع ان قالوا ((لنا نور الكتاب))
الموت للاكراد ان قالوا ((لنا حق التنفس و الحياة))
نعم انه شعر و من صميم قلبه،و وصف ما حل بالكورد و كوردستان حيث الرعب و الحرائق و حتى سرقة حق التنفس و العيش، و وفىٌ لمُحرر القدس و شعر كأنه الكوردي المزارع العامل الكادح، و ترجم ما في اعماقه من الحب للانسانية بعيدا عن ما جلبته الايديولوجيات، و المتاجرين بالشعارات و بالقضايا المصيرية للشعوب، كره الظلم ولو كان على ايدي اخوته ضد اي عدو له و لقضيته ايضا و احب الحق و ترجل و وقف شامخا امام المغريات و ملذات الحياة ، ونكر ما يحدث باسم العروبة و قال:
وهل نقول بعد الان تحيا العروبة
مري في ارض كردستان مري يا عروبة
هذا حصاد الصيف ها تبصرين
لن تبصري ان كنت من ثقب المدافعين تنظرين
بعث لمزبلة الزمان اخس ما عرف الزمان من الرفاة
باسم العروبة يطعن التاريخ في شيطان دجلة و الفرات
و آخر ما ابدع فيه هو قصيدة كردستان بين ما يربط القضيتين بالرابط الوثيق و التلازم بين قضايا الشعوب المغدورة و المضطهدة، و بيًن في هذه القصيدة مدى تشابه القضيتين و اوضح بشكل مبدع و رهيف مستوى مساندة الشعب الفلسطيني و الكردي لبعضهما و مشاركة الشعب الفلسطيني لمحنة الكورد قائلا:
معكم قلوب الناس لولا طارت قذائف في الجبال
معكم عيون الناس فوق الشوك تمشي لا تبال
معكم عبيد الارض من خضر المحيط الى الشمال
معكم انا معكم ابي و اخي و زيتوني و عطر البرتقال
معكم عواطفنا قصائدنا جنود في القتال
يا حارسين الشمس من احقاد اشباه الرجال
ما فرقنا الريح ان نضال امتكم نضالي
ان خر منكم فارس شدت على عنقي حبالي
و صف الدرويش الواقع دون ان يزوره ، قيًم الوضع و احسه، و احس الحياة باجمل احساس و هو تمنى ما يجب ان يكون و عبًر بما جال في نفسه، و عبًر عن موقفه و دافع عن الكورد بعين الانسان و الانسانية و صاحب القضية، حاول ابعاد كل التراكمات و الموروثات التعصبية من عقل بني جيله و صاح بما يجب ان يصرخ به و ما تكون عليه الانسانية، انه الكبير العظيم المبدع انه حقا انصف ضميره و الكورد بما يستحق و تبقى كوردستان وفية له.
لابد ان يفتخر العالم باجمعه بشاعر كان دائما يحس بالاخر و ليس في ذهنه ما يريده لنفسه دون الاخر، انه درويش كما احس بما عليه الكون و كانه عاش كل يوم في كوكب و عاش في كل دقيقة في قرية من ركن مهمش من بقاع العالم ،انه قمة الانسانية و اتصف حقا بالشفافية و الايمان بالتحاور مع الاخر و عدم الغاء الغير، و بموته خسره العالم و الانسانية اجمع و فقده الحب و الحياة و العدالة الجتماعية.