لكي أراها.
والأعراس على السجاجيد.
لأنّ الشّعر أيضا جدار
وصمتنا الذي فيه أصبح صمتنا الحقيقي
وإن تكلّمنا لناسنا فيه
فهم راغبون في صمتنا الذي هو كلامهم
لأنّ الشّعر رافقنا في جيبنا مثل مصباح
أفقي وتعثّرنا في الحبّ
فوجدناه يضحك ويزعم ويشتري
ووجدنا أمينة الفضّية التي طلعت
كزهرة على إبريق الصّلاة
وطلعت منارة قويّة وطلع مسجد
وكنيسة ويهود العالم أحبّونا
لأنّنا أحببنا أمينة ذات يوم
واشترينا لها ولأنفسنا اللّغات العالميّة.
لي غجر ووتد في السقف
أزور الكهول ليشيروا لي إلى نحاس
يومض على البرق الذي خلّفته
خلفي كعشيرتي
الصّباحات التي على المقاعد
التفّاحة والتوتة الحمراء من عشيرة الجيران
النيون المشعّ في حوش الجيران
العرس بحوشه الطّويل
صديقي الفارس على سلك الكهرباء.
كهرباء تكلّمت
ووتد هو محور العالم
معلّق بالتلّ البرق والرّعد
أختي أمينة صامتة
في صباح العيد
ماذا لو ذبحنا
خيط معرفتنا
ورمينا برسائلنا إلى الوحل
اصفرّ وجه أمينة
واصفرّ تلّ موزا
اصفرّت الرّيح
وظهرت بريفا
خلال نوافذ الباص
فركضت ركضت ولهثت
لأجل يد أمينة
لأجل ذلك الدلو
والبيت والنّاس وأوراق اللّعب
حبّنا
حبّنا العسلي
في جرن العسل
اطبخ لنا شوربة العدس
والبصل لا تنسه أيّها الحبّ.
عامودا ببلدية
ومستوصف وسياج متهدّم لآشي علاّوي
بإبرة ملوّثة وشجرة لا أعرف اسمها
صعدت على تلّ شرمولا
وأخرجت التنك والذّهب والعظام
يحمل الهواء صباحا قلبي
على حارة الراشنيين تحت شرمولا
ومساء أحمل أغطية رؤوس الراشنيّات
في قلبي.
وساقية المرحاض والماء الأخضر
وتركتورات علي بك بدواليبها الألمانيّة
وهذه ابنة عمّ لي
وقعت في حبّي
تنظر إليّ قادمة من آخر الشّارع
الطّويل إلى الدرباسيّة.
سأذهب إلى ألمانيا
لأجمع أزهار الحبّ وأصنع الشّاي
وأجلس في الكافيتريا وبيتك
أيّها الصّديق في ركن الدّين
تحت حدائق دمشق
مختف.
مختف الوقت وساعتي بصلة نرجس
صفير الهواء الأزرق الذي زار مواضعي
وركن بيتي.
شمسي في كهف شتاء الوادي
رداء الشتاء ارتداه المطر
والعصفور السجين لقلبي
أعطيته لوالد أمينة
وأعطيت أمينة مثل عصفوري للنّاس
وتبرّعت بحبّي لأمينة
في تبرّع الدّم للتدريس بالوكالة
في قرى الشّوايا.
أيّها العصفور الأسود
هل أنت من غنّى طوال الحبّ.
سأمضي وكان لي حبّ
وأمضي إلى الحبّ
إلى الجسد الذي وراء الوحل
والمساجد الفصحى.
بلى
بلى
صاح العصفور
أنا والد أمينة وأمّ أمينة
وأنا عامودا الضيّقة
عامودا الترابيّة من عصر الفرنسيّين
وأعواد السواد في المرتفع
أنا الذي تزحلق
على أسفل حوض الشّيخ
وجلب لك هذه اللّوزة الخضراء
بلى
بلى.
أنا أمينة ومصباح يذهب
إلى سوق القامشلي
أنا خسّة خضراء في أيّام النّوروز
وقبل عيد الفطر
والمدفع الرمضانيّ
وفيضان الخنزير
وشماتة الراشنيّين والمردنليّين
أنا صباح قاسم واسماعيل كوسا
وحسين حبش
أنا الديك العادي
والدّيك الرّومي والزبيب
وتركيا وقبرص والقرباط.