رسالة من الريح الى السديم
التاريخ: الأربعاء 12 اذار 2008
الموضوع: القسم الثقافي



  (من الأرض التي هي أمهاتنا, هي أنتم و أنا...اليكم و إلينا يا شهداء و جرحى و معتقلي
آذار قامشلو الدامي)

بيوار إبراهيم

ها انا ذا اعود اليكم من زمن النار الذي لن ينطفئ.
أنا أرضي و أرضي أنا.
أعود إليكم من زمن الماء الذي لن يجف او ينحسر.
دم الربيع هو البداية بيننا و بينكم.
من ربيع جالديران و حلقات ذكر الدم التي تكبر مع اسفار الموتى و الجحيم.
اسفارنا التي حفرت جبال البراكين بدمها و دموعها.
و اسفاركم التي صاغت انقاضنا و اشلائنا و التي سرعان ما تنبت و تحيا من جديد.


***
أنا الصوت و أنا الصراخ. أنا الريح و أنا الثورة على حناجر كل آذار يهتف للحرية.
أنا الجرح و أنا النزيف
 الذي يطلق العنان لأحصنة المدى بين الأمس و الغد, و بين النور و الظلام.
أتركوا الريح تلهو مع النزيف و الجروح.
اتركوا المقابر تضحك مع التلال و الشواهد.
أنا الكردية, التي تعبث بجدائل(ميدوزا) دون ان تتحجر مكانها.
 تفقأ عيون الشياطين و تمسد شعر الملائكة. تصرخ بصمتها و صوتها:

الخوف منكم لن ينال مني
و الخوف عليكم لا يهمني

***
وطني أنا و أنا وطني.
 نزرع الشروق في عيون يتامى الأرض
 و ندفن الحزن تحت ظلمات الجسور لنعبر مع الأمل فوقها.
 يقولون: ( العدو العاقل خير من صديقٍ جاهل) و الخيار الأصعب هو الأختيار ذاته؟
 لكن, الصعب يهون امام اختيارنا الذي يصلي للحياة
 و قد اخترنا العدو العاقل الذي( يغسل وجهه مائة مرة في النهار و لا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة).
 أما الصديق الجاهل, فإننا نذريه مع الريح الذي ينتقم لنا منه لجهله.

***
أنا الوطن, الذي رغبتم و ترغبون في فض بكارة أرضه و هتك نقاوة عرضه.
نشرتم و تنشرون هسيس السموم في آذانٍ أقوى من الحجر.
تحت ستائر ومضات لا تكاد تشتعل حتى تنطفئ.
تشعلون النار في الهشيم و فوق أكتاف اليباس.
لتحرقوا ما تبغون حرقه و تتركوا الرماد فوق جثث المحروقين لتختفي الآثار عن جرأة أساطير وطن الشمس.
وطن, حمل النار و الريح معاً في دمه.
نسيتم أو تناسيتم, ان الأرض و العرض و الوطن توحدوا في صرخةٍ واحدة من الدم:

أنا التاريخ و أنا الحرية.
أنا الجرأة التي يخاف الخوف منها.
 
***
أنا الكردية, التي تفك الضماد عن زئير الجراح لتزأر أكثر.
لن أتوسل اليكم كي ترحموني أو لا ترجموني؟؟؟!!!
ارجموني بالحجارة, عذبوني بالسياط.
 أفقأوا عيون دروب قوافلي.
مثلوا بجسدي و اسقوا صحراء حقدكم بدمي.
اقتلوا ابني و يتموا ابنتي.
لدينا سماءٌ ملأى بغيوم الأمال و ارضٌ حبلى ببراعم المقاومة و الحرية.
لتحرر الحياة من الموت.

***
أنا الكردية, التي تسافر مع الريح. تقرأ كتب الحنين للأيقونات الآذارية.
تطلق الأمنيات المكبوتة التي تنبت في كف الزمن.
زمناً كان لنا, لكنه اغتيل على أبواب مدائن العوسج و الصبار.
ألبسوني قمصان اسئلة احقادكم و ضغائنكم.
لن أركع أمام نعالكم.
لأن شفاهي تقبل في اليوم ألف... ألف مرة الأرض التي بقيت من رائحة شهداء أرضي.
من هدم العبارات الى هدم الحضارات. رسائل بيننا و بينكم.
رسائل مكتوبة بالدم الكوردي الذي لن يجف, طالما هناك عواصف تهب من صحارى السيوف.
أنا الكردية,  التي لن تسجد لأطلالكم ابداً.
أنا وطني, و وطني أنا.
فولاذٌ تحت مطارق الزمان, الذي يستعين بالنار ضد النار.
نصرخ بصمتنا و صوتنا :

الخوف منكم لن ينال منا
و الخوف عليكم لا يهمنا.... لا يهمنا.

12.03.2008







أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=1446